دروع وشياطين وحوار طرشان .. ورجال تائهون ؟


مقدمة : يوم الجمعة الأردنية ومن خلال متابعة أخباره على الكثير من المواقع الإلكترونية الإخبارية يعطيك معلومة مهمة وهي أن حكومة النسور إستطاعت أن تطفىء الحراك بكبسة زر حديثة تتمثل في تخفيف الأعداد المشاركة وتحول الإنارة من ضوء كشاف ضخم لنواسة ليلية تستخدم في غرف الأطفال كي لايخشوا الغول أو أبو رجل مسلوخة عندما يأتيهم في أحلامهم .

المشهد الاول بعض المواقع أشار إلى ضعف هذا الحراك مستخدما الصورة الفوتوغرافية لتأكيد هذا الحالة ، وأظهرت الصورة قيادات حراك تقف في صف واحد ولم يتجاوز عدد الحضور المائة شخص ، ومواقع أخرى أفردة خبر عن إحتفالات الحراك في إطلاق سراح المعتقلين وقامت بتضخيم الحدث بالكلمات مستخدمة وهي كلمات أصبحت مرفوضة من قبل الشارع ( تخطي أعلى السقوف ) وخصوصا أنها تأتي بعد خطاب الملك الذي قدم به للشعب الغير متحرك وللحراك درسا في مفاهيم عدة أولها أن النظام هو الدولة وأن الدولة هي الوطن وأن الوطن هو الشعب ، ومن أراد أن يسقط النظام سيقوم بإسقاط البقية بطريقة ميكانيكية متتالية .

المشهد الثاني للشارع نفسه الذي يخاطبه الجهاز الأمني برسائل واضحة تقول أن البلد بخير ، ومن خلال قيامه بمجموعة من العمليات الأمنية في معاقل كان من الصعب دخولها سابقا ، وكي يكتمل المشهد الأردني الأخر يقوم جهاز الأمن بعرض الصور لهذه العمليات مع تحفظنا على الطريقة الإستعراضية التي يتم إستخدامها والغير مقنعة بالنسبة للمشاهد الذي إمتلك ثقافة الصورة خلال سنوات الربيع العربي وزخم الصورة التي طرح به .

يأتي المشهد الثالث بحراكات المحافظات من خلال صور تستهدف اللوحات أكثر من الاشخاص المشاركين بها ربما من باب أرسال رسائل معينه تقول أن لغة الحراك ما زالت كما هي رغم العديد من الخطوات التي قامت بها حكومة النسور ومفاوضاتها مع الاسلاميين ( الجهادين والسلفيين ) الذين غابوا عن مشهد يوم الجمعة مكتفين بنشوة نصرهم وخروج بعض رجالهم من السجون وإقتصار مطالبهم على خروج البقية من معتقليهم، وهي خطوات لايعتبرها الحراك الشعبي تمثل الحد الأدنى من مطالبه لأنها تمثل القسمة الظيزا وليس العادلة ، ورغم محاولاتهم لتسجيل إنتصار ذاتيا من خلال توزيعهم للدروع على المحررين من شباب الحراك حرصهم على أخذالصور أثناء تسليم الدروع من باب أنهم يسجلون التاريخ كما يريدون هم وليس كما تريد الدولة وبالتالي الحكومة .

والمشهد الرابع الذي تم من خلاله ممارسة كافة التناقضات على مستوى الدولة والشارع تمثل في إحتفالات " عبدة الشياطين" في ليالي عمان النخبوية ، وهو إحتفال تم رفضه من الجميع بكافة تنظيماتهم وتم كما قيل تحت رعاية أمنية غير مسبوقة ومخالفة بذلك للصورة التي عرضهما الجهاز الأمني في صباح ليلة الإحتفال في سيطرته على مجموعة من اللصوص وقطاع الطرق ، والمتتعب للتعليقات التي نشرت عن هذا الإحتفال سيجد أن الشارع الأردني هو من طرح هذا التناقض بلغة عفوية تقوم على المشاهدة فقط للصورة دون التركيز على محتويات الخبر هذا أو ذاك .

والمشهد الخامس في يوم الجمعة الأردنية تظهره الصورة بكل وضوح وهو أن قيادات الحركة الاسلامية والحراك توزعت ما بين مظاهرة الكالوتي ومظاهرة المسجد الحسيني، وربما تحاول من خلال ذلك أرسال رسالة واضحة للحكومة وبالصورة تقول أن الشارع هو ساحة الحوار وليس قبة المجلس رغم الفارق الكبير بالعدد بين من يشارك في حوار الشارع ومن سيشارك في حوار صناديق الإقتراع ، وخلاصة هذه المشاهد ليوم الجمعة تقول أن حجم متاهة حكومة النسور بين هذه المشاهد كبير جدا ربما يتساوى مع حجم متاهة الوطن في موسم الربيع العربي وأن حوارنا الوطني لايختلف عن حوار الطرشان .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات