موسم الهجرة إلى سوريا .. ؟


تحالفات كثيرة تتم الأن مع ما يسمى بالجهاديين وقد وصلت إلى درجة إشراكهم في أطراف العملية السياسية في الأردن وعلى مستوى المغازلة وإن كانت من بعيد وعلى حياء من قبل الطرفيين ، وفي اليمن إستطاعت تركيا أن تنشىء خط نقل مباشر من مطار عدن إلى أسطنبول كمحطة إنتقال إلى سوريا والمخفي أعظم بالدور الكبير الذي تقوم به دول الخليج بقيادة قطر والسعودية .
إذا هو موسم الهجرة إلى سوريا يعيدنا إلى فترة بداية الثمانينيات عندما كان موسم الهجرة يؤدي إلى كابول ، والنتيجة إنفجار جهادي أصابت شظاياه كافة الدول التي شاركت ودعمت في تشجيع مواسم الهجرة تلك وكذلك أصبح الجهادجيين يملكون خبرات كبيرة في القتال وخصوصا قتال المدن والشوارع وقتال الكر والفر الذي يصعب على القوات النظامية القيام به .
ما يحدث يجعلنا نطرح العديد من الاسئلة وليس من باب الوقوف مع النظام السوري بل من باب أن ما يحدث يستحق أن يبحث وبكل شفافيه وبعيدا عن عصبية الطرح وهؤلاء الجهاديين يملكون فكرا إسلاميا معظمنا يمتلكه بل يوجد من قام بوضعه داخل إطر حزبية كالأخوان وأحزاب الوسط الاسلامي وهي حاليا تسعى للسلطة مستغلة الربيع العربي والتجربة المصرية والتونيسية في سيطرة الاسلاميين على مقاعد السلطة .
وأول هذه الاسئلة هو هل يمكن إعتبار هؤلاء هم الجناح العسكري لهذه الاحزاب ؟ وتلك الاحزاب تمثل الجناح السياسي ؟ ، أم أن الأنظمة السياسية العربية السنية تجد بهؤلاء الجهادين قنبلة موقوته قد تنفجر في وجهها في أية لحظة وأن الأفضل لها أن تفجرها بوجه بشار الأسد ؟ ، مستغلة بذلك الصبغة الطائفية التي أصبحت تطغى على ما يحدث في سوريا .
ولكن الملفت هنا أن هذه الأنظمة قد غاب عن عقلها أن الحدود الجغرافية لهؤلاء الجهادين لاتمثل عقبة لأنهم لايؤمنون بوجودها ويعتبرونها سبب رئيسيا لفشل مشروعهم الكبير الدولة الاسلامية ، وهذه الحدود الجغرافية في التجربة السورية تقترب أكثر من حدود أفغانستان التي تقع في شرق أسيا وفي نفس الوقت أن ما يحمله هذؤلاء الجهادين هو الفكر الذي لاتعيقه تلك الحدود .
وربما تمتلك تلك الأنظمة السياسية معلومات تعطيهم مؤشرات إلى أن موضوع سوريا لن ينتهي بيوم وليله أو في شهور قادمة بل هو حالة ستأخذ سنوات مما يعطيهم الفرصة الكافية للتخلص من هؤلاء الجهاديين على أرض معركة سوريا ، وهنا ربما يكون قد غاب عن ذهنهم أن هؤلاء الجهاديين ينقلون ميراثهم الجهادي من جيل إلى جيل وسيبقى خطرهم قائم في حضن هذه الأنظمة وأن الطيور المهاجرة عادة ما تترك بعضا من بيضها كي يفقص في مكان ما قريب من مكان هجرتها ؟.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات