صراع الغراب والعندليب على ارض الوطن الحبيب


سأروي لكم حكاية ملخصها ,أن غراباً وعندليباً قد اختصما على الارض الاردنية أيهما صوته أجمل وأعذب، ولم يصلا بعد طول معاناة الى نتيجة, فقررا الاحتكام لدى أول عابر يمر في طريقهما في الغابة , واشترطا أن ينقر الفائز عين الخاسر بمنقاره.. !!!
انتظرالغراب والعندليب على قارعة الطريق وسط الغابة, وإذا بخنزير يتمختر بتثاقل ، فطرحا على أسماعه قضيتهما، فطلب منهما أن يُسمعاه صوتهما فارتقى العندليب شجرة وغرد وغنّى فأبدع حتى رقصت الغابة على أنغامه فرحا وسرورا،وعندما انتهى , ارتقى الغراب جيفة ونعب فارتجت الغابة وارتعدت فرائصها لقبح ما سمعت.
فوقفا أمام الخنزير ينتظران كلمة الفصل في المسابقة, فأعلنت النتيجة بفوز الغراب ,فقفزمباشرة لدى سماع النتيجة الى وجه العندليب ونقر عينه حتى خرجت على منقاره، فغادر العندليب الغابة وهو يبكي ، فلحق به الغراب مستهزءا, وسأله: هل تبكي ايها العندليب لان صوتي أجمل من صوتك؟, أم لانني نقرت عينك ؟ فقال العندليب: لا هذا ولا ذاك، ولكني ابكي لأنني قبلت ان يحكم الخنزير بيني وبينك.!!
هذه هي الحكاية التي نراها كثيرا على الساحة الاردنية ، فالمبدع الحقيقي الذي يستطيع الوصول إلى قلوب الناس بفنه وعلمه وكفاءته ومقدرته وحقه مغيب ومهمش من قبل أناس كثيرون لا يستطيعون إلا رؤية الهدم والدمار في هذا البلد الطيب, فتراهم يفعلون كل ما بوسعهم لإبعاد اهل الكفاءات عن الواجهة لأنهم يشكلون خطرا على بقائهم، فيختارون للمراكز والمصالح الوطنية لأدارة سفينة الوطن شخصيات مهزوزة ومهترئة تتكئ على أمجاد بالية حيناً وعلى متنفذين أحيانا أخرى، حتى وصل الوطن الى أردى سنين يمر بها منذ تأسيسه.
انها الحقيقة الدامغة الماثلة أمام كل اردني , حتى بان يشعر الاردني الحر والشريف أن غالبية المسؤولين الذين يحتلون المناصب إما مرتش آفته المال , وإما سأدي آفته تعذيب النفوس وإما مغرور آفته النرجسية وإما شخص أفته النساء, فقد حدثني أحد الاشخاص أن هناك نساء في النوادي الليلية يستطعن فعل أي شيء لدى أي مسؤول بقليل من الدنانير , ولكن كيف؟ هذا ما نتركه للحر أن يفسر كيفما يشاء ..!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
إن المبدع الحقيقي في الاردن بات عملة نادرة, يعيش وحيداً ويموت غريباً في وطنه لا عزاء له, فكم اردني وطني عرفناه منذ سنين صار نسيا منسيا , لان المسؤول فلانا لا يريده ,ليس حباً في الوطن والخوف على مقدراته , بل ليقدم غيره لإعتلاء ظهره ، أو لان اللجنة الفلانية ارتأت انه لا يناسب العصر والزمان , فلفظته يلعق جراحه النازفة وحرمت الأمة من امانته.
فكم يا ترى غراباً ينعق على ساحتنا الاردنية أخذ مكان العندليب زوراً وبهتاناً؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
وقفة للتأمل:" أقول لكل من يعتز بغير الله , أن الله خاطبه في القرآن الكريم في لحن قوله تعالى( فخسفنا به وبداره الارض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين).صدق الله العظيم .الاية 81 من سورة القصص.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات