الرجال المعدلون سياسياً .. ؟


رغم محاولاتي إبعاد خطاب دولة النسور في خيمة إعتصام الصحفيين الغابرة عن ذاكرتي إلا أن بعض كلماته بقيت ترن في هذه الذاكرة من باب أنها تستحق أن تسجل في تاريخ الخطابات السياسية الأردنية وأن يمر عليها مرور الكرام هكذا وبكل هدوء .
والشيء الأخر الذي يجعلني أعود لهذا الخطاب برنامج تلفزيوني بث على إحدى القنوات الأمريكية تناول بعض الكلمات والجمل التي قيلت من قبل عدد من الرؤساء الأمريكين أثناء ما يسمى بالمناظرات الإنتخابية ، وقد حلل معد الدراسة بعض كلمات وجمل الرؤساء الذين فازوا والذين لم يحالفهم الحظ وخرج بنتيجة أن هناك كلمات وجمل قيلت من قبلهم كان هي المفصل في نجاحهم بعضهم وعدم نجاح الأخر ، وفي نفس الوقت تم إستخدام الكلمات والجمل التي ساعدت على نجاح البعض من قبل الكثير من المرشحين في المستقبل .
وعودة إلى خطاب دولة النسور وجدت أن هناك جملة قيلت من قبله في بداية الخطاب علق بها على وجود معالي سميح المعايطة إلى جواره في الخيمة وظهور الإمتعاض من قبل بعض الزملاء الصحفيين ، وهذه الجملة أشار بها دولته إلى أن من يجلس إلى جواره هو معالي سميح المعايطة بعد التعديل الذي أوصل دولة النسور للرئاسة وليس سميح قبل التعديل ، وهنا قصد بذلك دولته أن من يجلس إلى جواره هو معالي سميح المعايطة المعدل أي ليس معالي سميح المعايطة صاحب قيادة الاستشارات السياسية لحكومة سمير الرفاعي الإبن التي أخرجت لنا إنتخابات مزورة بإعتراف الجميع وهو ليس سميح عراب القانون المعدل لقانون المطبوعات والنشر الذي رفضه كل الجسم الإعلامي والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان وحق الرأي والتعبير .
وفي حكومة دولة النسور هناك الكثير من الوزراء المعدلين ربما جينيا أو فكريا كي يتمكنوا من القيام بمهامهم التي في النهاية هي مهام حكومة دولة النسور ، وبالرجوع لمنطق التحليل لهذا الخطاب وعلى شاكلة ما قام به معد الدراسة الأمريكية أجد أن ما طرحه دولة النسورفي جملته هذه ( معالي سميح بعد التعديل ) يمثل مدرسة جديدة في تاريخ السياسية المحلية الأردنية تضاف إلى مدرسته التي سميت بمدرسة ( المعارضة الموالية ) ، ويمكننا أن طلق عليها مدرسة الوزراء المعدلين أو كي تكون أكثر شمولا يمكن أن نطلق عليها مدرسة رجال الدولة الأردنية المعدلين بناء على متطلبات وضرورات المرحلة ؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات