طلاق بائن لأزلام الفساد


عندما هبت رياح الربيع العربي تم اختزالها في الاصلاحات السياسية وتغيير نهج الزعماء في إدارة شؤون دولهم ,من خلال المطالبة بتغير الدساتير , وإلغاء التفرد بالحكم , والقضاء على الفساد, وحرية التعبير, والانتخابات النزيهة وصولا لديمقراطية تحاكي الدول المتقدمة.
وتناسينا في هذا السياق أنه يجب أن نستفيد من روح الربيع العربي لتوسيع دائرته على المستوى المحلي , ليكون على رأس اولوياته التفكير مليا" في كيفية التخلص من التبعية لأصحاب رؤوس الاموال , ورجال المرحلة الذين لغاية الان لا يزالون يفكرون بعقلية العرفية مع عشائرهم وبواديهم ومخيماتهم مرتكزين على ثقلهم الاجتماعي ووظائفهم السابقة التي جعلتهم يعتقدون أن رزق المواطنين عن طريقهم فقط , وهم الذين "لايأتيهم الباطل من بين ايديهم ولا من خلفهم " والعياذ بالله .
أكاد أجزم بأن العقلية السائدة سابقا لدى جميع فئات المجتمع وخاصة الشباب قد تغيرت طريقة تفكيرهم وتفتحت عقولهم لماهية التعاطي مع الاحداث ولم يعد ينطلي عليهم ما يدور في الصالونات السياسية وغرف النوم أيضا, وأصبحوا على يقين بأن رجال البزنسس وأزلام المرحلة السابقة , كان لأكثرهم النصيب الاكبر في افساد مجالس النواب والدوائر الحكومية والمؤوسسات التابعة لها.

وليعلم جميع النواب السابقيين وأصحاب رؤوس الاموال الذين تخاذلوا وساوموا من باعوا ثروات الوطن ان المواطن لم يعد تبهره خطاباتكم واموالكم ومراكزكم الاجتماعية السابقة , ويجب أن تعلموا أن (زمن أول حول) فإذا كان دهالقة الزعماء العرب طاروا فماذا تنتظرون يا اصحاب الدولة والمعالي والعطوفة والسعادة .
على المواطن تعريتهم ومحاسبتهم على أدوارهم المشبوهة خلال توليهم مناصبهم الحكومية والنيابية فهم شر البلاء , وما مصائبنا إلا نتيجة تغولهم على المنصب والمال العام. ولذلك لا بد من تفادي هكذا مصائب بالوعي وإنتخاب مجلس يمثل المواطن تمثيلا "فعليا" وحقيقيا.
هل حان الوقت لقطف ثمار الربيع , وتغيير النمط السائد في التبعية العمياء, في الانتخابات النيابية والبلدية والنقابات ,وفي القرية والبوادي والمخيمات .وحتى على مستوى العائلة والعشيرة وجميع مكونات المجتمع الاردني.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات