ثرى الأردن يستقبل حبيب الزيودي


لم يشارك بمسيرة , ولم ينطق لسانه حرفا شعريا ضد النظام أو مع المعارضة , سنتان ونصف السنة والوطن يغلي والعالم العربي يشتعل وحبيب الزيودي إبن العالوك لم يكتب سوى عشقا للعرش وللوطن وسخر كل حياته ناطقا بلسان غير ذي عوج عما أصابه من إدمان في حب الأردن وعرشه .

أبناء عشيرة الزيود حملوا نعش حبيب على الأكتاف من المسجد حتى مثواه الأخير مشاركين الأردنيين حزنهم على حبيب الذي فارق الأردن ليجد ثراه يفتح ذراعيه ويخاطبه بأنك لم تترك شاردة ولا واردة بحب الأردن الا قلتها فتعال هنا أحتضنك .

مسؤولين حضروا مراسم الدفن وساروا خلف الجنازة ولكن لم نشاهد أيا منهم صلى عليه صلاة الجنازة إما خوفا على بذلهم الرسمية ان تتغبر خاصة بعد أن امتلأ المسجد بمحبي الحبيب حبيب ومحيطين جثمانه بكل حب وحزن على فراقه .

وتساءل البعض لماذا نتذكر رموز الأردن بعد وفاتهم ولا نتذكرهم في حياتهم , فحبيب أجبر على ترك الجامعة الأردنية وأجبر على إلغاء بيت الشعر , وها هو لم يكمل سنديان العالوك عبر الاذاعة الأردنية .

جنازة حبيب وبيت عزاؤه كان مليئا بمحبيه , حتى من كان حبيب يختلف معهم بالرأي مثل الدكتور خالد الكركي وهي أخلاق الرجال فقد كان خلف جنازته التي سارت من تحت سنديان العالوك حتى نام بمكانه الأخير حتى يعيش ما تبقى من حياة بين تراب العالوك التي عاش بها حبه وصباه وشبابه وهاجر الى عمان وبقي يحن الى العالوك فبنى منزله بها وبقي هناك حتى أيامه الأخيره .

في موت حبيب جاء اليوم محافظ الزرقاء الى بيت العزاء مندوبا عن جلالة الملك ليقدم واجب العزاء قاطعا اجازة العيد بناء على تكليف من الديوان الملكي , وأنا كأبن العشيرة ( الزيود ) كنت أتمنى أن لا يكون مندوب جلالة الملك محافظ الزرقاء لأن حبيب قدم للأردن مالم يقدمه مسؤول بدءا من رئاسة الحكومة وحتى أصغرها , كنت أتمنى أن يكون مشرف بيت العزاء هو صاحب الجلالة سنجدها وسيجدها كل مبدع وساما , فلن يعود حبيب , وكم حبيب سيخرج بعد وفاته , فنحن ومنذ وفاة عرار لم نجد عرارا آخر الى اليوم سوى حبيب أخلص المداد للعرش والوطن .

معلومات متكررة ولا نعرف هل هي صحيحة ولكنها شبه مؤكدة بأن لقاء جلالة الملك في الديوان الملكي مع فعاليات عدة قبل أيام استثني منه الشاعر حبيب الزيودي ولم يعرف السبب ولكن من هو الذي يحارب المبدعين والمثقفين , في الأردن ولمصلحة من هذا الذي يحدث .

تذكروا ماذا كتب وقال حبيب عن العرش وعن الأردن , فلم يكن حبيب ماركسيا أو شيوعيا أو ليبراليا أو معارضا , كان ينطق ما يخفيه بحب الأردن والعرش واليوم هو محافظ الزرقاء مندوبا عن الديوان الملكي الى عشائر الزيود في العالوك .

وأتذكر قول الشاعر الحبيب حبيب محرفا أنا إياه : تكريم الميت المبدع كالالحاد في مكة ... فلن نستطيع استنساخ حبيبا آخر كما عرار .. ولن نجد من يتحدث باسم الاردن اخلاصا وحبا ووفاءا

ليرحمك الله يا حبيب وهذه آخر الصور في حياة حبيب وهو يحمل بين سنديان العالوك الى مثواه الأخير فقد ارتاح كثيرون منك يا حبيب لأن غزلك وحبك للأردن والعرش كان سما في أوردتهم حتى يموتون وحين يعثون وحين يلعنون ...



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات