أصنام من عجوة


أنا عربي قح .... لا اعرف إن كنت من عدنان أو من قحطان .... لكنني اعرف أن العدنانيين والقحطانين يحبون العجوة ..يعشقونها .. يتوحدون فيها ... .يعبدونها..

لذلك صنعوا منها الهة لهم....
انا عربي قح احب العجوة مثل أبائي وأجدادي .. أموت فيها .. اعشقها ..واعبدها.. فصنعت لي صنما منها .. أغازله .. أناغيه .. أصلي له .. وأسأله قضاء حوائجي..
وقبل ان اغادر بيتي اتوجه الى صنمي العزيز .. أقف بين يديه .. أستجدي رضاه ..انحني له ..واهمس في اذنه وأقول
: سيدي : انا عبدك المطيع المطواع .. افديك بروحي وبأعز ما املك .. ستبقى صنمي ( عفوا ) الهي الذي اعبده طوال عمري .. أتوسل اليك ان تفك عقدي .. وتخلصني من المصائب الواقعة على رأسي
وعندما ( انغضر ) في فراشي أتوجه الى صنمي وادعو الله عز وجل ان يبقيه لي ولكم سندا وذخرا وللامة باسرها حاميا ومحاميا ..
منذ مدة لحقني الظمأ واصابني الجوع .. فتشت كل زوايا منزلي لعلي اعثر على ما أسد به جوعي وأطفيء به ظمأي .. فلم اعثر على شيء..
ولأنني عربي قح .. و(بصلتي محروقة ) توجهت الى صنمي .. ليقضي لي حاجتي ..
ناغيته .. تقربت منه .. همست في اذنه .
.قبّلت يديه ووجنتيه . ورجليه لكنه لم يحرك ساكنا .. اقتربت منه اكثر .. حاورته ..نكشته في بطنه ..نغزته في خاصرته .. نخشته بسبابتي . . دحشت اصبعي في اذنيه.. في عيونه ...ركلته بقدمي .. شتمته .. و لم يحرك ساكنا..
اشتد بي الجوع .. و أرهقني العطش ..
بحثت ثانية عن كسرة خبز .. عن أي شيء أسد به رمقي .. فقدت صوابي ..
الجوع ينهش عقلي وقلبي ويهز كل كياني ...لم اعد أقوى على التفكير .. و الجوع كافر ..
لم يبق امامي اية خيارات اخرى .. بالحال توجهت الى حبيبي .. الى الهي .. الى صنمي .. سارعته بسيل من اللكمات وجهتها الى رأسه ووجهه ..فحطمت يافوخه .. وفطعت انفه ..
اوقعته ارضا.. وهجمت عليه .. التهمته كله الى ان سدت كل منافذ جهازي الهضمي .. وبلغت حلاوة الاكل بوابة حلقي ....
يالله كم كان ضعيفا هشا هذا المخلوق الذي كان يرعبني .. تخيلوا انه تحول الى طفل يستدر عواطفي لكي ابقيه حيا .. يا الله كم نحن متوهمون على هذه الاصنام .. انها اكثر ضعفا واكثر جبنا مما تتصورون ..
اشعر بالزهو والخيلاء فقد شبعت الان .. وانا في اخر انبساط ..
الم اقل لكم اني عربي قح .. لقد سئمت من صنمي . ومن جبنه .. ومن ( سقاطته ) امام الاصنام الاخرى ...
الحمد لله فقد تخلصت من صنمي وانا الان في اخر انبساط..
..

ولأنني عربي قح .. فلا بد لي صنم .. الحياة عندنا بدون اصنام لاطعم لها .. لا تساوي شيئا .. هكذا تعلمت من الاهل .. ومن المدرسة ومن كل المحيطين ..
ابحث ألان عن بعض العجوة لأصنع لي منها صنما .. لكنني هذه المرة لن اعبده.. سأجعله يعبدني .. يدللني .. يطلب الرضى مني .. ينخشني .. ينغزني .. يدغدغني ..
سأجعل أوصاله ترتعد خوفا مني .. سأبقيه في حالة جوع دائم .. سأذيقه المر .. سأرد له الصاع صاعين .. سانتقم لي ولكم منه ومن قهره لنا وتجبره علينا وسخريته منا ..
يا لدهشتي ....و يالغرابة الموقف .. فانا
في منتهى السعادة فها هو الصنم يستجديني .. يطلب رضاي .. يتوسل إليّ ان اسقيه جرعة ماء .. كسرة خبز ..
انه يتضور جوعا وعطشا امامي ..
لأول مرة في حياتي ادرك ان عبادة الاصنام هي التي حطمت مرؤتي .. أبعدتني عن ربي وخالقي .. جعلتني اعشي ذليلا ابحث عن الفتات عند من لاحول لهم ولا قوة ..

الم اقل لكم أنني عربي قح .. احب العجوة واعشقها ..واعبدها واصنع الاصنام منها ..
واذ ا ما جعت او عطشت او حتى ( زعلت ) فسوف اهشمها ثم اتنغنغ عليها و (انام ليلي الطويل ) .


فهل تفهم الاصنام .. وافراخها .. وذرياتها .. وزبانيتها .. وحاشيتها .. والعصابات المحيطة بها ذلك ..\
فيا ايتها الاصنام لن يطول مقامك وسيأتي من يخلعك من جذورك .. وانتم يا سدنة الاصنام من مشركين ومنافقين عليكم ان تدركوا جيدا ان دولة الحق والعدل سوف تدوم وان دولة الظلم والباطل سوف تزول .. ومن عبد غير الله اذله الله على يد من عبد .. ومن اخذ جاها لله .. اعطاه العزة والكرامة والوجاهة والاحترام ..
الا تنظرون الى اصنامنا كيف تصلي للصنم الاكبر.. وتنحني اجلالا وتعظيما له من اجل كراسي كرتونية لاتقوى على الصمود امام أي زوبعة ... ياللهول : نحن نعبد اصنامنا واصنامنا تعبد اصناما أخرى .. تتمنى رضاها وتدعو لها بطول العمر ..

وتقولون لماذا ينتشر الالم ويعم الجوع ..
ارجوكم يااهل الارض.. حطموا اصنامكم .. عودوا الى رشدكم .. توكلوا على ربكم مصدر عزتكم .. عندها ستنقشع الغيوم.. وسينهمر المطر غزيرا .. لن يبقى اثر لجنون البقر ولا لأنفلونزا الطيور ..وسيتلاشى الايدز والسرطان والسكري والضغط.. لن يبقى شاب (اعزب ) . ستنتهي ظاهرة العنوسة .. سيرتاح بال الجميع .. ستعود للحياة نكهتها .. ويعم الخير كل الارجاء .. صدقوني .. اتركوا عبادة الاصنام .. جربوا ذلك .. ولا تترددوا ما دام العمر والرزق من عند الله رب العالمين ... واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والويل والثبور للمنافقين .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات