من هو الذي سيخون الوطن !


سأُل (والأسئلة الموجه للفلاسفة تحتاج إلى دقة) الفيلسوف ألانجليزي توماس هوبز Thomas Hobbes)) يوما عن من هو الشخص الذي سيخون الوطن؟ فأجاب أنا شخصيا لا أحب السير في طريق ليس لها نهاية , ولا أحب العيش في دولة ليس لها حدود , وأحب من أدوات الترقيم علامة التعجب (!)

وأضاف قائلا الذي سيخون الوطن هو الشخص الذي سيلقي بمرآته من النافذة بعد أن يرى نفسه ,لأنه عرف حقيقتها , وسيلحق بالمرآة بعد ذلك , ولن يجدها . بصراحة لديَّ سؤال صعب هنا وهو : هل يوجد في هذا الوطن من سيخونه , لن أضع علامة استفهام(؟) على هذا السؤال , وسأضع علامة تعجب(!) , لهول الموقف , وعلماء اللغة قالوا علامة التعجب أقوى من علامة السؤال .

نعم يحق لنا أن نتعجب من الذين سيخونون الوطن , لان هؤلاء ليس لديهم ضمير قبل أن يبيعوه , وليس لديهم عنوان ثابت , هؤلاء سرقوا المكان والزمان , سرقوا صوت المواطن , سرقوا شواغر الدولة , اجلسوا شباب الوطن على الطرقات , وضعوا الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب, حجزوا الوظائف والمناصب لغير مستحقيها ,جلسوا في أماكن غير أماكنهم ,وأخذوا زمان غير زمانهم . ومهما كانت الخيانة صغيرة أم كبيرة , سراً أو علناً , عملا أم قولا ... تبقى خيانة .

نقولها بصراحة يذهب كل شيء ويبقى الوطن ما بقيت السماوات والأرض ، ومهما كان عذرنا للخيانة ، فلا عاذر لنا ، والوطن لا ينسى من غدر به وخان ، الخيانة وجه قبيح لا يُجمله شيء ، فالوطن والتاريخ لا يصفحا أبدا ، ويظلان يذكران الخائن حتى بعد موته . فهما لا يغفرا لخائن أبدا .


من يخون الوطن ليس منا , من يخون الوطن اخطر بكثير من أعداءنا , لان الأعداء يقفوا أمامنا , وهؤلاء يقفوا بيننا (وهنا مكمن الخطورة) , وجوههم ليس كوجوهنا , ومياه عيونهم جفّت , يصفقوا معنا ويهتفوا معنا للوطن , ولكن أية تصفيق وأية هتاف هم به , الوطن سيرفضهم , ويلاحقهم وسيقلعهم من الجذور وسيزرع مكانهم , أشجار الوفاء والولاء , من يخون الوطن لا مكان له بيننا , هؤلاء سلعة تاريخ الانتهاء لها قد مضى , فالوطن يحتاج إلى رجال إلى معادن ليس لهم تاريخ انتهاء ,لان هؤلاء أعمالهم وأثارهم باقية إلى يوم الدين , وأن توفاهم الله .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات