بأي حال جئت أيها العيدُ


عيد الأضحى المبارك مناسبة سنوية يقدم بها المسلمين القرابين والأضاحي لوجه الله عز وجل لنيل رضاه وتقرباً منه ، وتكثر في هذه المناسبة صلة الأرحام وتسامح فيما بينهم . 

وعادةً نا تبدأ من الصباح الباكر الزيارات للأرحام على مختلف الدرجات ، وربما تكون زيارة العيد قصيرة نظراً لإستكمال باقي الزيارات المقررة .

كان في الماضي البعيد للعيد بهجة عارمة في استقباله ، استذكر عندما كنا اطفالاً كنا نعلق ملابس العيد فوق رؤسنا ونحن نيام وما كنا نسمع آذان الفجر والمنادة عبر مكبرات الصوت لبيك الهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك ، حتى نقفز لإرتداء الملابس الجديدة ونذهب إلى المسجد ثم نتجول في الحي وعند الأهل والأقارب لنتذوق الحلوى اللذيذة ونلعب ونلهوا .

وعندما كبرنا وأصبح لدينا بيت وأطفال لا أعتقد أبداً بأن أطفالنا فرحين في العيد كما كنا ، لأن تفاصيل الحياة تعقدت وكثر القتل والهرج والمرج بل أصبح أطفالنا يشاهدون عبر شاشة التلفزة أشلاء الدم والقتل للإطفال في سوريا وغيرها من المناطق الملتهبة مما أسهم في نفسياتهم هذه المشاهد المؤلمة .
كما اعتقد بأن راعي البيت لم تصبح لديه القدرة على شراء الملابس الجديدة إلى ابنائه بسبب انتشار الفساد المالي ووضع السيولة النقدية في فئة قليلة من المتنفذين أصحاب الفلل الفارهة وترك باقي الرعية يعيشيون حالة من الفقر المضقع ، إن سوء الإدارة في توزيع الموارد المالية ، وسرقة مُقدرات الوطن دون رقيب أو حسيب أضعف القٌدرة المالية لهذا الوطن مما انعكس سلباً على باقي الشعب .

لا يوجد أي شخص جاد على مواجهة الفساد رغم الترقيعات الدستورية الغير جادة في استئصال مارد الفساد إنما هي شكل من أشكال التسويف لإسكات الشارع الأردني ودلالة على ذلك لم يتم تحقيق أي انجاز على الصعيد السياسي أو الإجتماعي لغاية وقتنا الحالي .
وكلما ارتفع سقف المطالب الشعبية تتم الإعتقالات وتدعوا باقي الجماهير إلى التريث والصبر (ويلي مش عاجبوا يشرب من البحر) .

نعم أيها الشعب العظيم لقد وصلنا إلى هذا الدرك من التهميش بينما الفئة القليلة تتنعم بالخيرات والنعم حصيلة الفساد العام .


ابراهيم ارشيد النوايسة 
Abosaif__68@yahoo.com 
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات