ماذا نفهم من زيارة أمير قطر إلى غزة ؟!


كإنسانيين كنا وما زلنا وسنبقى وبحمده تعالى خارج كل تلك الممارسات التي يقال أنها إنسانية ، خاصة هذه الزيارة التي تأتي هروباً من الإستحقاق الفلسطيني المطلوب لمواجهة إسرائيل وواشنطن ، لا بل والتي تنقذ إسرائيل من الحرج الدولي في ظل هذه الظروف السياسية المركبة والمعقدة والخطرة للغاية ، ولتختزل كامل القضية الفلسطينية ونضال الشعب الفلسطيني من 1948 إلى اليوم بتولي حماس إمارة غزة ! التي تطوي الملف الفلسطيني بإمارة مدينة من مدن الضفة الغربية ، وجميعنا يعرف أن غزة جزء من فلسطين وليست فلسطين، وأبو مازن هو الزعيم الفلسطيني المنتخب والممثل الوحيد للشعب الفلسطيني ، وفي تقديري المتواضع أن هذه الزيارة بمثابة إعلان عن وأد القضية الفلسطينية ما لم تستيقظ كافة القوى الحرة المقاومة ، والتي عليها أن تستعد من أجل إنقاذ الرمز الفلسطيني المتمثل في الزعيم أبو مازن ودعم فتح وبكل قوة وسخاء ، أتساءل والسؤال موجه لقادة حماس : متى ستنهي مهرجان الصور في غزة التي رفعت صور مرسي وبعد أيام تم رفع صورة أمير قطر ولا نعرف صورة من سترفعون في الغد القريب ؟!

هنيئاً لكم أيها القادة العظام أوسمة جمام الأطفال الفلسطينيين المتفحمة نتيجة الفسوري الإسراتئيلي الذي ضرب غزة ، والمدفوع ثمنه من خزانة أموالكم ، ولكن لا بد أن نذكركم أن القضية الفلسطينية ليست غزة ولن تكون ، لأن هنالك قبلتنا الأولى المتمثلة في القدس الشريف ، وكامل فلسطين من 1948 ، نعم ، هذا ما نطالبه من الآن فصاعداً إذا كنا مؤمنين بحل الدولتين ، كشعب فلسطيني يزيد تعدادنا على 11 مليون نسمه ، لا ولن نسمح لغير الرئيس أبو مازن أن يتحدث بأسمنا ، ويكفي رقصاً على أشلاء الشعب الفلسطيني لأن مخطط التقسيم و مساعي الأطراف المتعددة لتدمير المشروع الوطني الفلسطيني من خلال فصل غزة عن الضفة وتمكين حركة حماس من السلطة في قطاع غزة أصبحت من ضمن الأوراق المحروقة منذ خطة شارون الانسحاب من غزة 2005 التي كشفت لنا أوراق كان لها أكبر الأثر في إسقاط عروش ورحيل أنظمة وستسهم هذه الأوراق في إحراق كل من يخطط ضد شعبنا الفلسطيني الأعزل .

المشكلة أننا حذرنا قبل هذا الوقت بسنيين وأبان الضغط على مصر والمغرب والأردن والرئيس أبو مازن خلال سنتي 2005 و 2006 لتمكين الإخوان المسلمين من المشاركة في الانتخابات ، وصولاً إلى نتائج ما أطلق عليها الربيع العربي الذي مكن الإخوان من تولي السلطة لأسباب لم تعد خافية على أحد ، لكن من يفهم يريد أن ينهي على الأرض ، ومثل هذا المنحي هو الذي قد يحرق القواعد الأمريكية وإسرئيل في آن معاً ! لهذا نستحلف موظفي إسرائيل في غزة والدول العربية أن يرحمونا ويرحموا هذا الشعب الأعزل من مخططاتهم الفاشلة ، لأنهم يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ، إن دولنة غزة على حساب القضية الفلسطينة شعباً وأرضاً كارثة ستشعل المنطقة بالكامل وأول ما تشعل السعودية والخليج وإسرائيل ، ولمعرفة الكيفية فقط أسألوا معلميكم جنرالات الموساد الإسرائيلي كيف سيكون وجه المنطقة تبعاً لحسابتكم الخارجة عن تصور العملاء قبل الأحرار العقلاء .

للأسف هذه الزيارة كشفت النقاب عن كل الأسرار التي تم إخفائها عبر هذه العقود الطويلة ، خاصة وأن قطر هي الحليف الاستراتيجي لواشنطن بعد إسرائيل والمُحتَضِنة لأكبر قاعدة عسكرية أمريكية ، أنتم تتعرون سياسياً تبعاً لتعرية واشنطن وإسرائيل عسكرياً بعد أن عجز الأسطول السادس التابع للبحرية الأمريكية من اكتشاف الطائرة الاستطلاعية ( أيوب ) التي تمكن حزب الله بواسطتها خرق الأجواء الإسرائيلية وصولاً إلى مشارف مفاعل ديمونة النووي ، وثبت لنا جميعاً ولكل قادة إسرائيل العجز الإسرائيلي الفاضح والواضح ، والذي أنتج لنا معادلة جديدة لا بد أن ترسم معالم المنطقة والعالم أجمع ، إلا وهي هزيمة عقل المقاومة للعقل الإسرائيلي ، وبالطبع مثل هذه المعادلة تدفع إلى مثل السلوكيات السياسية غير محسوبة النتائج على غرار هذه الويارة التي كشفت خبث ووحشية المؤامرات على شعبنا الفلسطيني ، ونذكر هنا كافة الأطراف ما أنجزته الطائرة وبحسب تقارير الخبراء في مهمتها الاستطلاعية بكل نجاح قبل أن تكتشف .

سواء في جمع المعلومات أو تحديد الأهداف والإحداثيات للمنشآت والقواعد والمراكز الإسرائيلية ، حيث لا يختلف المتخصصون في هذا السياق أن الطائرة استطاعت خرق الأمن الجوي الإسرائيلي ، لهذا فإن هنالك تغيراً لقواعد اللعبة العسكرية ، قد جعل إسرائيل أمام تحديات كبرى ستربكها الآن وغداً بعد أن أصبحت مكشوفة ، كل ذلك غير المفاجآت التي ستنفجر عند أول عدوان على لبنان ، إضافة إلى أن الطائرة إنتاج محلي بمعدات إيرانية ، بالطبع مثل هذه الضربة النوعية دفعت وستدفع إلى إرتكاب حماقات أخرى على غرار حماقة هذه الزيارة التي أسدت أكبر خدمة للمقاومة الإنسانية الإسلامية من خلال فضح أعداء الإنسانية لأنفسهم وكشفهم عن وجههم الحقيقي الذي يرتكب المجازر في العراق البحريين وسوريا ، ويبقى السؤال : ماذا نفهم من زيارة أمير قطر إلى غزة ؟! خادم الإنسانية .ِ



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات