عمان لم تعد مرابط خيلنا


ما يطفو على السطح لا يعكس بالضرورة حقيقة ما يجري في الداخل من تفاعلات وتطور وحقائق ، ومن متغيرات خطيرة في منحنى توازن الوطن ومن بين مظاهر التحولات الاجتماعية والاقتصادية والسياسة الاردنية ظهر خلال الفترة الماضية، انتعاش وصناعة ورواج لفئة جديدة، تجسدها شخصية ما تسمى تارة اقتصادي او ليبرالي وبكافة مناصريها وخيوطها العنكبوتية على جسم الوطن وهي صناعة وثيقة الصلة تنبئك بتلاشي الفئات الوسطى من المجتمع الاردني الذي هو محور نقاشات نظرية ومنهجية وميدانية مستمرة، حيث يعزو الكثير من الباحثين العديد من أوجه الأزمة في عالمنا العربي إلى تهميش مكانة هذه الفئات، لا بل وسحقها مما ادى الى بروز الربيع العربي او الصوت العربي المقموع تحت اطمار التهميش والاقصاء والاستبداد الامني وقد لقي هذا الربيع تطبيلا وتزميرا ومدحا عند الدول الغربية وكثير من شعوب الدول العربية لخروجها من حالات الجمود التي كانت قد تلبّست الواقع العربي . 


غدت هذه الفئة المنتفعة و المتنفذة في المجتمع الاردني اخطبوط اجتماعي طال شرره جميع مؤسسات الدولة الحيوية فقد بيعت شركات انتاج الطاقة بالمملكة بالمجان مع اتفاقيات مذلة دفع ثمنها المواطن من جيبة والشركة او المؤسسة التي تباع يطوى ملفها غير مأسوف عليها حتى طال البيع التراب الوطني الاردني المضمخ بدماء شهدائنا وسنابك خيل اجدادنا ، لن نقف عند حدود تلك الشرائح التي أفرزها الانفتاح العشوائي الذى خصص وباع قطاعات البلد الاقتصادية دون وعي بل تجاوز و صادر المكتسبات الاجتماعية التي شرعت المملكة في تحقيقها بعد نيل سيادتها من المستعمر الانجليزي ، وسيغدو المال المنهوب بوسائل درامية وقانونية ان جاز التعبير وسيلة لانتعاش هذا النوع من الناس لتوزع اموال الدولة عليهم ، وعمان التي لم تعد مرابط خيلنا في أحشاءها الفساد والفجور والتبرج والسفور والخمور وكل ما في العالمين من شرور .


ليطال ضمن من يطال نماذج من المثقفين والاعلامين واصحاب الاقلام المأجورة وقطعان من المنتفعين الذين تحولوا إلى كتبة وكمبرس وناطقي دولة وسحيجه على حساب الوطن يبيعون مبادئهم وقيمهم بحفنة من الدنانير ، بعد أن وجدوا فرصتهم للصعود في بيئة فاسدة ومأزومة ، انقلب فيها ميزان القيم رأساً على عقب، واستبيحت المعايير الأخلاقية والمهنية، ولم تعد الكفاءة معياراً في الاختيار ولم يعد ابن الوطن على رزنامة حساباتهم بعد ان بيعت الهوية الوطنية والرقم الوطني واصبح الاردني ابن الصحراء عالة غريب في وطنه ليشغل ليله ونهاره في سد حاجة اطفاله من الطعام فقط ظروف اقتصادية صعبة لن يسامح الاردنيين الناهبين يوما فالجندي في خندقة والموظف في وظيفته والعاملون في اشغالهم .


فطالما كانت هناك مهارات الشطارة ومعرفة من أين تُؤكل الكتف وبلا اي ممسك قانوني ، هي الميزان لنكون بذلك إزاء أزمة أخلاقية وسياسية واقتصادية على قدر كبير من الحساسية، لا تنفصل عن الأزمة العامة التي دخل العالم العربي في نفقها، بفعل تعثراته البيّنة في تحقيق التنمية الاقتصادية والمشاركة السياسية والتنشئة الاجتماعية الرشيدة .


وعليه فعلى الجميع الانخراط في تنظيف الساحة الوطنية من اعداء الوطن دفعا للنهضة الشاملة والحفاظ على مقومات البلد ليبقى الاردن واحة امن وامان للجميع ونرفض ان نكون بلدا لشذاذ الآفاق ، الذين زرعهم المنتفعون غدة سرطانية في وطننا" وان استغفال المواطن بزيادة الاسعار عليه لن يكون حل وستكون ردة الفعل عنيفة في حال اكتشاف المواطن ان حكومته تستغفله ولن تكون موضع ثقه في كل ما تتحدث عنه لمصلحة المواطن حمى الله اردننا وامننا وجيشنا وحدودنا وشهدائنا .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات