من الذي جعل المعارضة الأردنية معارضة وهمية ؟؟؟


اقسم لكم إنني لا اعرف كيف اختلطت عندي الأوراق هذه الأيام حول المفاهيم المتعلقة بالمعارضة , فقد كانت المفاهيم المتعلقة بالمعارضة عندما كنت صغيرا أوضح منها عندي هذه الأيام , وأتذكر عندما كنت بالصف الخامس (أ) , وكان عدد طلاب الصف (36) طالبا , قام مربي الصف يرحمه الله , والرحمة تجوز على الأحياء والأموات بتعيين احد الطلاب عريفا للصف , وقتها على ما أظن احتج (9) طلاب قلى قرار مربي الصف , ومن داخل الصف (لم يخرجوا خارج الصف) , طالب هؤلاء الطلاب الأستاذ بالعدول عن هذا القرار , فاستجاب الأستاذ لطلبهم , قائلا : وماذا تقترحوا ؟ أجاب الطلاب نقترح عمل انتخابات , وجرت الانتخابات بطريقة رائعة جدا , وفاز من فاز , والملفت للنظر أنها كانت بالصوت الواحد , ولم تثار وقتها أية قضية حول الإجراءات , ولم يتغيب احد , وفرحنا بالجو العام الذي ساد داخل الصف .
بصراحة ( فهمت وأنا صغير) أن المعارضة بالمشاركة , أفضل من المعارضة بالمقاطعة , وفهمت أيضا أن المعارضة بالمشاركة تعني , تقديم المزيد من التنازلات والاقتراحات من خلال الحوار والمناقشة , وأخذ القليل في كل مرة لنحصل في النهاية على الكثير , في حين أن المعارضة بالمقاطعة هي معارضة وهمية .
والسؤال المطروح هنا كيف أصبحت المعارضة الأردنية معارضة وهمية ؟ ومن دفع بها في هذا الاتجاه ؟ قبل كل شيء أنا لست معارضا , , ولم استمع لوجهات نظر معارضين , ولكن اعتبر نفسي مراقب ومحلل للمشهد , وأُمن بمعادلة مفادها : مولاة + معارضة = أبناء هذا الوطن , وأُمن أيضا كل الإيمان أن المعارضة بالمشاركة تطّور وتحسّن جميع الإعمال والمشاريع المطروحة على الساحة , وكغيري من المدركين لتنمية الوطن أن احترام الرأي والرأي الأخر واجب وطني علينا أن نعمل به .
اعتقد هنا وبمنتهى الصراحة أننا نتعامل في هذا الوطن مع معارضة وهمية , وأعتقد أيضا أن الذي دفع المعارضة بأن تتحرك من المعارضة المشاركة إلى المعارضة الوهمية , هم أفراد وجماعات من داخل المعارضة ليس لديهم تصورات كاملة عن مفهوم المعارضة المشاركة , وأصبح لديهم تصورات بعيدة كل البعد عن الرأي العام والمزاج العام وواقع الحال الذي نعيش به , الأمر الذي جعل هذه التصورات وهمية , نقول كل الاحترام والتقدير لجميع تصورات هؤلاء الأفراد والجماعات من داخل المعارضة , ونقول أيضا لهؤلاء الأفراد والجماعات , من داخل المعارضة ضرورة العودة إلى المعارضة الحقيقية التي لديها أجندة بالمشاركة , لتتشكل معارضة فاعلة ومشاركة في بناء وتطوير وتحسين هذا الوطن , فالوطن بحاجة لكل فرد من أفراده مهما كانت توجهاته الفكرية , فالاختلافات في وجهات النظر ظاهرة صحية ولا تعيق من مساهمتنا في نهضة ونهوض وطننا الغالي .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات