وطن سبعة نجوم


كنا صغاراً نتابع حركة الاقمار الصناعيه المضيئه ليلاً وضوء النجوم ومنها مجرات بعيده عنا ونحن مستلقون على ظهورنا ما قبل النوم في العرائش صيفاً وكم كنا ننتظر تلك الطقوس مع قدوم الصيف نلهو ونلعب في الوقت ان ابنائنا يحتارون في اختيار اللعبه الالكترونيه لكثرة ما لديهم من وسائل الترفيه جعلتهم كثيري النق .. زهقانين.
تستغرب اذا ما نقلتك قدماك في رحله داخل عمان الغربيه على التحديد لترى ما لم تتوقعه من بذخٍ وكِبر, فالسيارات هي غير السيارات التي تعرفها او تراها في ضواحيك وقراك,, والابنيه هي غير الابنيه التي قد تتوقع رؤيتها في دوله مُدانه باكثر من عشرين مليار, فقد زرت عواصم عالميه وعربيه كثيره لكنني حتى في بلاد النفط والدولار لم ارى ما نراه في ضواحي عمان الغربيه من فلل وقصور تركن امامها اساطيل من السيارات الرباعية الدفع والبورش والمرسيدس.. من أين؟ سؤال مشروع يطرحه أبٌ غير قادر على توفير اقساط الجامعة لأحد ابناءه بينما الباقين في انتظار الانخراط في سلك الجُنديه, وآخر لا يملك قيمة ايجار بيتٍ يأويه وأطفاله وثالث يبحث في حاويات القمامة علّه يجد ما يسد به رمق اطفاله؟؟؟
نحن وطن سبعة نجوم بكل ما تعنيه الكلمه ورؤساء الحكومات المُقال منهم والعامل يسهر ليله لا لتأمين العيش الكريم لابناء شعبه وهو صاحب الولايه وسيُسأل عن ذلك يوم الوقوف بحضرة الرب العدل ,,بل لتجود عليه قريعته في رفع الاسعار وتضخيم الضرائب او خفض الدينار ولا اعرف ما سيخفضون فهل بقي من قيمته شيء ما دام ساندوتش الفلافل في بعض مطاعم عمان بأكثر من دينار..
الفرق كبير ما بين الثرى والثريا,, هنالك من يعيشون بجوار الثرى يتوسدون الحجارة ويفترشون الارض ويتلحفون السماء وهنالك من يعيشون عالياً الى جوار الجواري والحسان في قصور اشبه ما يحلم بها عابد يوم القيامة(اللهم لا تشبيه), فكيف بالولاية لا تكون ندامه ان لم يؤدى حق الله فيها,,ولم ننسى مقولة الفاروق والله لو تعثرت بغله في ارض العراق لسُئل عنها عُمر لماذا لم تسوي لها الطريق,, لا نريد طرقاً معبده مسارب عديده نريد طريقاً سالكاً فحسب,, لا نريد خبزاً فرنسياً ولكن نريد خبزاً يخلو من بعض صغير الحجارة,, لا نريد السكالوب والكوردن بلو بل نريد مريساً من الجميد ورغيف خبز جاف,,
الشتاء قادم ففي قيض الصيف كان العامه يخلعون الملابس ويجلسون تحت شباك طمعاً بمرور نسمة هواء تاهت طريقها ,في حين ان البعض يعيش في اجواء الكندشنات او في الريفيرا الفرنسيه على شواطىء الاطلسي يصطافون,, لكن كيف بالفقير ان يتقي برد الشتاء واجساد ابناءه الرقيقه لا تقوى على حمل اللحاف او كبابيد الجيش القديمه كيف سيتحلقون صوبات الفوجيكا اذا ما رفعت حكومتنا المبجله اسعار المشتقات النفطيه ورب الاسرة يزاحم ايضاً اقرانه شُعب البريد لاستلام مستحقاته التي لن تُسمن ولن تُغني من جوع اذا ما ارتفعت فواتير كهرباءه وماءه وغيرها..اغيثونا كلمه يقولها ملايين الفقراء ممن لا حول لهم ولا قوه لكن هنالك ربٌ عدل يسمع استغاثتهم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات