كريك وملعقة!


بكل المقاييس التي خلقها الله ، والتي وضعها عبيده ، فإن مضاعفة رواتب الوزراء خطوة غير موفقة إطلاقا ، كما أن الاستجابة لمطالب النواب برفع رواتبهم إلى 4500 دينار ستكون كارثة وطنية ، بكل المعايير والمقاييس والموازين والمكاييل،.

اعتراضي هنا منصب على نسبة الزيادة ، وكيفية احتسابها ، فالوزراء موظفون أو بالأحرى مستخدمون ، لخدمة الناس ، وليس لدي أدنى علم بأن فئة من الموظفين زيدت رواتبهم بمضاعفتها ، (إلا إن كانوا من سكان الطوابق العليا،) بل كل ما أعلم أن الموظف يزاد بضعة دنانير سنويا ، وفي المواسم الكبرى ، تتراوح الزيادات العامة بين عشرين وخمسين دينارا على الأغلب ، أما أن تزاد الرواتب بمضاعفتها ، فهذا قرار مريع وغير عادل لعدة نواح ، وإن بدا أنه قرار "قانوني" وضمن صلاحيات مجلس الوزراء ، وذلك لعدة أسباب:

أولا - ما المسوغ المنطقي لزيادة فئة من الموظفين بالكريك ، وفئة أخرى بالملعقة ، أو بالشوكة حتى؟ مع أن الموظفين متساويين في الحقوق والواجبات ، من حيث كونهم مواطنين أولا وآخرا؟،.

ثانيا - كلنا يعلم أن سنة 2009 سنة كبيسة اقتصاديا ، ووضعنا الاقتصادي غير مريح على الإطلاق ، وميزانيتنا مثقلة ، وهناك خمسة ملايين أولوية ، تتقدمها أولوية مضاعفة رواتب الوزراء ، صحيح أن مصاريف الوزير ليست كمصاريف الخفير ، أو الغفير ، ولكن "فرص" الوزير في الإثراء و"وتدبير" الحال تفوق فرصة أي مواطن آخر في "تحسين" وضعه ، وزيادة دخله ، هذا ناهيك عن أن مبلغ الثلاثة آلاف دينار على كثرتها ، لن تكفي أي وزير يريد أن يعيش حياة فشخرة وفخفخة وبذخ ، ما يعني ان هذه الزيادة لن "تغني" من يتطلع إلى "الثراء" واستثمار الوظيفة على نحو أو آخر،.

ثالثا - نسبة الوزراء الفقراء الذين "بتفرق معهم" الألف وخمسمائة دينار قليلة جدا ، وقد لا تذكر ، لأن الوزير "مليء" من بيت أهله ، وهو على الأغلب من عائلة "كريمة" معتادة على الحكم ، وحمل حقيبة وزارية ، يعني ، عائلة "مبسوطة" والألف وخمسمائة دينار لديها يمكن أن تًصرف على اي شيء بسيط ، بخلاف الغالبية الساحقة من الموظفين ، سواء كانوا على رأس عملهم أم على ذيله أو متقاعدين ، هؤلاء هم الذين "بتفرق" معهم الورقة الزرقاء أو حتى الحمراء ، فما بالك بهذا المبلغ الضخم،.

رابعا - اعتدنا أن نسمع تعليلات وتبريرات لأي قرار مثير للتساؤل ، والحقد ، فلم لم نسمع ما "الأسباب الموجبة" لهذه القفزة الهائلة في راتب الوزير؟.

خامسا - ماذا نقول للأسر التي خصص لها مبلغ 13 دينارا لدعم الكاز في السنة كلها ، وهي تقرأ أن زيادة راتب الوزير تمت بمضاعفته؟، أي مشاعر ستنتاب هؤلاء؟ بل ماذا سيقول متقاعدو الضمان الذين لم تزد رواتبهم أصلا ، وبعضها مضحك في قلته وعدم كفايته لشراء خبز للعائلة؟،.


 



تعليقات القراء

يا اسمر اللون
الحق على فنادق السودان يا اسمر
25-03-2009 03:01 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات