تسونامي الجوع في الأردن ينذر بخطر الانفجار !


تسونامي الجوع في الأردن ينذر بخطر الانفجار ! الشريف رعد صلاح المبيضين
أية قوانين هذه التي تجرد الناس من كل شيء حتى من أبسط الاحتياجات اليومية ؟ وما هي تلك الديمقراطية التي يمكن أن تستوعبها بطون لا تجد أمامها إلا الحاويات لكي تسد جوعتها ؟ عن ماذا نتحدث يا سادة ؟ أنتم أمام تسونامي الجوع وتجدون متسعاً من الوقت لكي تتحدثون عن رفع الدعم عن المحروقات والشتاء القارص على الأبواب ينذر بخطر الانفجار !

صدقوني وأنا لكم ناصح أمين: ما هذا الأمن الذين ترون اليوم إلا خداعا بصريا، لأن الجوع أكبر محرض على كل شيء بداء من الثورة ووصلاً إلى أي شيء ، أتساءل لماذا تنظرون للمسألة من زاوية منفردة وكأنكم رسل الله على الأرض ؟ ( ولستم كذلك ولن تكونوا ) في حين أن مستويات وأنواع فقرنا مرعبة جداً لدرجة أستطيع القول فيها ، أن أكبر إرهاب يمارس على المواطنين من قبل الحكومات والدول عموماً هو: الجوع ، لكونه يدفع إلى الانتحار، وتمني الموت والدمار للأخريين ، هنالك حقوق إنسانية تبدأ من توفير لقمة الخبز وشربة الماء النظيفة لهذا المواطن المنكوب بالفاسدين والمفسدين ، المواطن المطلوب منه أن يصرف على الحكومات عبر العقود الماضية ،وفي المقابل مجموعة من أولئك الذين لا أجد لهم وصفاً نهبوا البلاد وسرقوا أموال العباد ، وثروات الوطن رهن اعتقال من لا أحد يعلم ؟! أنا لا أعرف مما نخاف ونخشى من بعد أن انكشفت أمامنا كل الأسرار العسكرية في المنطقة ؟ ومع ذلك نحن لا نطالب بأكثر من دراسة أوضاع كل الذين يعيشون تحت خط الفقر دراسة جدية وعاجلة، ووضع حلول لمشكلة البطالة التي أخذت تتخذ عدة أشكال تضرب في الأمن الإنساني الأردني ، وإيجاد آلية تمكننا من الاستفادة من مواردنا الوطنية ، لأننا وبكل بساطة نريد أن نعيش لا أكثر !

وبحسب التصريحات الأولية فإن هنالك فريق من وزارة المالية يعمل بالتعاون مع نظرائهم المتخصصين من أجل الخروج بآلية تمكن الحكومة من رفع الدعم المرهق للخزينة ، والذي إذا ما أستمر على هذه الوتيرة قد يلحق أضرار فادحة بعموم الوطن ، والحقيقة أنني تحدثت مع أكثر من شخص متخصص في هذا المجال غير أنني خلصت إلى نتيجة واحدة وهي : أن هنالك أكثر من سيناريو ومقترح أمام الحكومة ، وبعيدا عن لغة الأرقام والإحصاءات أقول : لماذا لا نصنف الناس يا دولة الرئيس إلى فئات تبدأ من أربعة إلى سبعة أو ثمانية فئات وصولاً إلى السقف المراد صرف الدعم له والذي يقترب دخله الشهري من 1400 دينار ، والغاية من ذلك صرف مبالغ أكثر للأصحاب الدخل المتدني ، فلا يعقل أن أعطي نفس الدعم المقطوع لكل الشرائح دون أي مراعاة للدخل الذي يتفاوت شهرياً من 300 دينار إلى 1400 دينار لمن يستحق الدعم ، بالمناسبة ال 300 دينار شهرياً قد تكون دخل أسرة وليس فرد ! لهذا علينا أن نبذل كل جهد من أجل إنجاح هذا المشروع الوطني الكبير ، لأننا وبنظرة أكثر شمولية لن نجد من يساعدنا إذا لم نساعد أنفسنا ، في الوقت الذي أجد أن صرف الدعم لمرة واحدة وبطريقة غير مدروسة على حقيقة الدخل سيترتب عليه انعكاسات سلبية ، بينما الصرف بحسب التقسيم إلى الفئات يضمن لنا أن يأخذ الأقل دخلاً نصيب الأسد ، مضافاً لذلك أن الصرف بشكل شهري يعني الاستقرار الأمني، لأن المواطن سيسعى وبكل ما أوتي من قوة إلى الابتعاد عن كل ما يمس أو يؤثر على هذا الراتب الجديد ، والذي يعالج له كل المشاكل الناجمة عن رفع الدعم وتعويم الأسعار .

وهنا ومن منطلق المسؤولية الإنسانية والأمنية نقول للجميع : إن ما يهدد اليوم الأردن ليس ما يخطط له الأعداء للاستيلاء على الأردن ، وليس لأن بعض مخابرات الدول الإقليمية والدولية تحاول أن تستفيد قدر الإمكان سواء على حساب الأردن أو غيرها من تبعات الوضع القائم في الجوار، ولا لأن الإرهاب التكفيري يريد تصفية حساباته مع حكوماتنا ، ولا لأن الإخوان يسعون إلى الوصول إلى السلطة ، ولكن لقلة خبرة وعدم كفاءة المؤتمنين على المال العام عبر تلك العقود الماضية والتي أنتجت هذا الجوع المزمن والذي قد يدخل البلاد في بحر من الظلمات ، وليعلم القادة السياسيين أن ما يمزق الهوية الوطنية والوطنية الإنسانية التي نبذل من أجلها الغالي والنفيس هو الجوع الذي يحول الدول إلى ساحات قتال لكل إرهابيين العالم، وكحكومة بقيادة الرجل الحكيم د. عبد الله النسور من المفترض أنها تمتلك إستراتيجيات ( وطنية إنسانية ) ، إلا أننا لا نجد وللأسف الشديد بعض السيناريوهات التي عفى عليه الزمن وأصبحت من الماضي الذي لا يمكن التحدث فيه في ظل الأوضاع المتأججة المحيطة بنا من كل حدب وصوب ، وفي تقديري أن دولة الرئيس الذي يحاول جاهداً أن يقدم صورة أقل قتامه عن حقائق الواقع الأردني إن لم تكن وردية في بعض الأحيان ، عليه أن يكلف لجان بشكل علني لدراسة موضوع الدعم ومن خلال إشراك كافة القطاعات المعنية والجمعيات والهيئات المتعددة ، وقادة المناطق وممثلين عن المتضررين من الفقراء والمعوزين ، نحن يا سادة نريد أن يكون أن الأردن مقبرة لكل من تسول له نفسه العبث بالأمن الإنساني الأردني سواء السياسي أو الاقتصادي أو العسكري أو غيره من مجموعات الأمنات ، والحق يا سادة أن الأوضاع الاقتصادية المتردية هي من أشد أشكال ومضامين الاستبداد التي تمارس على المواطنين ، فماذا أكثر من تتحكم في لقمة خبزي وشربة مائي ؟!

إذاً تحسين الوضع المعيشي هو من أهم أولوياتنا يا دولة الرئيس ونحن كإنسانيين مع كافة أحرار الأردن رهن إشارتكم للخروج بآلية دعم تنقذ الوطن والمواطن من الأزمات المركبة والتي قد تستغل أبشع استغلال، وهنا نود أن نذكر كافة المعنيين أن تضحيات المواطن الأردني جسيمة ومعيشته عسيرة ولم يعد أمامه أوراق ، ولنستمع لصدى الأصوات الذي يتردد في أذاننا كل جمعة والذي لا بد أن يجبرنا على الإصغاء ، كل هذه الأصوات تجمع على فقدان الثقة في الحكومات ، لأن نتائج مشاريع حكومات دائماً يكون عنوانه الختامي (خيبة الأمل) والنتيجة عجز فاضح عن توفير الحد ألأدنى للحياة الكريمة للشعب الأردني الصابر على الجراح المتنوعة ، لذلك نخشى لا سمح الله أن يفقد المواطن روحه الوطنية الحزبية والشخصية على المستوى الفردي ! ويصبح أداة بيد من لا يرحم ، في ظل تسونامي الجوع الذي ينذر بخطر الانفجار . خادم الإنسانية .



تعليقات القراء

الجده ناهده
وهل لشعب جرد من ابسط الحقوق الانسانيه كما تفضلت يا دكتور قادر ان يصلح شؤؤن شعب اخر
09-11-2013 10:13 PM
د.حسن علي المبيضين
الجوع او الفقر او الحرمان او القهر او الظلم وكثير من المصطلحات التي تتشابه مع هذه المفردات بالنتيجة. تلتقي بشكل او باخر مع مصطلح الكفر الذي ينكر كل لفظ مقدس امامه .بمعنى اخر ينكر وجود الله وما امر به .فكيف يستقيم الامر عندما نطلب من فقير ان يمنحنا ولاء وانتماء وطيبة نستمر معها في نهبه واذلاله لا سمح الله
17-08-2014 09:12 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات