عن الكتابة السياسية الساخرة


تطالعنا الصحف كل صباح بأعمدة لكتاب لا يتوانى القراء عن مطالعتها كل صباح لما يجدونه في كتاباتهم متنفساً من المصاعب التي يمر بها المواطن إن كانت إقتصادية أو تعقيدات سياسية والتي لا يستطيع أحد أن يحصيها في عالمنا العربي والغريب والملفت للنظر أن أصحاب هذه الأعمدة دشنوا مواقع الكترونية خاصة بهم لإفساح المجال أمام الباحث عن متنفس للمشاكل التي يمر بها أن يطالعها على الدوام ويجب أن نعرف أن هذا النوع من الكتابة له ميزات الخاصة به ويحتاج إلى موهبة وحساً رفيعاً يجمع بين الفكاهة وإنتقاء الكلمات وقوة الملاحظة ومواكبة المسائل والتعقيدات التي تستجد على المجتمع وأخيراً وإن كانت أهمها هي الشجاعة.

لكن يجب الملاحظة أن الكتابة الساخرة في الأردن ما زالت محصورة بيد المجتمع الذكوري الذي يقدم كل يوم كتابة من نوع مختلف للمجتمع الأردني الذي بدوره يساعدهم في التعبير الحر بخلاف المرأة التي لم نرى لها نتاج في هذا الحقل من الكتابة وحتى خوض غمار التجربة فيه ولا نعرف ما هي الأسباب التي تثني المرأة عن هذا النوع من الكتابة إذا إستثنينا عامل مهم وهو أن المجتمع الأردني المحافظ ما زال يمارس دور المحافظ أيضاً في هذا النوع من الكتابة والذي يتوجب على المرأة أن تكتب بشكل رصين ومتحفظ وبدون سخرية في المسائل التي تمس المجتمع الأردني.

التجربة النسائية في الصحافة الأردنية لها مكانتها الخاصة والمتميزة أيضاُ حتى ولقد أستطاعت كسر حصن القلعة الذكورية في التحليل السياسي والتحدث عن قضايا أخرى تمس الحياة الإجتماعية بمنظورها الخاص والذي يعبر عن ثقافتها العالية وحسها الصحفي الخلاق في هذه القضايا لكنها ما زالت تتجنب الكتابة الساخرة لأسباب خاصة بها أو لتجنب الإصطدام بمجتمع يحكم فيه الطابع المحافظ بعكس بعض الكاتبات من دول عربية أخرى مثل السودان مثلاً وكلنا يعرف أن السودان بلد محافظ إلى حد ما أكثر من مجتمعنا لكننا أصبحنا نقرأ بعض الكتابات الساخرة والتي تكون بقلم إحدى الصحفيات السودانيات والتي تتناول قضايا لا يتطرق إليها الرجال وأظهرت أيضاً قوة في الطرح والسرد لا تخلو من الفكاهة.

نتمى أن نرى ونقرأ مقال سياسي أو إجتماعي ساخر يكون بلمسة أُنثوية بشكل يومي فهي قادرة على كتابة ما غفل عنه الكتاب الذكور أو تجاهلوه وقادرة على نقد قضية بوجهة نظر نسائية وقادرة على التخلص من حكر الرجال على عالم الكتابة فضلاً عن عالم السياسية وغيره وتستطيع أيضاً أن تجعل من كتاباتها الساخرة من أهم الكتابات , كتابات تدعونا نحن الرجال كي نقرأ ما تكتبه الأنتى من وجهات نظر جديدة لم يتناولها أحد من قبل.

كما نريد جواباً عن سبب تجنب المرأة الأردنية وخصوصاً الصحفيات عن الكتابة في مثل هذه المواضيع.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات