مواطنون يجيبون النسور بسرعة : نوافق على رفع الأسعار بشروط


 خاص - بعد أن مارست الحكومات المتعاقبة سياسة أوصلت البلاد والعباد إلى مرحلة لا تسر الفقير ولا تؤثر على الأغنياء والمسؤولين أصبحت الآن جيوب الفقراء هي الملاذ الوحيد والآمن لسد عجز الموازنة وإنقاذ الدينار من الهبوط , فلم يعد ينفع أن يبقى البنك الدولي واقفا إلى جانبنا طول العمر ويدفع دون مردود يذكر . 

استمع وقرأ وشاهد الجميع ما جاء على لسان دولة رئيس الوزراء من تخيير الأردنيين بين رفع الأسعار أو انهيار الدينار , حتى وقع الفقير بحيرة من أمره مما وصلنا إليه , بينما الأغنياء فزعوا إلى بنوكهم لتحويل أرصدتهم إلى الجنيه الإسترليني والدولار ومنهم من ذهب ليشتري ذهبا خالصا , ومنهم من بدأ يحجز أمتعته على أول طائرة إلى بلاد لا تشبه بلده , بينما فقراء الأردن يا دولة الرئيس سيقفون آخر النهار ويربطون الأحزمة على البطون ولكنهم يريدون أن يقتنعوا أن أموالهم تذهب ليعود اقتصادهم ووطنهم الذي نهب بين رمشة عين وغمضتها .

أبو محمد يقول نوافق على رفع الأسعار ولكن في البداية ليسحب دولة الرئيس السيارات التي تجوب الشوارع خدمة للوزراء والأمناء العامين وصغار الموظفين والاكتفاء بباصات نقل جماعية , وتوفير الأموال للخزينة , بالأمس كانت إحدى السيارات الحكومية شارك صاحبها بجنازة دخل بها إلى المقبرة مغلقة النوافذ والمكيف يهديء الأعصاب وبقيت سيارته تعمل حتى انتهت مراسم الجنازة ونزل ليعزي ثم ركب وهي تعمل , على حساب من هذا , والفقراء ينظرون بكل حسرة لا يعرفون يصدقون دولة الرئيس أم يثورون في وجه انعدام العدالة .

ويضيف أبو محمد كيف ترفع الأسعار على عائلات كالعائلات التي زارها صاحب الجلالة الهاشمية قبل أيام في ماركا الجنوبية بيوتهم من الصفيح بينما مسؤولين ووزراء يبنون بيوتا بمئات الآلاف من الدنانير كيف لك قلب دولة الرئيس .

ويقول خالد كيف لقلب رئيس الوزراء أن يرفع الأسعار ليصبح النفط يباع على ابن طاسان أو ابن البادية والصحراء وابن الفقر كما هو بألاسكا , إن كنا الآن نلجأ إلى الحاويات فما باله إن رفع النفط , وأنا لا أملك سيارة ولكن سترتفع كل الأسعار لارتباطها بالنفط وحينها سألجأ إلى كل الطرق للحصول على لقمة تسد رمق أبنائي الصغار .

ويضيف خالد منح بالآلاف , وسفرات ومكيفات تعمل في مكاتب المسئولين ليل نهار وضيافة , ومكافآت وبناء بيوت على حساب الدولة المنهكة اقتصاديا , ويريد دولته رفع الأسعار , وعلى من , كلهم كما يقول خالد يبحثون عن القرش الأحمر في جيب المواطن الفقير الذي مل من الكذب والدجل والنفاق .

وتقول هديل لتفرض الضرائب على المقاهي , والنوادي الليلية , والخمور وبيوت الأنس , والدخان , ولتسحب السيارات الفارهة من الوزارء كما فعل مسؤولو الاوروجواي ونتخلص من الخدم والحشم , وليقوم الباص بإيصال المسئولين إلى بيوتهم كما يحمل باص الروضة الطلاب , وهو من باب شد الأحزمة على البطون , وإلغاء الاجتماعات ما بعد العمل الرسمي فالوطن يحتاج الى تضحيتهم عندها لن يطلب أحد أن يصبح مسؤولا أو وزيرا .

ويضيف المواطنون بأن تخيير النسور للمواطن شيء طبيعي ولكن مالا يعرفه النسور أن المواطن فقد الثقة بكل المسئولين وخاصة الوزراء الثلاثين الذين تعاقبوا على الدولة حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه .

ويقول غيث بأن سيارة لاند كروزر حديثة جدا , محركها أربعة الاف وخمسمائة , مضللة الزجاج ومغلقة النوافذ سرت خلفها عبر الاوتوستراد يمشي الهوينا , تساءلت من بداخلها , وهذه السيارة على حساب من وقودها , أكيد بده ينهار الوطن اللي الكل ينهش فيه مطبقين المثل القائل ثوب مو إلك عالشوك جره ولم يجد الكثيرون سوى ثوب الوطن ليجره على كل شوك وصر المعمورة .

على دولة الرئيس - حسب نبض الشارع والمواطنين الغلابا - أن ينظر إلى مؤسسات استقلت ماليا وإداريا وأثقلت كاهل البلاد والعباد , حتى نجسر الفجوة بين ما تتحدث عنه وبين انهيار الدينار ورفع الأسعار .

على دولة الرئيس أن يجيب الشعب الأردني المخير بين الرفع والانهيار عن عدد المستشارين الذين لا يستشاروا ويكلفون الدولة مبالغ طائلة وما حاجة الوزارات إلى الخبراء الذين تتجاوز مكافآتهم الثلاثة آلاف دينار .

على دولة الرئيس حسب المواطنين أن يلغي المراسم والعلاقات العامة والمصروفات التي تنفق على معالي الوزير وضيوفه ثم ينطلق إلى جيب الفقير .

هذا التقرير هو رأي مواطنين من فقراء هذا الوطن وليسوا متنفذين فلتتق الله فينا دولة الرئيس – كما قالوا ويقولون لك – لأن العيد والمدارس حرمتنا من كل شيء وأوصلتنا إلى اليأس من كل شيء ستدعوا العجوز في ماركا الجنوبية اليوم للملك وستعود غدا لتدعو عليك دولة الرئيس .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات