الله يعوض علينا .. !!!


مر علينا حتى الآن خمس حكومات بخمس روؤساء ( وخمسة بعين الحسود ) مع كل تغيير حكومي - ربيعي - نتفائل بالقادم راجيين من الله أن يكون مختلف عن سلفه ، ولكن ما أن يبدأ الرئيس بتوزيع الحقائب الوزارية حتى ينتابنا الشعور بخيبة الأمل ، فالمناصب الوزارية يتم توارثها وحصرها دائما ، إستخفافا بنا حتى وإن كنا في زمن الربيع ( ولا ندري أهو للتكويش أم لحصر المنافع فقط ) وإلى أن يطل علينا رئيس حكومة جديد من خلال برنامج 60 دقيقة حتى نتأكد أن الموضوع لا يتجاوز الــ (Copy,Paste ( ولكن بلسان مختلف ، فالنهج واحد ، والمبررات واحدة ، والطريقة واحدة ، وهي إستهداف جيب المواطن ، ومع رحيل كل حكومة نقول الله يعوض علينا وبإنتظار القادم لعل وعسى ... ( أن يصلح الله حالهم ويريحهم جميعاً ...... بعيد ، بعيد ، بعيد عنا ) .

لقد أطل علينا الرئيس الجديد الــ ( X معارض ) في برنامج ستون دقيقة وبشّرنا بأن أهم أولوياته الحفاظ على مستوى سعر صرف الدينارالأردني ، وإسترجاع هيبة الدولة ، وضرورة تطبيق القانون على الجميع دون إستثناء ، وإجراء إنتخابات نزيهة ؛ ولا نعلم الى الآن ما هو الجديد والمختلف بما صرح به معاليه ، فقد سمعنا هذه التصريحات من أربع حكومات سابقة لدرجة أننا حفظنا الدرس عن ظهر قلب ( يعني بنسمّعوا وإحنا مغمضين وبناخذ علامة كاملة) أما المختلف فهو الطريقة في إيصال قرارات الرفع ( يعني حبة حبة يا علام ) فسياسة رفع الاسعار لا زالت سارية المفعول وهي الشعار الأبرز للمرحلة القادمة ايضا .

لقد إنتظرنا كثيرا على أمل أن تاتي حكومة إصلاحية يكون شعارها تلبية مطالب الشارع ، إلا أننا في كل مرة نعود الى المربع الاول ، وبالرغم من ان إختيار الرئيس الجديد ( المشاكس سابقا ، والمؤيد حاليا ) كان مفاجئة سيئة للبعض ومفرحة للبعض ، وإنه لا يخفى على أحد منا عدد الخصوم الذين إكتسبهم خلال حياته السياسية الطويلة والتي كانت حافلة بالمناكفات السياسية ، وبخاصة في السنوات الأخيرة . إلا اننا لا نرى ما يدعوا إلى التفاؤل فقد مللنا التنظير ونحتاج الى الأفعال .

إن سجل معالي النسور والذي يصفه الكثيرون بالنضالي ، وبأنه صاحب الخطابات الرنانة التي كان يدافع فيها عن حقوق الوطن ، حتى وقت قصير ؛ هو ذاته من وضع نفسه بالصدارة في مواجهة الساسة واصحاب القرار ، فقد كان تصنيفه ( غير مرغوب به ) من النخب الحاكمة لفترة طويلة .
خصوصا وأنه كان معارضا لطبقة كانت تعتبر خطا أحمر حتى مجيئ الربيع ، وهو الآن يدخل النادي من أوسع أبوابه ، بفرصة نادرة قد تؤهله ليكون من القلة القليلة التي يتفق عليها الشعب وقد يترحم عليها .

لقد دخل النادي وأصبح على سدة الرئاسة ، بوقت حساس ، دقيق ونادر ، وكل قرار فيه له تأثير كبير على حياة الشعب ، سلبيا كان ام أيجابي .
فهل سنرى إنقلابا فعليا وحلولا لقضايا لم ترى أي تغيير منذ بدء الربيع العربي وما قبله ؟ وهل سيُخرج ملفات حساسة من أدراج الرئاسة ؟؟؟
أم أن لعنة المنصب ستمنعه كما منعت غيره ...!!!!! .

إن الفرصة الآن مهيئه أكثر من ذي قبل لتأخذ الحكومة موقف صريح وواضح بمواجهة جميع ملفات الفساد ، والإستغلال الوظيفي ، والبيع الممنهج لمقدرات الوطن ، وسياسة تكميم الأفواه ، والتزوير وغيرها الكثير .

صحيح أن الإنتخابات النيابية على الأبوب ، ولكنها تأتي في وقت لم يعد فيه عند المواطن الثقة ، لا بالنزاهة التي يحتاجها النائب المُنتخب ، ولا حتى بآلية الإنتخاب ، فتلك هي فرصة الحكومة لتعزيز ثقة المواطن بالنخب السياسية من جديد ، وإعادة تحفيز المواطن ليكون عضوا فعالا بعملية الإنتخاب . فلا يكفي أن يوجد هيئة مستقلة للإنتخاب لإفراز نواب جديرين بثقة الناس ، ولكن يجب تعزيزها بحكومة نزيهة ونشيطة ؛ فإن لم يوجد حكومات منحازة لخيار الشعب ، فلن يوجد نوابا جديرين بالتشريع أبدا .

فهل سينحاز معالي النسور الى الشعب ، أم أنه فقط سيكون متمما لنهج سلفه بتكميم الأفواه بدل من إيجاد الحلول ؟ وهل سيستمر برفع الأسعار وسحق الطبقة المتوسطة وإكمال أعمال التوسعة لحجم الطبقة الفقيرة بدل من تحسين المستوى المعيشي للمواطن ؟ هل سيختار الشعب ؟ أم سيختار الطبقة المخملية التي نحسبه أشد بعدا عنها ؟
هل سيضيف معالي الرئيس المواطن العادي الى قائمة أعداءه ، كما أكتسب عداوة قوى الشد العكسي ؟؟؟
أم هل ستكون الحكومة مثل التي ...... على السلم ( لا اللي فوق شافوها ولا اللي تحت سمعوها ) ؟؟؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات