الثقافه ومفهومها


تعريف :
هي عملية مزج معطيات المعرفة الشاملة المظهرية والمخبرية مع احتواء العادات والتقاليد المثلى وتمكين روافد القانون والفنون ونتائج العلوم والاكتشافات المتجدده كنمط سلوكي ممارس بهدف تعميمها و صبغ المجتمع الذي يعيش به الفرد بالصورة الحضارية والمترابطة والمكملة للثقافات العالمية.ليكون اعتبارها والنظرة اليها. كعنصر فعال محترم القرار والثقة يؤحذ برأيه عالميا.
مقدمة
في انتظار جودو ( او جودو الذي لا يأتي ) قصة عالمية مشهورة للكاتب (صموئيل بيكت) صاحب مسرح العبث عرضت في اغلب المسارح في العالم , شاهدت هذه المسرحية قبل اكثرمن ( 30 ) عاما وتذكرتها الان بما يشابه ترجمة حالتنا وواقعنا من البناء المتطاول فوق القش وسيطرة حمى احلام اليقظة على حاضرنا ومستقبلنا .
لا احسب بان قدرنا المكتوب لان الحذر ينجي من القدر ولا بد ان يكون وضعنا هذا ناتج زرعنا بايدينا وايدي من سبقنا متراكما حتى اصبحنا طريدة الفردوس الدنيوي وبلا تذاكر للفردوس الازلي الا من رحم ربي .
ان هذا ليس تشاؤما بل حقيقة واضحة اذا راجعنا حساباتنا ووقفنا متأملين وبأعينناللتقييم و للتقويم .
سنجد عندها اننا نعيش في تيه اختياري وبعكس ما حصل لبنى اسرائيل قديما حينما كان وضعهم يشابه وضعنا الان حيث عاشوا التيه الاجباري كعلاج رباني . لتغييير بجيل واقعي , خشن , مقاتل , عاش , المعاناة , بعد ان قالوا لموسى عليه السلام اذهب انت وربك فقاتلا ونحن الان نقول مثلهم تشابهت الاقوال . قد نكون في تيه اختياري ولكن السؤال هل سيكون عندنا قابلية للتفاعل معه والصمود والمعالجة به وكم سيستغرق ذلك هل هو جيل ام اجيال وهل سنصبح احاديثا عبر الاجيال بعدنا ؟؟؟؟
سؤال اين نحن ؟؟؟؟
سؤال يجول بخاطري دوما ... اين نحن ؟؟؟ والى اين وصلنا ... وهو سؤل الحاجة وليس التسلية والهواية . بعدما وصلنا اليه من مسخ شامل في في هاذا العالم اعرف ان اي معادلة تقول النظرية الصحيحة + التطبيق الصحيح يعطي = النتيجة للصحيحة والنتيجة امامنا ليست صحيحة الان والنظرية مجازا هي بنود الدين الاسلامي كما جاءت من الخالق وعليه فلا بد ان يكون الخطأ في التطبيق ومن يقوم بالتطبيق ؟؟؟ .... اننا نحن (فالخلل فينا نحن) .
ما نحن ؟؟؟
لقد فكرت في هذا السؤال لعلمي ان التفكير يعطي من الاسئلة اكثر مما يعطيه من النتائج وتوصلت اننا ...
نحن اكثر امة تتحدث بالصدق ونحن اقلها .
نحن اكثر امة تتحدث بالعلم والعلوم ونحن مستهلكون لها
نحن اكثر امة تتحدث في الدين وهي من اهمله وشوهه .
نحن اكثر امة تتحدث بالاخلاق ولا نمارسها .
الى غير ذلك من مكافحة الفطرة الطيبة الصادقة والتي قمنا بتهجينها وتحويلها على مقاس رغباتنا .
واحببت ان اعرض امثلة توضيحية مبسطة كشاهد لما ذكرت منه .
الصدق : ولقد ترجمه الشاعر المعروف ( مظفر النواب ) حيث قال عنا "يكفينا انا يحمل الواحد منا في الداخل ضده" .
اي اننا امة منفردة في هذه الصفة نؤمن بشيء ونتحدث وندافع عن عكسه بغير قناعة ونلمس هذا بالانتخابات وبمحادثة المسؤولين بما يرضى ونحن نرفض ذلك داخليا . ونلقي بتصرفاتنا هذه مرة على الحاجة ومرة على الظروف ومرة للمجاملة الى غير ذلك من التبريرات التي تؤكد عدم المبدئية لدينا .
واورد مثالين على المعرفة : اولها تصورت رجلا عربيا يحضر معه جهازا متطورا او كمبيوتر حديث واصابه خللا فسيتدخل به الكثير وحتى المارين بالطريق لمعالجة الخطأ يقول احدهم قد يكون الخلل من ( الفيش ) جرب ذلك ويقول اخر قد يكون سلك مفصول وتصل الحالة باخر ان يقول اضرب الجهاز ضربة خفيفة قد يعمل , الخلل بسيطا فيصبح معقدا ومكلفا . عند الغرب فالجواب واحد انه بحاجة لخبير به لاصلاحه .
والمثال الثاني عن المعرفة , فاني تصورت مضافة عربية وبها اشخاصها ودار حديث بينهم بالسياسة والكهرباء والاقتصاد وبأي علم من علوم الدنيا فسيشارك به الجميع بانطلاق وبلا معرفة من اغلبهم ولو قلت لأحدهم انك لا تعرف بالسياسة او الاقتصاد او الكهرباء او الفيزياء او اي علم فيعتبرها اهانة له وتذهب عداوة بينكما لسنوات فنحن نعرف بكل شيء ومعرفتنا لاسم الشيء تخولنا الحديث عنه .
اما بالنسبة للدين واثره بالثقافة فالامثلة عليه لا تنتهي ولا تحصر لها ورأيت ان افراد لها صحف منفصلة لاحقة . واقول سامح الله شيوخنا وعلمائنا كم خاضوا ويخوضون في الكتب الصفراء والتي يحمل بعضها السم بالدسم ووصل بعضهم للأخذ بالاحاديث الضعيفة وتقديمها على المرجع الاساسي لأ نها تعتبر ارض خصبة لها بما تحمله من قصص للمجاملة والتهويل ولعددها الهائل . وسهولة تفسيرها المزاجي حسب الطلب والموقف .
ولو بحثنا ورصدنا الاخلاقيات لتعبنا مما نراه من اعتداء عليها فنحن نطالب غيرنا بالمثاليات ونستثني انفسنا منها عمليا ونبرر ذلك لأنفسنا وترانا عند ااي تقاطع بقاعدة اخلاقة او مثالية بمصلحتنا الشخصية والمادية تكسر هذه القاعدة ونذبحها ونبررها .
ما السبب فيما نحن فيه ؟؟؟؟
ان السبب فيما نحن فيه من ضياع كلمة نرددها كثيرا دون بيان مفهومها واثرها الا وهي ( الثقافة ) والتي نحن محرومون منها بسبب حرماننا من مصادرها ومن الرغبه بسلوك طريقها.
( مصادر الثقافة )
1- القارءة
2- السفر
3- الحالة الاجتماعية
4- الدين كما جاء
5- وسط سكن الفرد
6- وسط الاختلاط
7- الاستقرار
8- الرغبة
9- الاصغاء
10- الاعلام الموجه
11- الالمام باللغات الخرى
12- المؤثرات المصلحية
13- الرضا العام
14- الصدق استقبال وارسل
ولو تناولنا كل منها بايجاز للتوضيح لوجدنا .
1- القراءة : يطلق علينا بأننا ( شعب قارئ عناوين وما تحت الصور ) . وبأننا نقرأ للضرورة القصوى وبلا تركيز لما بين السطور بينما غيرنا من العالم يحتضن الكتيب بالطائرة والسيارة والقطار وبالسفر والخلوة وعند النوم , وهو رافد اساسي للثقافة .
2- السفر : فالعالم كخلية النحل والقلة منا من يسافر وفي السفر فوائد جمة وبه تطلع على عادات وعلوم وحضارات الشعوب وتقارن بينها وبين موقعك بالحقيقة .
3- الاصغاء : فنحن امة احبت وتعودت البيع اكثر من الشراء ودوما نقاطع المتحدث ولا نسمع غالبا .
4- الحالة المادية : وهي اساسية لاستغلالها للاطلاع على كل جديد من التقنيات العلمية المفيدة والهادفة مثل الانترنت والكمبيوتر وادوات الاعلام المرئي والمسموع والمكتوب وغير ذلك سيتوجه الانسان الى التفكير باولويات معيشته الضرورية وهذا حال غالبية شعبنا الذي يعيش تحت خط الطبقة الوسطى .
5- الدين : لقد وضعنا اغلالا حول عنق الدين وحرفناه عن مفهومه السامي وحملناه ترسبات المفاهيم الخاطئة لقرون .
6- الاعلام : وهو سلاح ذو حدين فقد يكون ايجابيا اذا اتسم بالواقعية وكان هادفا وبعكس ذلك فيكون معوقا للثقافة وهذا حال اغلب اعلام العصر .
7- وسط اختلاط الفرد ومدى مستواهم الثقافي حيث انه لا بد ان يتأثر بهم لأن الاكثرية تشد الفرد وتؤثر بثقافته .
8- وسط سكن الفرد وانعكاسات هذا الوسط سلبا او ايجابا حسب ثقافته .
9- الاستقرار النفسي والمعنوي عند الفرد يجعله يتجه لأمور الثقافة والمعرفة لأستقرار الكتروناته النفسية .
10- الرغبة : فاننا نجد ان بعض الاشخاص وبلا سبب ليس لديهم رغبة بالمعرفة والاطلاع والانفتاح ولا يريدون اقحام انفسهم بالجديد وهم مصابون باليأس والاحباط المزمن .
11- المام الفرد باللغات المساندة للغته تمكنه من الاطلاع العام بسهولة وبكم اكبر .
12- المؤثرات المصلحية واثرها في تقزيم موارد ثقافة الفرد وعدم نموها .
13- الصدق : ارسال واستقبال مما يركز سلامة تحليل المعلومة ومعالجتها وتخزينها الصحيح بالذاكرة والتخطيط عليها .
14- الرضى العام عن صلاح المجتمع الذي تعيش وتتأثر به يشجع على الاستمرارية بالتفاعل معه .
( مميزات نقص فيتامين الثقافة )
1- اتخاذ القرارت بسرعة وبلا دراسة او بدراسة غير وافية وبنظره اولية او لمصلحة خاصة ومن ثم القيام بدراستها ومعالجة اثارها التي غالبا ما تكون عكسية .
2- روح المغامرة والمقامرة والركون لأحلام اليقظة فيجلس احدنا بعد اي مشكلة تواجهه نهارا او عند النوم ويغوص بأحلام اليقظة بورقة يانصيب رابحة للجائزة الكبرى او كنز يجده اذا كانت المشكلة مادية او باستدعائه لمنصب وقد يصل ويحل مشاكله بها ثم ينام او يقوم بعد مفعول حبة احلام اليقظة ليصدم بالواقع بعد الوهم .
3- الخوف المستمر من المستقبل له ولابناءه لأنه لا يخطط للمستقبل بجدية وواقعية بل يفكر بيومه " الله يفرجها " بتنحل ما بعد الضيق غير الفرج الى غير ذلك من عبارات التواكل وما ابعد التواكل عن التوكل .
4- التردد في اتخاذ القارارات " والتردد جدار يفصل بين الضعفاء وامالهم " وهذا ناتج عن عدم الثقة بالنفس وعدم الاعداد المسبق وعدم اهليته لموقعه .
5- الالتزام العشائري الاعمى : " ان الكيس الفارغ لا يقف لوحده " فنحن امة تتميز مجتمعاتها بالفراغ العلمي والفكري والاقتصادي كأغلبية ولابد ان يتكأ احدنا على شيء يسنده للوقوف وعليه لجأ بعضنا للعشيرة فترى يعطي اسمه واسم العشيرة مفتخرا وكأنها اكتشفت البنسلين او المصباح الكهربائي الى غير ذلك من الاكتشافات التي حولت حياة الامم للأفضل مع اعتزازي بالعشيرة كخلية اجتماعية اساسية في بناء مجتمعنا وعلينا ان نعمل على اكمال بناء ما قدمت ورفع وليس الاعتماد على الاستعادة الكاملة من ارثها بدون وضع جديد لها .
فلو كان لنا علم لاستندنا اليه ولو كان لنا سبق اقتصادي او تحويلي لفعلنا ذلك والا فسنرمي بحملنا على العشيرة . كما استند البعض ببلدنا المجاورة الى المهنة كالنجار والحداد والصباغ وغيرها على اسم قريته كالمنوفية والمنصورة وغيرها . وهذا اقل ضررا ممن استند لتسميات تركية مستغربة وهي الحاج فلان والمحسن فلان وقد يأتي زمن يقال فيه المصلي والمزكي فلان والنتيجة ............. فارغ يستند لفارغ .
اقول ان حبوب سنبلة تجف ستملئ الدنيا سنابل ونحن لم نجف يوما وصعب تسويقنا في هذه الدنيا واصبحنا كالغصن الذي قصفته الريح لا يرجى منه سوى الحطب واصبحت قلوبنا كالرايات الممزقة لا تخفف مهمكا هبت عليها الريح ولا نتأثر لأكبر الاحداث الا انيا وننسى بعدها . وأصبحنا غرباء في مجتمعنا وهي الغربة الحقيقية وانهي حديثي بما بدأت به وأقول .
• السنا بحاجة لتيه اجباري ؟؟؟
• اليس هذا واقعنا والحقيقة اللامستغربة ؟؟؟
------سنقرأ وننسى ---------



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات