هل سينجح الرادكاليون في تحقيق الإصلاح


بدأت عملية الإصلاح السياسي والإقتصادي والإجتماعي في الأردن عام (1989م) بعد هبة نيسان التي أطاحت بحكومة زيد الرفاعي ، جراء مزيد من الإحتقنات السياسية وكان أخرها رفع أسعار المواد الإستراتيجية ، وكانت هذه الرفعة بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير .

لم تكن المرحلة آنذاك تشبه المرحلة الحالية من حيث المزاج السائد في مختلف الأقاليم العربية ، وما أفرزته من ثورات عصفت بأنظمتها المستبدة الظالمة التي كان من أهم أسبابها تغول السلطة على الشعب في سياسة غلاء الأسعار والفقر والبطالة واستغفال الشعب وتهميشه في التعامل بالسر مع الكيان الإسرائيلي والدفاع عن مصالحه ، فولد الشعور بأن المواطن العربي مغيب عن القرار السياسي في تحديد مصيره ، وبأن الإملاءت الخارجية هي التي تُسير دفة الدولة .

بدأ الأردن يشهد الأردن عملية تراجع في الإصلاحات الدستورية والسياسية في نهاية عام (1993م) ، فكانت اتفاقية وادي عربة عام (1994م)والتي حرمت الشعب الأردني من وفرت المياه ، واستغلال الأراضي الأردنية لصالح الكيان الإسرائيلي بحُجة أن أرضي الباقورة تعود سيادتها للشعب الأردني ولكنها مستأجرة للكيان الإسرائيلي ، علماً بأن هذه الأراضي مستأجرة على الورق فقط ولم يتقاضى الأردن قرش واحد منها إلا .....؟!

تعتبر الأردن أغنى بلد نفطي وذلك من خلال متابعتي للدراسات والبحوث التي قامت بها عدت شركات أجنبية ، ويوجد بها من المعادن الثمينة ما لايقدر ولا يحصى مثل محمية ضانا واللجون والريشة والبحر الميت وغيرها العديد من المناطق الكثيرة في الشمال والجنوب .
أما البوتاس والفوسفات والإتصالات والأسمنت والكهرباء وغيرها التي بيعت بأبخس الأثمان من أجل مصلحة المتنفذين الفاسدين ، عداك عن قضيا الفساد الشهيرة في جر مياه الديسة وسكن كريم لعيش كريم وغيرها من الملفات الهامة التي أضرت بالإقتصاد الوطني وبدلاً من أن نكون دولة دائنة أصبحنا دولة مديونة بما يقارب (22) مليار دولار .

يحاول الأن الراديكاليون محاربة الإستعمار الغربي لعقولنا ، وفي سبيل ذلك جند الغرب كل طاقاتهم لغزو العقول العربية والإسلامية بدعوى التحرر، والحرية وشعارات الإنسانية والتطور والمدنية , ولكنهم أخفقوا خلال غزوهم الفكري المباشر،فعاودوا الكرة من خلال استئجارهم لبعض العقول في المجتمعات العربية والإسلامية ليتمكنوا من اختراق عقولنا وتشتيت أفكارنا وتنافر آراؤنا , وقد حرصوا أن يكون ذلك في رواسخ عقيدتنا.

فهل سينجح الراديكليون الإسلاميين في استعادة نهضة الأمة من جديد ، وهل ستعي السلطة الأردنية بأن ما يجري من إراقة الدماء العربية في دول الجوار كان سببها الرئيس عدم تعاون الأنظمة مع الشعوب في تحقيق رفعتها وإزالت الغبار عن جسدها، وبأن قدمت أروحها رخيصة بلا ثمن من أجل الكرامة والحرية العربية الإسلامية .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات