قفزة فيليكس الى الارض وقفزتنا الى صحن المفتول


من منا لم يتابع قفزة النمساوي المغامر فيليكس من ارتفاع قد يزيد عن 37000 مترا من سطح الارض مخترقا بذلك حاجز الصوت وقد سجل هذا المغامر الذي يبلغ من العمر 43 سنة رقما قياسيا لا اعتقد ان هناك من سيكسره واستحقت قفزته بان تكون الاعلى في التاريخ الحاضر والقديم وسجل اسمه في كتاب غينيس للارقام القياسية ولا اشك باننا واثناء مشاهدتنا لقفزته الشهيرة بانه قد حبس انفاسنا مرعوبين من المشهد الخطير فمهما كان مقصده من هذه المغامرة فانه يستحق الاحترام والتقدير والتكريم وبالمقابل وبالتزامن مع هذا الحدث الهام نرى مغامري امتنا العربية في فلسطين يصنعون اكبر صحن ( طبق ) مفتول بالتاريخ وعليه اكبر كمية من الدجاج ولا اعرف كم استهلك من الطحين او الزيت ؟؟

وقد سبق وان سجل اخوتنا العرب ارقاما قياسية في اكبر صحن حمص واكبر حبة فلافل واكبر سيخ شاورما واكبر صحن تبولة وفتوش وغيرها من انواع المأكولات العربية ولا نعلم ماهو النفع العلمي لذلك او الحقائق التي يريد ان يصل اليها صانعي الاسلحة المفتولية والفتوشية ، الهذا الحد قبلنا الضعف والهوان لامتنا العربية وهل اصبح شغلنا الشاغل اكبر الاكلات متباهين بها بينما ملايين من شعوبنا العربية تعيش على حاويات القمامة اذا وجودوا القمامة واخرون يموتون من شدة الجوع والعطش وهل العالم غير العربي يعرف ما هو المفتول او الحمص واظنكم سمعتم باحد عضوات الكونغرس الامريكي التي صنفت حبة الفلافل من الاسلحة الفتاكة والارهابية التي تؤثر على المجتمع الامريكي وخاصة الاطفال منهم ارأيتم استهزاءا واستخفافا بنا اكثر من ذلك ؟؟؟ 

بالعودة الى موضوع قفزة فيليكس ترى ماذا اراد ان يوصل للعالم بمغامرته هذه التي خيل للبعض منا ان موته اصبح محققا رغم كل التجهيزات والامكانيات العلمية التي وظفت له وكم كان الاعلام الغربي ذكيا جدا بتبنيه هذه القفزة عالميا ؟؟ بينما لم نسمع عن تاريخ معجزة صنع صحن المفتول العربي الا بعد الانتهاء منه ليكون مفاجأة العرب للعالم و لا احد يستطيع ان يتنبأ بمفاجآت الكيان الصهيوني والغطرسة الامريكية والاوروبية لنا وما يدور في الظلام الدامس من مؤامرات لمنطقتنا العربية بعد الثورات العربية المتسلسلة ؟؟؟

لا اريد من هذا المقال سكب الدموع او لطم الخدود على حالنا وواقعنا الذي وصلنا اليه لاننا زهقنا ومللنا فمنذ بداية القرن التاسع عشر ونحن نفعل ذلك ولا ارى منفعة منه ولا نريد ان نستجدي احدا من العالم حتى يشفق على الشعب الفلسطيني ويمنحة بضعة كيلومترات من الارض ليبني له بيوتا عليها ويقول له هذه هي دولتكم وهذا هو رئيسكم والكل يعلم بانها لاتمتلك ابسط مقومات الدويلة !! بل اريد ان اقارن بين انجازات الغرب وانجازات العرب ولافرق بين الكلمتين سوى النقطة على ( حرف الغين ) فالانسان هو الانسان يستطيع ان يعمل المنجزات المهمة اذا اراد ومن يبحث عن التفاهات يستطيع ذلك ولو كنت مكان القائمين على كتاب غينيس لما قبلت تسجيل قفزة فيليكس في نفس الكتاب الذي سجل فيه صحن المفتول ولاقترحت على اللجنة ان تخصص كتابا للعرب يخرج منه رائحة الطبخ لتسجيل ابداعاتهم وارقامهم القياسية فيه ، وبعد ذلك ماذا سنجيب على اسئلة اطفالنا الصغار لو سألونا لماذا ضاعت فلسطين والعراق وقسمت السودان وتبعثرت ليبيا واليمن ودمرت سوريا وضاعت وصودرت اموال العرب تحت مسميات مختلفة هل منا من يمتلك الجرأة للاجابة ؟

فعلا شتان مابين قفزة فيليكس من اعالي الفضاء الى سطح الارض وقفزتنا من طنجرة الطبيخ الى صحن المفتول ، وسؤال اخير هل اخذتم بنظر الاعتبار ماذا ستفعل جمعيات الرفق بالدجاج عندما تعلنون كم دجاجة استهلكتم لصنعه لان الدجاج عندهم اهم بكثير من اعداد الضحايا من العرب سواءا من قتل اوجرح او من تم تشريده وفي النهاية اقدم التهاني والتبريكات لهذا الانجاز العربي الرائع واقول لمعالي وزير الزراعة الفلسطيني الذي كلف خاطره وحضر افتتاح حفل المعجزة الفلسطينية هناك من ابناء شعبك من لم يجد كسرة خبز لقوت اولاده فهل كلفت خاطرك للسؤال عنهم واظنهم والله كثر لو بحثت عنهم فلهم الله ولا حول ولا قوة الا به .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات