إجراء الانتخابات في ظل الظروف الحالية جريمة وطنية


 لا أبالغ إذا قلت أن إجراء الانتخابات النيابية هذا العام وفي ظل قانون الانتخابات الحالي يعتبر جريمة وطنية ترتكب في وضح النهار بحق الأردن وشعبه, وكأنما يسعى الراغب بإجراءها في رؤية المزيد من التمزيق للصف العشائري الاردني.

فالأردن يا من يهمهم أمره لا زال يعاني من تبعات قانوني الانتخابات السابقين للبرلمان والبلديات, ذلك القانون الذي قسّم العشائر ومزق العائلات, متسائلا: لمصلحة مَن يعادي الأخ أخيه ؟ ولمصلحة منَ يتم العمل لتمزيق النسيج الاجتماعي الاردني بحيث تصبح العائلة الواحدة عشرات العائلات في زمن تنادي الاوطان بضرورة التكافل والتضامن والتلاحم؟.

تأبى المروءة الأردنية إلا أن نتطرق لهذا الموضوع الهام , الذي سيشغل الفكر الاردني طويلا , وسيربك الساحة الأردنية بأسرها بعد إعلان النتائج, حيث ستزداد المعارضة أضعاف ما هي عليه الآن , وقد تأخذ مناحٍ اخرى غير تلك التي نراها, فعلينا ان نخاف من صاحب اللسان الذي سيرفع شعار "سأنتقم ممن كان السبب في خسارتي وضياع أموالي وتشتيت اولادي" .

فالشعب الأردني سئم القرارات والتعليمات والقوانين والتشريعات التي تفرض عليه وليس من وراءها مكسب , إلا إشغال الناس ببعضهم لتعميق جراحهم وتشتيت شملهم ومعاداتهم لبعضهم , لان الديمقراطية التي يريد البعض فرضها على الأردن مهما تطورت ستبقى ناقصة ومقزمة أمام الامتداد العشائري الذي يمثل لبنة أساسية من لبنات بناء الوطن , ومن يعبث بها ويأتي بقوانين تمزق نسيجها , فكأنما يروج لما يرغب به الأعداء للاردن وشعبه.

فما يجري على ساحتنا الأردنية من قوانين وتشريعات تصب في خانة نكران للجميل, والتقصير المتعمد بحق الأرض , والتطاول على حقوق الشعب الأصلي, وجلدا للذات , واستقواءً على الاردن بما يخدم مخططات بني صهيون ويعمق جراح الأردن ويلهب مشاعر شعبه الذي كل ذنبه في هذه الدنيا انه شعب طيب كريم.

فالشعب الأردني ملّ تلك القوانين الناظمة لحياته والتي وضعت لجرح لخدش كبريائه وجرح كرامته, فلنتقي الله يا مسئولي الأردن بهذا التراب الطاهر النقي الذي ذهب ثمنا له آلاف الأرواح من خيرة أبناء هذا الشعب, وعليكم أن تعلموا بأن الديمقراطية التي تروجوا لها ليس لها مكان في الثقل العشائري الذي تسعى انتخاباتكم لتحطيمه وتمزيقه.

استحلفكم بالله يا مَن تروجون للانتخابات وجئتم لهذه الغاية بأنظمة وتشريعات, أيهما أصلح لبلد مثل الأردن قانون عام 1989 ؟, أم قانون الانتخابات الحالي الذي سيزيد من شرخ العائلة الأردنية التي هي أحوج ما تكون لتوحيد صفوفها لمواجهة التحديات القادمة والمبرمجة ضد الأردن والهادفة إلى الخلاص من الشعب الأردني لاستبداله بأقوام أخرى؟ .

فإذا كنتم تعتقدون أننا شعب انتهت صلاحيته وجاء دور استبداله فقد اخطأتم وغرقتم بالوهم, فالشعب الأردني هو الوحيد في العالم الذي سرعان ما يلتحم ويلتئم إذا ما زاد الضغط , فإن كنتم ممن تحبون الله ورسوله وتعشقون الأردن فانتبهوا لممارساتكم, فالمستقبل ليس بصالح الوطن ولا هو بالحليف لكم في ظل ما تسعوا اليه, وعليكم الحذر.
فلا يجوز في عالم السياسة أن يختار المسئول سياسة لمناكفة حزب أو تيار لخوفه من هذا وذاك أن يتربع على الكرسي, فالكرسي لن يتربع عليه غير أهله إذا ما عدتم لقانون الانتخابات 1989, وصدقوني لن يكون للحزب الأكبر جماعة الإخوان المسلمين في ظل هذا القانون سوى مقاعد محدودة في بعض محافظات الوطن لا تسمن ولا تغني من جوع , وما الأرقام المسجلة للمشاركة في الانتخابات التي يغيب عن التسجيل بها الإخوان المسلمين وكوادرهم والمتحالفين معهم إلا الحقيقة الصادقة لما أقول.

فطوبى للصهاينة اليهود أعداء الأردن لأنهم أكثر الناس سعادة وسرورا بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام وفي ظل هذا القانون وظل هذه الأوضاع الاجتماعية السيئة, والتي ستسوء اكثر إثناء الدعاية الانتخابية خلال الايام القادمة, وستشتعل نار الحرابة بين الإخوة وأبناء العمومة , وسنصبح فرجة وحكاية ترويها وسائل الاعلام , وهو أمر خطير ليس بصالح الوطن.

أكتب مقالي هذا والكل يعلم بأنني لست على وفاق مع طرح ونهج وشعارات الاخوان المسلمين , ولكن الاردن اغلى منا جميعا , فأجلوا الانتخابات او غيّروا قانونها لكي لا يخسر الجميع.
وقفة للتأمل:" كفرت بالأقلام والدفاتر, وبالفصحى التي تحبل وهي عاقر , كفرت بالشعر الذي لا يوقف الظلم ولا يحرك المشاعر, لعنت كل كلمة لم تنطلق من بعدها مسيره, ولم يخط الشعب في آثارها مصيره, لعنت كل مسئول ينام على فرشة ندية وثيره, وشعبه ينام على الحصيره ".




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات