لما كنت .. لما بقيت ..


كلمات تبدو عادية جدا للمستمعين ولها دلالة كبيرة عند بعض الافراد و تصبح عالة على الاذن وعبئا على من يسمعها باستمرار ... هذه الكلمات اصبحنا نسمعها من كل صوب وحدب ،خاصة في جلسات الذكريات الماضية وفي السفرات خارج الحدود وفي الاوساط التي لا تعرف مطلقيها بشكل عميق، بحيث اصبحت اليوم عادة عند الكثيرين من الاردنيين ،لا سيما اولئك الذين ذاقوا طعم المسؤولية ولو بقدرقليل، وتنعموا باموال الشعب الاردني المكافح من اجل الحياة الكريمة لفترات زمنية متفاوتة في كراسي السلطة التي قدمت تكريما لهم احيانا دون وجه خق، كما اصبحت هذه العبارات عند البعض الحديث الرئيسي في جلساتهم مع الاصدقاء ورفاق الطريق في الحل والترحال ،حتى ان المهووسين ممن انقلبوا على معتقداتهم ومبادئهم التي لازمتهم ايام الشباب وتحولوا بعد ان دخلوا لفترة وجيزة الى بوابة الكرسي العاجي الذي تخيلوه ابديا ،هؤلاء وبعد ان خرجوا من المسرح وغادروا الكرسي وراحوا يبحثون عن وظائف يكتسبون منها عيشهم واصطفوا في الصفوف التي يجب ان يكونوا فيها اصلا، واشتغلوا في المراكز الاقل حظا من تلك التي يفضلون ان يسموها" كنت فوق" بالرغم من علمهم ان لا احد فوق الا الله سبحانه وتعالت قدرته نسمع هؤلاء يكررون على الدوام وباعتزاز وفخر بطريقة استعراضية... لما كنت.... ولما بقيت... ومرة .. ولما قابلت معالي الوزير ... وحكيت مع دولته.... والتقيت في مطار كذا معالي فلان.... عرضت عليه فكرتي في تطوير السياحة او.....الخ ولما بقيت في ..... كنت اوقف واحكي..... ومعاليه او دولته صار معالي او دولة بعد مقابلة اجريتها معه سنة كذا..... وسعادة السفير الفلاني لما كنت .....مرة في ...."و يذكر العاصمة الاوروبية او العربية التي التقى فيها السفير" قلت له انه جاي وزير..... وكنت جالس بهذا الكرسي لما قلت لمعاليه انه ..... وووو وهي كثيرة هذه الواوات التي نسمعها يوميا من الكثيرين الذين ما زالوا يعيشون نشوة الكرسي والراتب العالي والسفرات والسهرات التي كانت تتم على حساب جيوب المواطنيين ولم تحقق للوطن شيئا حتى تلك التي كان يقيمها بعض اصحاب السعادة من سفرائنا في الخارج " الحاضرون الغائبون" في معظم القضايا السياسية والاقتصادية والفعاليات التي تجري في بلدان الضيافة التي يعملون فيها ليبقى من السفارة فقط العلم الذي يرفرف على الناصية وسيارة سعادته الذي غالبا ما يتم استخدامه لتعزيز العلاقات الاجتماعية والبرستيج ، وهي كلها من دم المواطن دافع الضرائب .هذه الصورة التي تغلب على الكثيرين من مسؤولينا خاصة في رحلات سفرهم او مشاركاتهم في بعض الفعاليات عندها يجدون الفرصة المناسبة لاستعراض امجادهم وصولاتهم وجولاتهم وكأن البلد لولاهم كان مستباحا وبوابة بلا حارس او رقيب ، في محاولة للبقاء في نشوة الماضي ،متناسين ان قطار العمر يسير بالاميال وليس بالثواني كما يتمنون .لا ننكر لهؤلاء ولا عليهم خدماتهم الجليلة التي قدموا او يقدمون ولكن علينا ان نذكرهم ان للوطن حماته وفيه الكثيرون غيرهم من الغيورين عليه وان ابغض شيء في الحياة ان يدعي احد الانتماء والولاء وخدمة الوطن اكثر من غيره وهو الامر غير المقبول وانهم ليسوا الوحيدون من يحمل راية الوطن وان للوطن وللشعب فضل كبير عليهم بان هيأ لهم فرصة الكرسي والمسؤولية " المفترضة ان تكون عامة" وان ليس من حقهم الاكثار بصورة استعراضية الحديث بطريقة لما كنت ..... ولما بقيت ...لان الوطن موجود قبلهم وسيبقى بعدهم وبعد المليارات من امثالهم والبقاء والخلود لله اولا و للوطن والعمل الصالح.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات