رد على الكاتب عبد اللطيف الملحم بالأعتراف باسرائيل


في مقال نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية تحدث الكاتب السعودي عيد اللطيف الملحم بلسان صهيوني يهودي إسرائيلي بامتياز وهذا ما دفع صحيفة هآرتس الصهيونية لنشر المقال كاملا بتاريخ 25/3/2011 ولكن ولسوء حظي لم أطلع على هذا المقال إلا اليوم فقط ، وهنا أنقل ما جاء في بداية مقالته حرفيا ..... (( كانت أول مرة التقي بها فلسطينيين عندما بدأت أتلقى تعليمي في الصف الأول في السعودية. لقد كان المعلمون الفلسطينيون بالنسبة لي هم الأفضل والأكثر إخلاصاً وتفانياً منذ أن عرفتهم وأنا في المدرسة الابتدائية وحتى أنهيت تعليمي في المدرسة الثانوية. عندما كنت أتلقى دراستي في أكاديمية الأسطول الأمريكي "سوني" في نيويورك ما بين عامي 1975-1979، قرأت العديد من الكتب عن الفلسطينيين والعرب والإسرائيليين، وكل مقال نشر تحدث عن الفرص العديدة التي فوتها الفلسطينيون لحل قضيتهم، وبالأخص في اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل. وقرأت أيضاً عن حياة الفلسطينيين في الولايات المتحدة وفي أماكن أخرى والتقيت بهم. إنهم ناجحون في كافة المجالات التي يعملون بها في الوقت الذي كانت الدول العربية تقع في ذيل قائمة الإنجازات في التربية والتطوير. أنا أتساءل الآن من جديد: ماذا كان سيحدث لو وافق الفلسطينيون والعرب على الاعتراف بكيان إسرائيل يوم 14 أيار عام 1948، واعترفوا بحقها في الوجود؟ (( لو حدث ذلك، هل أصبح العالم العربي أكثر استقراراً وديمقراطياً وأكثر تقدماً؟ )) ثم يتفتق ذهنه عن نتيجة ما سيحدث لو اعترف الفلسطينيون والعرب بكيان إسرائيل فيقول (( لو اعترف العرب بإسرائيل عام 1948 لتحرر الفلسطينيون من الوعود الجوفاء التي قدمها لهم الطغاة العرب )) ويسترسل في مقالته مضيفا بأنه لو اعترف العرب ياسرائيل ما كانت هناك حاجة للقيام بانقلاب في مصر عام 1952 ضد الملك فاروق ،وما اندلعت حرب 1956 ،1967 ،وما حدث انقلاب في العراق ولا في ليبيا . و يختم الكاتب مقالته بالقول (( الآن بقي الفلسطينيين وحدهم ،وكل دولة مشغولة بأزمتها الخاصه ،وحاليا لم يعد النزاع الإسرائيلي الفلسطيني في مركز الأضواء وعلى سلم الأولويات )). نحن هنا في مجال ردنا على الكاتب المحترم لا ندافع عن الشعب الفلسطيني ،فيكفي ما شهد به نفسه في بداية مقالته ،وكان هذا انطباعه في فترة صباه وشبابه ،ولا أعتقد إلا انه كان أيضا مؤيدا لما كان يدور ويرفع من شعارات تحررية ،واعتقد انه كان ناقما على إسرائيل والصهيونية نتيجة سياستها وأفعالها في المنطقة،حتى سافر كاتبنا إلى أمريكا العاهرة ليتلقى تعليمه الجامعي وثقافته الأمريكية الصهيونية ،فقد قرأ ما قرأ من صحف ومجلات وكتب أمريكية بالإضافة للمحاضرات الجامعية التي كان يتلقاها ،ومما لاشك فيه أن ما قرأه في بلاد العم سام لا يتوافق مع ما قرأه في بلاده ،وقد كان ما فيها من أساليب الإقناع والدعاية الصهيونية المسيطرة على الأعلام الأمريكي ،ما جعله يأخذ بأقوالها ، وخاصة انه الشاب المرفه الذي لم يشعر يوما بالحاجة أو الضياع واللجوء ،ويدرس في أكاديمية الأسطول الأمريكي والتي من برامجها التأييد التام لإسرائيل وعنصريتها وللصهيونية وبروتوكولاتها ،وهذا الأسطول الأمريكي دائم التواجد في مياه المتوسط حماية لإسرائيل وأمنها . ثم يتمادى الكاتب وكأنه يحمل الشعب الفلسطيني المسؤولية عن الثورات العربية ،من ثورة الضباط الأحرار في مصر 1952 ،وربما أصبح خجولا من المسميات العربية ليسميها بالمسمى الصهيوني بالانقلاب ضد الملك فاروق ،ولم يكلف نفسه بقول الحقيقة بأن الثورة في مصر كانت قائمة فعلا من تيارات وقيادات تحررية كثيرة،وخاصة في المؤسسة العسكرية ،إلا أن حرب 1948 كانت السبب في اكتشاف الخيانة العظمى بتزويد الجيش المصري بسلاح فاسد يقتل مستخدمه ،وان كل الثورات العربية لم تكن لتحدث لولا الفساد في الأنظمة ،أما حرب 1948 لم تكن إلا شعاع النور الذي أضاء بداية الطريق نحو الثورات ،فقد أدركت هذه الجيوش بأنها هي السبب في النكبة التي حلت بفلسطين وأهلها ،نتيجة خيانة الأنظمة العربية السياسية بإصدار أوامرها للجيوش بالانسحاب من الأراضي الفلسطينية ، بعد أن كانت أو كادت تطهيرها من الغاصبين ،باستثناء الجيش الأردني الذي احتفظ بالسيطرة على ما سمي فيما بعد بالضفة الغربية . إن ما يحدث اليوم على الساحة العربية ،ليس للشعب الفلسطيني أي يد فيه ،إنما السبب فيه ربما جبروت حكام هذه الدول على شعوبها ،إلا أن السبب الرئيسي هو مخطط صهيوني تنفذه أمريكا العاهرة نيابة عن إسرائيل ،لضرب القوة العربية أينما كانت ،وتفكيك اللحمة الوطنية العربية ،وزرع الفتنة بينها ،لتبقى ضعيفة لا تقوى على فعل شيء تجاه إسرائيل ،وحتى ترضخ للمطالب الأمريكية ،وتركع أمام الهيمنة الإسرائيلية التي تعمل ليل نهار على تهويد القدس والمسجد الأقصى،بعد أن تكون هذه الدول قد اقتنعت بأن الشعب الفلسطيني هو السبب بما يحدث على ساحاتها ،والدفع بهذه الدول نحو الاعتراف بإسرائيل ككيان مقبول ومرحب به في المنطقة،وهذا ما توصل له كاتبنا العربي عبد اللطيف الملحم لينفخ بأبواقهم ،ويقوم ببث ما يعجز عنه الكتاب الصهاينة ،فهو يكتب باللغة العربية ،وينشر في الدول العربية،وهو كاتب عربي وله احترامه في بلاده .
لا يسعنا إلا إن نزف التهاني والتبريك لعميد الركن السابق في القوات البحرية بالأسطول السعودي ،ورجل الأعمال ،والكاتب العربي عبد اللطيف ملحم ، بثقة صحيفة هآرتس الإسرائيلية به ونشر ما يكتب على صفحاتها ،ونزف له البشرى بأن الشعب الفلسطيني لن يبقى وحيدا في كفاحة ونضاله من أجل استرداد أرضه وحقوقه .فما زال في العالم ،وسيبقى الكثير الكثير من الأحرار ،ومن الكتاب العظماء المدافعين عن الشعب الفلسطيني وحقوقه .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات