جبر .. من بطن أمه للقبر


جبر الفطن قضاها بعد التقاعد المبكر متمسمراً أمام التلفزيون لمتابعة البرامج الحوارية المختصة بالشأن المحلي على أمل أن يرى الضوء في آخر النفق الأردني، فإن تنهدت رلى الحروب شَطح وإن تبسّم محمد الخالدى سَرح. ومرت جمعة الغضب وجمعة الصمود حتى جائت جمعة (طفح الكيل) فراسل قريبه ورتب أمور السفر وإرتحل في محاولة جديدة للحاق بما تبقى من العمر. غرّب جبر إلى بلاد العجم لعله يجد ضالته في بلاد الفرص والحرية بعد رحلة عناء ومشقة في الوطن الذي فيه ولد وفيه أشتغل وفيه تعطل.
استقبله إبن العم الذي كان قد سبقه إلى هناك وعمل حتى تمكّن وأستراح وتسَكّن، وأخذ بيد جبر ليريه البلاد ويعرفه بالعباد فتجول وأبنهر وصوّر ليتذكر حتى دخلا سوية إلى مقبرة فأخذ المضيف يشرح بأن في هذه البلاد العجب العجاب فلك أن ترى يا جبر بأن هذا قد عاش ثلاث سنين ومات والثاني عاش أربع سنين ومات والثالث عاش خمسة أشهر ومات فاستغرب جبر الفطن لقِصر عمر الموتى وظنهم رؤساء وزارات كالذين عندنا كانوا قد دونوا عمر وزاراتهم القصير على شواهد قبورهم، وقال يا إبن العم، ما السبب في موتهم صغاراً فأجاب: لا يا عزيزي، هنا يدون الناس عدد الأيام الحلوة التي عاشها موتاهم فهي التي يحتسبونها والباقي تذهب هباءاً، فرد الفطن وقال: أرجوك أن تكتب على شاهد قبري: جبر من بطن أمه للقبر.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات