طائرة حزب الله


(من منا لم يحلم يوما بالطيران فوق بحر وارض وسماء فلسطين..!، ومن لم يحلم يوما بأن نخترق الاجواء بحثا عن طرائدنا من قطعان المستوطنين..!، أكاد اقول حتى الأموات من بني يعرب في العصر الجاهلي كانوا يفعلون..) 

كان من المفترض ان يكون الجو العام الصهيوني متكدرا وقلقا في شوارع تل الربيع (تل ابيب) في فلسطين المحتلة تذمرا من تعاظم قوة ( المقاومة) المتمثلة في حزب الله والذي استطاع ان ( يخترق) الاجواء الفلسطينية المحتلة في طائرة استطلاع وضع علم الحزب على جناحيها.. وكان من المفترض ان يواجه تصريح (السيد) أمس من على شاشة قناة المنار بخطابا دفاعيا أكثر حماسة من الطرف الصهيوني ردا على إعلانه بتبني (العملية) لتكتمل لقطة (رامبو) في نسخته ألأخيرة.

ولكن يبدو ان اللعبة ما عادت تستهوي الطرف الصهيوني فالقضية برمتها اصبحت محسومة لصالحهم وهناك من يقوم بالدور التدميري للمنطقة مكملا وبديلا عن رأس الحربة الامبريالي الصهيوني.. فالطائرة وإن حلقت فوق البحر الفلسطيني كانت عيونها تجحظ في أيتام درعا وحمص وكفرنبل وجسر الشغور..

يقول المحلل الصهيوني (درور يميني) أمس في صحيفة معاريف ( ان اسرائيل لن تتردد في أي مواجهة عسكرية مقبلة في ضرب البنى التحتية اللبنانية، مع ان حزب الله بإمكانه ان يتسبب بإزعاج لنا ولكن اسرائيل تستطيع إذا شاءت تدمير لبنان وإعادته الى العصر الحجري.. طبعا لا احد يريد ذلك لكن ما دام حزب الله هو المسيطر على لبنان فإن لدى اسرائيل مبررا اخلاقيا لاستخدام الرد المناسب.. -انتهى الاقتباس-)، هذا التصريح الصهيوني الماكر يعطي الانطباع الكبير بحاجة العدو الصهيوني لتشوين المواقف والمبررات لإبقاء حالة التغول الخارجي وكذلك للمساعدة في خلخلة التركيبة النظامية والسهلة للشعوب والحكومات العربية وتركها في حالة ضياع فكري وتشتيتي بين المحاور.

ففيما تحاول كل المشاريع الاستعمارية العاملة على المنطقة العربية بكل وسائلها للاستفادة من كل المستجدات الطارئة والأحداث الهابطة وترك المنطقة في حالة جوع قارص للتغيير هربا من المجهول امام هذه الأحداث.. يتم ترك لنا الاختيارات ضيقة محدودة ما بين محورين كلاهما قذر.. وكلاهما لهما صبيانه.

وكان من المرسوم لنا من كلا المحورين ان تبدو جبهة (المقاومة) هي المخلص والمهدي المنتظر لنا لنكتشف ان هذه الجبهة ما هي الى (الأم الغولة) التي ستقودنا الى جهنم رغم سذاجتنا، فالنظام (المقاوم) في سوريا كان على وشك توقيع معاهدة سلام وتطبيع كامل مع الكيان الصهيوني في الربع الأول من عام 2011 ولولا الثورة السورية التي استطاعت ان تقلب الطاولة على كلا المشروعين لتمت هذه (البيعة).
فقد أكد مصدر سياسي امريكي رفيع لصحيفة ( يدعوت احرنوت) الصهيونية وعلى لسان المحرر الصهيوين شيمعون شيفر: أنه لولا الحرب الاهلية التي اندلعت لاستمرت هذه المفاوضات ( مفاوضات وليد المعلم مع نتنياهو بحضور المندوب الامريكي هوف) ولتوصل الطرفين السوري و(الاسرائيلي) لهذا الإتفاق..
( لاحظوا استخدام مصطلح الحرب الأهلية من قبل المعسكر الأمريكي الصهيوني للثورة السورية لإدراك الموقف الامريكي الحقيقي من الثورة)..

ان الغارقين بحلم الوكالة الحصرية للمقاومة هم وحدهم من يصدقوا أن الطائرة الكرتونية التى حلقت فوق سماء فلسطين هي نقطة تحول استراتيجي في الصراع مع عدونا.. بل هي دعاية سخيفة لمشروب فاسد لن ينسينا السم الذي تجرعناه من المشروع اللئيم لهذه (الجبهة) ولن يزيل ايضا طعم خيبة الأمل في أوقات البطولات الحقيقية التي لم نجد فيها أثرا (للسادة المقاومين).. فيوم دكت غزة وسقط آلاف الشهداء ليس ببعيد مثلا.. ناهيك عن ان شهداؤنا الذين سقطوا على أيدي هذه الجبهة (سوريا وحزب ا لله) تنافس قائمة شهداؤنا الذين قضوا في ساحات البطولة على ايدي المعسكر الصهيوني..

(ان الشرف لا يقبل التأويل ولا التبديل ولا التناغم مع الحالة.. فهو شرف كامل شامل لا يتغير مع المواقف ولا يتبدل مع الأهداف.. فحين احمل سيف المدافع عن الحرية لن أتوانى عن الدفاع عن عصفور صغير في قفص ولو كان من ذهب.. وحينها لن ارضى ان يكون هذا العصفور طعاما لأبنائي وحتى لو ماتوا من الجوع .)

جرير خلف



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات