القدس تنتهك بالمستعمرات والأقصى بقطعانها


من يتابع الأخبار التي تتناقلها وكالات الأنباء حول القدس والمسجد الأقصى يجد أنها مقلقة لدرجة الفزع ،فقد استغلت إسرائيل حالة الاضطراب وتغير المناخ السياسي المتخبط في العالم العربي.

وخاصة الدول المحيطة بها لمصالحها العنصرية الاستيطانية والديمغرافية من جهة ولتهويد القدس والمسجد الأقصى من جهة أخرى ،وحتى ندرك مدى الخطر الذي تواجهه المدينة المقدسة من أجل تهويدها علينا أن نعلم أن عدد المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة قد بلغ 650 ألف مستوطن نصيب القدس منها 300 ألف من الرعاع المستوطنين في 26 مستوطنة من المجموع الكلي للمستوطنات في الضفة الغربية والذي وصل إلى 144 مستوطنة قابل للزيادة ،وهنا نلاحظ مدى تدفق المرتزقة الصهاينة نحو الاستيطان في مدينة القدس .

وإذا علمنا أن عدد المستوطنين ما قبل اتفاقية أوسلو 1993 كان 110 آلاف مستوطن أدركنا جيدا أن إسرائيل استغلت أوسلو وأنابوليس مرورا بخارطة الطريق وكل المفاوضات مع السلطة الفلسطينية كغطاء سياسي للمستوطنات والتوغل في الأراضي الفلسطينية المحتلة ،وقد حولت هذه المستوطنات بما فيها من المستوطنين الضفة الغربية إلى شبه كونتونات عربية منفصلة عن بعضها بالجدار العازل والطرق الالتفافية حول المستوطنات والحواجز المقامة قد حدثت في ظل وضع عربي ساكن إلا انه بسكونه كان منبطحا بكل معاني الكلمة في الحضن الأمريكي المحكوم باللوبي الصهيوني ،بات علينا أن نأخذ على محمل الجد تصريحات الوزراء الصهاينة بشأن القدس والأقصى الشريف وهم يراقبون الوضع العربي بما فيه من صراعات واقتتال ودموية وضبابية في الرؤيا .

فقد أعلن عضو الكنيست المتطرف زئيف الكين عن خطوة خطيرة لم يكن يجرؤ أيا من الصهاينة سابقا التحدث بها ،فهي خطوة غير مسبوقة في المسجد الأقصى حيث يتم تقاسم الأقصى الشريف بين المسلمين واليهود زمنيا حيث تحدد أيام للمسلمين وأيام لليهود من أجل الصلاة والعبادة ،ولا ننسى أيضا تصريح مستشار بلدية القدس الموحدة (حسب النظام الصهيوني) حول توجه البلدية لإعلان ساحات المسجد الأقصى إلى ساحات عامه مثل الأماكن العامة الأخرى كالمتنزهات والحدائق العامة وهذا يعني أن عملية تهويد المسجد الأقصى قد بدأت فعلا بتهويد ساحاته .

ورغم اعتزازنا وفخرنا بأمتنا العربية إلا إننا نجد أن فلسطين وقضيتها والقدس وقدسيتها قد أصبحت غائبة عن القيادات العربية وإذا ما ذكرها احدهم يمر عليها بحياء وبكلمات أشدها الاستنكار ،إلا إننا وللحق لابد لنا هنا أن نذكر مواقف الملك الهاشمي عبد الله ابن الحسين والذي نجده يحمل القضية الفلسطينية وخاصة القدس الشريف دائما معه أينما حل وارتحل ،وعلى كل المنابر وفي كل المحافل والمناسبات .

لذا من الواجب علينا أن نذكر من نسي من العرب وقادتهم بأن فلسطين عربية ،وان القدس عربية وقد بناها أجدادنا اليبوسيون قبل الألف الثالث قبل الميلاد 3000 ق.م ،وان القدس مدينة إسلامية وهي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وهي مسرى ومعراج سيدنا وحبيبنا وقدوتنا محمد رسول الله والنبي العربي الخاتم صل الله عليه وعلى آله الأطهار وصحبه الأخيار وسلم .
Email:alshareefm48@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات