وأخيراً جاء طلعت حرب أردني!


في مفاجأة عاصفة ومدوّية هزّت الشارع الأردني بكافة أطيافه،وفي ظل خطّة ذكاء معقّدة التفصيل من لدن جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين،وفي لحظة غليان عارمة تنتاب الأردنيين،هلّ قمر من البلقاء الشامخة،ورجل مباديء في زمن لاكرامة،صدّقوني عاجز عن وصف الملك الإنسان لهذه المفاجأة،فكنّا كما توقع غيرنا إمّا رئيس وزراء سابق أو رئيس ديوان ملكي سابق أوعلى قاعدة"سعيد وعيد طلعا على الشجرة فإذا طلع سعيد نزل عيد وإذا طلع عيد نزل سعيد" ،أي بمعنى آخر الوراثة التي مللها الشعب الأردني،فإستطاع القصر دراسة أوضاع البلاد وما آل إليها من دمار وتكبيد الوطن خسائر فادحة تقدّر بعشرات المليارات هي ديوننا الدّاخلية والخارجية بسبب مسوؤلينا الأشاوس،فغيّر الملك خططه وسلّمه أمانة تحت عنوان"من عبد الله الثاني إلى عبد الله النسور حوّل" ذلك التناغم الرائع بين رغدان والدوّار الرابع.
بالأمس جائنا طلعت حرب أردني ،جاءنا السعد والهناء،نعم يامولاي لقد نصرتنا وربّ الكعبة،كنّا ننتظر بفارغ الصبر لأنّ بعض الأسماء مع الإحترام التي وردت في بعض المواقع الإخبارية أرعبتنا بأن يكونوا رؤساء وزراء ،ولكن كانت المفاجأة فحياك وبيّاك،ونحوخدمة الأردن غالياً شامخاً سدّد الله خطاك،ولم أقرأ يا دولة الرئيس في كلّ كتب التكليف الملكية السامية التي وجهها جلالة الملك حفظه الله ورعاه لرؤساء وزرائنا من سخونة العبارات وتشديد عبارات الآلام كما ورد في كتاب تكليفك يا دولة أبو زهير،فهي أقوى وثيقة وطنية تسطّر لمسوؤل خدم شعبه،يا حبّذا أن تدرّس في مدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا.
الحقيقة كتبت مقالاًساخناً وجهته إلى جلالة الملك تحت عنوان"الحل:طلعت حرب أردني" في بداية شهر حزيران الحالي،فسيكون حسب إعتقادي ومن خلال متابعة مسيرة الرجل أول طلعت حرب أردني أنجبه الأردن،فمعروف عنه إنطباعاته الوطنية في حجب الثقة عن كلّ الحكومات التي رحلت،وفي خطاباته النارية التي هزّت البرلمانات المهترئة،فهو معارض كبير للكثير من رؤساء الوزراء السابقين.
يا دولة الرئيس الوطن ستستلم منصبك بمديونية فاقت 23 مليار دولار،معنى ذلك الوطن يئن ومسؤوليه أضعفوه وباعوه،لهذا إيّاك أن تعيّن أحداً من وزراء الوراثة على القاعدة السابقة،ألم يكفيهم رواتب تقاعدية ؟ فكم تقاعد لكلّ وزير؟
نقول لك الوطن مليء بالجهابذة،فنرجوك أن لاتحوّل الدوّار الرابع إلى سوق للبزنس،بل إشترط على فريقك الوزاري أن يكون جنود ميدان يزأرون كالأسود، فقد مللنا والله وزراء المحاسيب والقرايب والحبايب، والله كذلك مللنا وزراء الكونديشينات ووزراء الإجتماعات المغلقة ،نريدك جندياً سلطياً أصيلاً.
إذا كان جلالة الملك ورد في كتاب تكليفك"الربيع العربي في بلادنا كان حضارياً" لايعني أن تستلم تلك الجملة لترخي حبلاً لشيوخ البستونة،فأنظر رعاك الله عندما كلفت بهذه المهمة العزيزة على القلوب ماذا قال لك أحد شيوخهم؟قال بما معناه إنتزع الولاية العامة! وهذا سبب سقوط سلفك والدي عون الخصاونة،فقل له على أمل أن يتأدب،"نزع الله أسنانك من فمك"،هل يعقل أن يكون هذا سياسي مؤدب ويخاف الله ليقوم بعمل فتنة كمحاولة لدق أسافين بين الملك ورئيس الوزراء؟؟ ولهذا أدعوك بأن لاترخي حبلاً لهم،فإذا أرادوا منصباً فأعطيهم مهنة تسليك المجاري في شوارعنا العزيزة،أو أعطيهم مهنة ناطق رسمي بإسمك لأنّ هؤلاء لهم لسانات يتحدثون بها عن 10000 مصرية.فأقسم لك هذه المهن أشرف لهم في ظل أوضاع صعبة مهترئة يتحملون مسوؤليتها ولهذا هم يسمون أنفسهم بشيوخ الربيع العربي،وكما أطلب منك تنظيم قانون خاص لهذه الحراكات الشعبية ومعاقبة أصحاب النعيق كما فعل سلفك فايز الطراونة.
لا ترحم فاسداً حتّى لو كان من أبناء عشيرتك،وإجعل من شتاء أردننا وبالاً عليهم ،وأحشرهم في سجون الوطن،نريدك مكافحاً أصيلاً، وضع مفهوم "إبشر بالفزعة " في المكان الصحيح ،فاعلم أنّه تمّ تكليفك من قبل عبد الله الثاني ،وفي تاريخ دولتنا العزيزة لم يأتي إسم الملك ورئيس الوزراء كإسمين متشابهين،ولكن شرف كبير لنا كأردنيين أن يكون إسمكما من الأسماء الحسنى.
نعم أيّها الأردنيون عملية الإصلاح السياسي قادمة بضراوة شاء المغرضون أم أبوا،الوطن سيتقدّم شاء المجرمون والشياطين أم أبوا،ولقد لاحظت أن تلك العملية الإنتحارية سيقودها الثالوث السلطي "النسور+الخطيب+الفاخوري"،ولكن وجه الشبه بينهم أنّهم يبدوؤن بحرف العين وملكنا كذلك يبدأ بالعين،فحقاً إسمحوا لي أن أطلق عليكم لقب "مدرسة العين الإصلاحية"،وطبعاً أنتظر أعمالكم لنقرّر هل ينتصر حرف العين؟أم ستبقى الأمور على حالها،صحيح مايقال أنّ العين تعشق قبل الأذن أحياناً،ولكن نحن كأردنيين نحترم الفعل دون الثرثرة الغير طائلة.وأوصيك يا دولة الرئيس كما أوصيت سلفك الحبيب عون الخصاونة،بأن لا تترك فكر الشهيدين العزيزين على القلوب وصفي التل وهزّاع المجالي،ولكن لو فعلت وكنت طلعت حرب أردني حقيقي فستنجب الأردنيات بكثرة إسم عبد الله ،لأنّك دخلت التاريخ من أوسع أبوابه وأنبت عن الشهيدين قيادة الوطن بكلّ صدق وأمانة..اللهم بلغت. اللّهم فاشهد!







تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات