ما أقصده " أنا " .. وما تفهمه " أنت " .. !‎


كثيرٌ من المشكلات التي تواجهنا في الحياة .... سببها تلك الفجوة بين ما أقصده " أنا " وبين ما تفهمه " أنت " .............!!
ذاك الوقت الطويل الذي نقضيه في مراجعة ما نكتب ، أو تلك اللحظات التي نعيشها في صمت مطبق، قبل أن ننطق ... وتلك التأملات التي تطوف بها الذاكرة ، ويعبق بها الوجدان ، وربما تتمازج فيها خلجات القلب ...! ما هي إلا محطات نمعن من خلالها لإختيار أحسن الكلمات ، ونحيط بمعاني الألفاظ ، ونختصر تلك الموجات المتشابكة ، والترددات المضطربة ، التي تجتاح تفكيرنا ، وتشتت أذهاننا ، كل ذلك كي لا نأخذ القاريء إلى أبعد ما نقصده من معاني ...! وأن لا يتعدى القارىء
حدود تلك الأبعاد التي نهدف إليها ...! فتحلل الأشياء حينها على غير مرادها ..!

وتحمل المعاني على غير مقاصدها ..! وتبدأ الفجوة ...... إن الجدَّية في التعامل ما بين الفئة الواحدة ، والإهتمام المتبادل فيما بينهم ، والنيَّات الصادقة في قلوبهم ، والمشاعر المتبادلة ، والقواسم المشتركة ، لهي النقاط المضيئة في إبقاء العلاقة خالية من الكدر ، وسوء الظن ، وإلتباس الأفكار والمعتقدات ...!

وإزدياد نسبة الفجوة ... والمشاحنات ، ...فرق كبير .. بين من ينطق بالكلمة ، ويختار اللفظ ، حتى لو كان من " شوارد الكلمات " بنيَّة مبيتَّة ..! أو على خلفية راسخة في الذهن ، أو لذكريات ... أو أحداث ..أو مواقف طواها الزمن ، ولفتَّها الليالي .. وطمستها السنين ............!

وبين أن تكون تلك الكلمات المنطوقة ، أو المكتوبة ، وليدة اللحظة .. تبناها الذهن ، وصاغتها الشفاه ... بألفاظ محكمة ، أو حتى بعبارات " هشَّة " وتم إسقاطها على أرض الواقع .......... بمقالةٍ ، أو خاطرة ٍ، أو ربما فضفضة ...............!!

ليتنا نهدم تلك الفجوة ... ونردم تلك الهَّوة ... بين ما أقصده "أنا " وما تفهمه " أنت " فتلك الأفكار المسبقة ، والإجابات المفبركة " المعلبَّة " والأسئلة المفترضة ، يجب أن تلغى من قواميس الغير ، ومن أذهان وقلوب من يريدون التواصل ...! ومن يريدون أن تبقى جسور المحبة قائمة ، وقنوات التألف والمودَّة مشيَّدة ...!

إن تقييم الآخرين عن بُعد .... حسب الأهواء العمياء ، والأمزجة المزيفَّة ، والأراء
المسبقة ، وفهم المعاني على غير مقاصدها ...! وإنطاق الكلمات بغير ما تقول ...!
لدليل على عمق تلك الفجوة .... بين ما أقصده "أنا " وما تفهمه " أنت " ....
=========================
نايف سماره



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات