هل مجلس الأمن وغيره من المنظمات الدولية مطية للإرهاب الدولي !


للأسف، نعم، لأنه حين تتجاوز السياسة كافة القوانين الأرضية والشرائع السماوية، فإن هنالك فوضى عالمية تفرض و ليس لها من ضابط ، لهذا على الجميع أن يفهم جيداً أننا أمام مفصلية عالمية تقتضي منا العمل الجاد والجمعي كإنسانيين وقوميون وإسلاميون من الوسط من أجل إحداث متغيرات في البنية العالمية لإقامة أنظمة قاعدتها التعدد القطبي ، والذي تثبت أحداث سوريا الحاجة الإنسانية والأمنية إليه ، سيما وأن هنالك مركب إرهابي أوروبي وصهيوني وأمريكي وعربي متخلف ، يوسع من قدرته في المنطقة تبعاً لضعف القدرة السورية النظامية ، والذي من شانه أن يومئ بعدول عالمي عن مجمل الاستقرار والأمن العالميين ، ولعل الدعم العسكري للمسلحين يترجم لنا التوجه الصهيوأمريكي إلى الاتساع الإرهابي كظاهرة في وضعه داخل سوريا والذي يقودنا إلى مؤدى استدلاله العقلي بالنقل من صيغة الأمن الإنساني إلى صيغة الفوضى والاستباحة الإنسانية ، ما يعني أننا لن نستطيع احتواء نتائجه ، وبخاصة أن نواتج الفعل تتجاوز بكثير حجم الأهداف المضمرة والمعلنة من قبل الدول التي تستثمر الإرهاب الموافق في مؤداه وصيرورته مخططاتها في المنطقة التي ستحاكم هذه الدول الإرهابية .

ونحن إذ نسعى من داخل وخارج هيئتنا الجليلة وعلى المستوى العالمي إلى نشر الوعي الانتظامي و النوعي في صلب العمل القانوني فوق أرضية الائتلاف بين الدول المتضررة من الإرهاب الدولي تحت مظلة مجلس الأمن وغيره من المنظمات الدولية التي أصبحت مطية للإرهاب الدولي وهياكل المدلولات الإرهابية ،ولن نتوقف كإنسانيين عند حدود دعم التعدد القطبي وإنما سنسعى إلى إقامته ، وإذا كنتم تنشرون الفوضى والقتل والتشريد فإننا نؤسس إلى الاستقرار العالمي وندعو إليه من منبرنا المنبر الإنساني العالمي ، والذي لا يتشرف بأمثالكم وقد لطخت أيديكم بدماء الأبرياء في سوريا ، والحق أنني حاولت ومعظم أعضاء هيئتنا وضمن رؤية منهجية واضحة أن ندرك الدوافع المطابقة لمقتضى الأزمة المالية العالمية والتي لا تستدعي أن يقدم العراقيين والأفغانيين والسوريين قرابين تجريبية تربطها بخصوصيتها البنائية المالية الرأسمالية المتعفنة ، في الحقيقة لا أعرف أي مضامين إدراكية مستقبلية تعتمد دولة بحجم أمريكا عالمياً ودولة بحجم تركيا إقليمياً حين تدعم هذه الجماعات الإرهابية ضد من ؟ ضد سوريا ؟ وهل هذه الدول تحكمت في الاختيار ؟! وفعلاً قادرة على التعامل مع المعطيات الإرهابيات داخل دولها حين يلعب الطرف الأخر ذات اللعبة الدموية ؟

لا شك أن الأسلوب السوري سيكون الهادي لها في الرد على ذلك الإرهاب ؟ الله أكبر لقد استبحتم جنة الدنيا ومقصد كافة الأجناس والأعراق ، وجعلتم منها موطناً للعنف وموئلاً للمجموعات الإرهابية التي لا تحرم ولا تحلل وتستبيح الدماء والأعراض السورية التي كانت وما زالت تمثل شرفنا العربي والإسلامي والمسيحي واليهودي والإنساني تباً لكم ولهذه المخططات القذرة التي فاقت كل تصور شيطاني وكل أفق دموي ومهووس ، ماذا تريدون أكثر ؟ ألا تخجل يا أوباما من هذا التاريخ الذي يسطر بالدماء! دماء الأبرياء في عهدك ضد أمريكا وعموم الغرب ، أي ديمقراطية هذه ؟ وأي حرية ، لقد مسختم الإنسان وجعلتموه يتمنى أن يكون حيوان !!

ومع ذلك فقد تم إنهاء حالة الطوارئ وإلغاء محكمة أمن الدولة العليا والبدء بعمل جاد للقضاء على الفساد وإيجاد إعلام حر وإجراء إصلاح قضائي واقتصادي وإداري والاستفتاء على دستور عصري يواكب أكثر دساتير العالم تقدماً ورقياً وديمقراطية بما يضمن تعددية سياسية وحزبية وانتخابات حرة نزيهة يكون الفيصل فيها صناديق الاقتراع ، والسؤال ماذا يمكن أن تستفيد دول الخليج والسعودية من هذا التقدم المدني في سوريا ؟! وإذا كانت هذه الخطوات مهمة لهذه الدرجة التي يدعمون فيها المسلحين فلماذا لا تطبق في دولكم ؟! وبالله عليكم: أي معارضة هذه التي تحمل السلاح بوجه المدني والعسكري السوري ؟

كم أنتم ديمقراطيين يا سادة البيت الأبيض و الاليزيه وأنتم ترون بأم أعينكم ما يحدث في البحرين دون أن يتحرك لكم رمش عين ! وكم أنتم ديمقراطيين وأنتم تدمرون الحياة الطبيعية في ليبيا لقد حرقتم البشر والحجر والشجر، أما العراق الشاهد على كافة أسلحتكم الممنوعة دولياً، العراق وما أدراك ما العراق ! ملايين القتلى والمعاقين والأسر المنكوبة بحقدكم الجنوني، نعم ديمقراطيين وإلا كيف حرمتم السودان من ثرواته البترولية ؟ وكيف يسلخ عن عمقه الأفريقي ؟!

وما زال الوضع يزداد خطورة على الحدود التركية السورية، في الوقت الذي نقترب فيه من فصل الشتاء والسوريين الذين يزيد عددهم عن 300 ألف سوري في الدول المجاورة يفتقدون لأبسط الاحتياجات الإنسانية، أولئك الذين ألصق فيهم مصطلح اللاجئين ! والمشكلة أن هنالك تدفق مستمر للأسلحة سواء إلى الحكومة السورية أو إلى العصابات المسلحة وليس من حل سياسي في الأفق العام الإقليمي والدولي، ومثل هذا الوضع يسبب مشاكل خطيرة بالنسبة لاستقرار جيران سوريا وكل المنطقة الشرق أوسطية، في حين أن مجلس الأمن وغيره من المنظمات الدولية مطية للإرهاب الدولي !
أليس من العار أن الثروات الهائلة التي يملكها الوطن العربي أصبحت أسلحة بيد الاستعمار، هذه الأسلحة التي تشطب مفهوم السلام الإسلامي، وتغتال الأمن الإنساني في المنطقة والعالم، وتعمل ليل نهار على نشر مفاهيم الطائفية والإقليمية ووأد العقول ، وأنني أدعوكم اليوم وفي ظل هذه الفوضى والإرهاب الذي يجتاح الشرق الأوسط والعالم أجمع إلى إعلان الثورة الإنسانية لبناء عالم جديد ينطلق من روسيا والصين وجميع الدول التي تقف بوجه التمدد الاستعماري ، وإلا كيف نواجه هذا الإرهاب المتعدد والمتنوع ؟
فهنالك أكثر من إرهاب يطل علينا ولم نعد أمام إرهاب معين فمثلاً هنالك : إرهاب المنظمات التكفيرية الذي يأخذ مظهراً دينياً عقائدياً ويرفض الاختلاف ويؤمن باستعمال العنف بكل أشكاله وإرهاب الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة إضافة لإرهاب المنظمات الدولية كالمحاكم الدولية والأمم المتحدة ومجلس الأمن وغيرها من المنظمات التي ما زالت تحت أمرة من الدول الكبرى ، سوريا تواجه هذه الأنواع الثلاثة من الإرهاب والمتمثلة بتنظيم القاعدة والمنظمات التكفيرية المسلحة وإرهاب المنظمات الدولية وإرهاب الولايات المتحدة وأتباعها في بعض الدول الأوروبية وتركيا وبعض الدول العربية ، وهو عدوان إرهابي تتوافر فيه كل عناصر الجريمة المنصوص عليها في القوانين الدولية ومع ذلك فلا أحد يبالي لا بل ويزداد القتل لحظة بلحظة ، غير أن السوريين يوثقون بطريقة تقنية عالية المستوى وبمساعدة الدول المتقدمة وعلى رأسها روسيا والصين وإيران ، وستقدم دول للمحاكمة عن قريب ، هم يحاسبون الحكومات الألمانية منذ الحرب العالمية الثانية إلى اليوم على فلم الهولوكوست ، والتي تعني ( الحرق الكامل للقرابين المقدمة لخالق الكون ) والسؤال كم حرقتم من قرابين عربية إسلامية ومسيحية ويهودية خلال العشر سنوات الأخيرة ، أنتم أبشع من النازية وأبشع من هتلر أنتم حيوانات مفترسة متوحشة في أجساد بشر ! خادم الإنسانية



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات