بداية اجد أن من العار على أي اردني حر وشريف اللجوء الى استخدام مصطلح النظام الاردني في أي تعبير وفي أي خطاب , لانه مصطلح صهيوني صرف انتج ليتم استخدامه في بعض المواقف والتجمعات لافقاد مؤسسة العرش التي لطالما تجمعنا حولها هيبتها , وليعلم الجميع أن الاردنيين ليس لهم نظام كبقية الدول التي تقاد بالسيف والعصا , بل لهم مؤسسة عرش يمثلها مليك ساروا خلفه وسار معهم على نفس الدرب في احلك المواقف , مليك به قطعوا المشوار رغم صعوبته ورغم ما شابه من بعض المنغصات , التي نمني النفس ان نستيقظ يوما من نومنا ولا نراها لا هي ولا اصحابها , رغم ذلك فانني مضطر في هذه المقالة الى إستخدام هذا المصطلح لكي تتضح الصورة التي ارغب في تصويرها وتقريبها للشعب الاردني من غير خدوش ولا رتوش.

بالامس رفع الاخوان المسلمين شعارات اجد انها مؤلمة, ليس الهدف منها جلالة الملك شخصيا بقدر ما هي موجهة الى ابناء العشائر الاردنية سكان البلد الاصليين, فصدقونني ان الاخوان المسلمين ليس هدفهم اسقاط النظام الاردني لانهم جزء منه , لطالما عاشوا وتربوا وترعرعوا في احضانه, وتمتعوا بامتيازات منه لم يراها اقرانهم في الدول المحيطة, ولعل خير دليل على ما اقول التعينات الاخيرة التي شملت ابناء المتظاهرين من الاخوان في الصف الاول , حيث تم تعيين د. عاصم مديرا لمستشفى الحسين للسرطان وهو ابن الشيخ حمزه منصور, وهذا المنصب هام ولا يستهان به ولا براتبه المقبوض اخر الشهر والذي يعادل راتب 5 الوية بالجيش, فلماذا يحرم منه ابن الشهيد الذي قضى نحبه ليكتب لنا الامن والكرامة؟.

ليس الغريب هنا ان يتظاهر الاردني طلبا للحقوق , ولكن الغريب اطلاق اسماء مقلقة على التظاهرات التي يقوموا بها , والتي يجب ان نتوقف عندها مطولا, فمسيرة الجمعة الاخوانية اطلق عليها لقبي جمعة "انقاذ الوطن" , و"الزحف المقدس".
فنتساءل ببراءة: يا ترى ممن سينقذ اخوان الاردن الاردن ؟ , من النظام الذي باحضانه ترعرعوا وكبروا يا ترى ؟, أم من الشعب الاردني الاصلي الذي يكوّنه ابناء العشائر؟, ويريدون زحفا مقدسا نحو أي مكان؟ للديوان الملكي ؟أم لتحرير الاقصى؟.

كنت وقبل اكثر من عامين قد بعثت برسالة للاخوان المسلمين من ابناء العشائر الاردنية شرحت لهم انكم في الصف القيادي الاول ليس حبا ولا اجلالا ولا تكريما ولا رغبة بكم , بل ليقال امام الرأي العام العالمي والمحلي , انظروا ان ابناء العشائر الاردنية الاصيلة هم الذين يتحدون الملك ويقفون في وجهه, وكنت قد اوضحت بنفس الرسالة ان الاردنيين من ابناء العشائر لا يمثلون في الجسم الاخواني إلا ما نسبته 5% وهي نسبة لا تحقق لهم الفوز بأي مركز في قيادات الجماعة او في البرلمان , ولكن المخطط الاستقوائي على الاردن يتطلب جعلهم في الصف الاول لقيادة الفريق , وبعد المباراة لن تقوم لهم قائمة ابداً. ولتتذكر قيادات الاخوان من ابناء العشائر انهم خاضوا الانتخابات في المرات السابقة على اسم العشيرة لقلة الكوادر المنظمة للجماعة.

إذغً نجد أن من العار ان تتزامن مسيرة الزحف المقدس امس الجمعة, وجمعة انقاذ الوطن مع مخطط اقتحام المسجد الاقصى وبنفس الساعة بعد خطبة الجمعة , وتصريح الموساد الاسرائيلي الذي يستهجن به عدم انهيار النظام السياسي في الاردن الى الان .

وارجوا من ابناء العشائر ومن يهمه مصلحة الاردن وأمنه وأمانه التوقف عند هاتين النقطتين طويلا ,وان يتفكروا بمدلولاتها جلياً وعميقاً. ففي ذلك جلاء للصورة واتضاح لرؤيتها.

ليس هذا فحسب بل تعدى الامر في تلك المسيرة الى ما هو اخبث من ذلك حين اعلن احد قيادات الاخوان متباهياً ان المسيرة حققت ارباح لاحد التجار وصل الى اكثر من 1500 دينار في ذلك اليوم, أألى هذا الحد يتم استغفال العقل الاردني ايها السادة ؟, فهل تناسى هذا القيادي ان تلك الارباح لم تجنيها مسيرته , بل لان هذا التاجر كان الوحيد الذي غامر وفتح ابواب رزقه ذلك اليوم.

فليحذر ابناء العشائر الاردنية المنتمين للاخوان المسلمين والذين يمثلون أقلية في هذا الجسم أن يكونوا حطبا لنار قد تشتعل لا قدر الله بأي وقت, زيتها بيد الموساد الاسرائيلي الذي يستهجن الى الان كما اوردنا سالفا عدم انهيار النظام الاردني كما حصل في مصر وتونس وليبيا واليمن.
فهل يستطيع الاخوان تنظيم مسيرات لهم في محافظات الاردن الاخرى بعيدا عن عمان ؟. اتحدى ان تكون الاجابة بنعم لانهم يدركون خطورة ذلك اذا ما رغبوا وركبوا موجة التحدي .

فيا اخوان الاردن بالامس تابع العالم استفتاء شعبي عفوي غير منظم وفي مكان واحد اثناء مباراة الاردن واستراليا حين هتف 30 الف متفرج شاب جمعتهم الصدفة (( الشعب يريد سيدنا ابو حسين )) .فأين مسيراتكم من تلك التجمعات والاستفتاءات الشعبية العفوية؟.
وللامانة الموضوعية والمهنية دعوني اوضح للاردنيين ان المكان الذي تجمع في الاخوان امام المسجد الحسيني الكبير لا يتسع بأي حال من الاحوال لاكثر من عشرة الاف مواطن لضيقه , وقد بدأ التجمع وكأنه كبير جدا لهذا السبب.

الطريف والغريب في الامر ان الاخوان المسلمين في خطبهم وفتاويهم على منابر رسول الله صلى الله عليه وسلم , يحذرون الناس من الاختلاط ويحرمون خوض ونزول المرأة لاماكن التجمعات خوفا من الفتنة , ويدعون في نفس الوقت النساء الاردنيات للنزول الى الشارع , دون ان تكون بناتهم ونساءهم من بين هذه النسوة .
وقفة للتأمل :" فليعلم الاخوان المسلمين في الاردن بانهم ليسوا الحبل السري بين الناس وخالقهم, ونحمد الله ان العبادة لله هي مجانية الهية وليست بكوبونات , وإلا سيحرم كثير في الاردن من تأديتها".