المشهد الأردني بعد جمعة الإنقاذ


بعد انتهاء مسيرة ( جمعة إنقاذ الوطن) والتي نفذتها جماعة الاخوان المسلمين في الأردن يجب أن نفكر في الدروس المستفادة منها. ونفكر في أعداد المشاركين والتنظيمات السياسية والعشائرية والتي فاقت 80 تنظيما وكيف اتفقوا على وحدة المطالب فهل يأتي يوما تجد الدولة نفسها أمام أحزاب سياسية مرخصة ومنظمة 90% منها معارضة؟

ففي البداية لم يأتي حشد هذا العدد من المشاركين في جمعة إنقاذ الوطن( رغم الاختلاف حول الأعداد) من فراغ ، بل جاء من إعداد مسبق ويدل على قوة التنظيم ووحدة المطالب، وان جماعة الإخوان في الأردن أكثر الأحزاب السياسية في الأردن من ناحية التنظيم والعدد ووحدة المطالب. فلا يجدر بالساسة والمفكرين في الأردن وخصوصا القنوات الرسمية اعتبار ما حدث انه حدث وانتهى ومر بسلام رغم المخاوف والتحذيرات التي سبقت انطلاق المسيرة والمهرجان الخطابي لها. فعلى الدولة الأردنية وبكافة أطيافها أن تحكم العقل والمنطق في الأيام القادمة ، وعدم التعنت والتصلب وراء قرارات من شانها أن تضعف إرادة الوطن وتخلف جراحات لا يحمد عقباها، ولا أريد هنا أن ترضخ الدولة إلى كل مطالب المعارضة فبعضها غير مقبول خصوصا في هذه المرحلة وبحاجة إلى سنوات أخرى حتى تنضج الفكرة وتكون قابلة للتطبيق. ولكن بعد انقسام الأردن إلى فريق معارض وأخر موالي يجب تغليب سياسة الحوار المعمق بين الطرفين، وتسير الأمور بكل حكمة وموضوعية، ويجب إقامة مؤتمر وطني شامل للإصلاح والحوار تلتقي فيه المعارضة والموالاة دون تدخل الدولة لغايات الاتفاق على المصلحة الوطنية العليا.

فعلى الصعيد السياسي باتت مطالب جماعة الإخوان تلقى تأيدا واسعا من أطياف متعددة في الأردن. فمشاركة ما يزيد عن 80 حراكا وتجمعا عشائريا في الأردن في جمعة إنقاذ الوطن له معاني ودلالات، فهذه الجماعات التي شاركت في الجمعة هي ذاتها الجماعات الأكثر تنظيما على الساحة السياسية الأردنية فيجب عدم إنكارها. ناهيك أنها إذا ما كتب للأحزاب السياسية الأردنية من التطور والنمو حسب الموقف السياسي، سنجد أنفسنا أمام تيار معارضة مكون من اغلب التجمعات السياسية على الساحة الأردنية، فهل يعقل أن تتكون الأحزاب في أي دولة في العالم من المعارضة فقط فكيف للدولة أن تتكيف مع شعب كل التنظيمات السياسية فيه معارضة .

وعلى الصعيد الأخر لا ننسى مسيرة الموالاة التي كان من المفترض أن تكون في نفس المكان والزمان، ولكنها اجلت الأسباب أمنية. وعند التفكير في ماهية المسيرة والسؤال عن مطالبها واتجاهاتها. مولاة لمن؟ للدولة أم للملك ؟ وأين برامجها ومطالبها. هل ستكتفي بعبارات الولاء سواء للدولة أو للملك أو مجتمعة وتسمع لها الدولة فقط دون أن يكون لها برنامج واضح تقنع بها المعارضة وتلتقي معها، وأين قنواتها الفاعلة حتى نجب الأردن ما لا يحمد عقباه. بدل أن يتحشد أبناء الأردن الواحد لبعضهم وتهدر دماء نشامى ونشميات هذا الوطن.

وفي المحصلة النهائية يبقى الملك عبدالله الثاني صمام أمان في هذا البلد ولا يختلف عليه اثنان سواء في المعارضة أو الموالاة ولكن الاختلاف في الأسلوب المتبع في الحديث عن هذا الموضوع . فقضية الملك في الأردن يجب أن تكون فوق كل القضايا. فلا يمكن أن يجتمع الأردنيون على شخصية غير الملك تحكم الأردن. فنحن بحاجة ماسة إلى التركيز على هذه القضية أكثر من غيرها كي تكون فكرة ناضجة في عقول المعارضة في الأردنية، وذلك من خلال الإعلام الحر غير المسيس، والحوار البناء غير المنقوص لنشر ثقافة أن الملك عبدالله للجميع وقاسم مشترك وليس فقط للموالاة بل للمعارضة أيضا فشعب الأردن سواء معارض أو موالي طيب وحكيم ويحب الأرض والملك ولكن كل على طريقته الخاصة.

ونحمد الله الذي جنب الأردن الفتنة وأبقاه عزيزا كما كان. حمى الله الأردن وحفظ الله الملك المفدى.
عواد عايد النواصرة- رئيس ملتقى المزرعة الثقافي. الأغوار الجنوبية.
awad_naws@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات