محطات في معراج المعلم


مرت أيام للمعلم كثيرة كمر السحاب، ينهمر وتعشب الأرض وتصفر مرارا وتكرارا والنفس أرق على أرق، إلى أن قال المعلم كلمتَه فأخذ الفجر يشرق وطاب البوح، وكيف لا يطيب في يوم لجموع الثوار، ثوار الكرامة، فجعلتم لليوم مغزى، وليس الأمس كاليوم.
فيا :عيدٌ عُدتَ بمَا مَضَى ولأمْرٍ فيكَ تجْديدُ، بطلائع النور بالمعلم يكسو بالكرامة كل جيد، سرتم والحرية في ركابكم سارت، ونظرتم إلى العلياء فلبت آمين
سأقف قصيرا على محطات في معراج المعلم :
أولها الصبر: فقد صبر المعلم صبر أيوب على الأذى الاجتماعي، حتى قال المريب هذا صبر الأموات فسولت لهم أنفسُهم أن يعتدوا على كرامة المعلم، فكانت ثورتُه أولَ ثورة بعثت في أقطار الوطن العربي جذوة الانعتاق من ربقة زناة التاريخ الذين أنجبوا الأمة الهزيمة تلو الأخرى، وأشعلتم شموع الحرية والتحرر وسار الاثير بصنيعهم، وهذا اعترافهم لا قول المعلم.

الكرامة: حسب المعلم الأردني من الفخر أنه ثائر كرامة لا ثائر مغنم وتجارة أو وجاهة زائفة، يكفيه فخرا أنه أيقظ في المواطن الأردني روح الانعتاق وأوقف هدر الكرامة على عتبات الفاسدين.

المعلم وارث النبوة، ونبوءة الفكر والعلم والثقافة والوعي لا تقتصر على ملة دون أخرى والمعلم سفيرها أنّا حل، وعلمها الذي لا تنطفئ له نار وإن خفي الأمر على من يلهثون خلف المال والجاه المذل، فالقوا وراءهم كل مكرمة.

الحضارة: المعلم والحضارة صنوان: ففي معادلة التقدم والرقي الحضاري المعلم يساوي الحضارة نفسها، فأي أمة أرادت بأمر الله أن تبعث من جديد وتسودَ فأول درجة في سلم رقيها هو المعلم، ولا يتصورن عاقل أن حضارة تبنى من دون معلم.

الأذى: لا تنسوا أن المعلمَ المخلص حامل الحق في دولة الفساد على مر الأجيال عرضةٌ للأذى، والإهمال والإبعاد، فالنور يكف بصر المفردات الوضيعة على رقعة الحياة، فلا غرابة أن تؤذوا فالذهب يصلى بالنار، والأنبياء تعرضوا للأذى، والرسول الكريم يؤذى من جديد لأن المصلحين دوما عرضةٌ للأذى، فلا تأسوا على ما أصابكم، واعلموا أن النار تُذكي شذى العود،
وإذا أراد الله نشر فضيلة طويت أتاح لها لسان حسود
لكن للأسف كان النشر على لسان جاهل

صناعة العقول : لكل إنسان حرفة أو صنعة أو مهنة ، فالمهندس في الحديد والحجر والمزارع في الأرض والشجر والتاجر في المتاع والمال، والطبيب في الجسد والمحامي في القوانين، والعامل من هذا وذاك، والمعلم في العقول يرقم عليها أبجدية الحياة. ولقد كرم الله تعالى الإنسان بالعقل، والعقل ليس مادة تصنع، إنها قدرة الله التي لم تدرك بعد ففضلكم لن يدرك ، وليس لكم جزاء يكافئُ عملَكم، فمهما قُدم لكم من جزاء دنيوي فإنه دون فضلكم، فأي أمة أدركت فضل المعلم أدركت الخير كله، ولن يكون.

وختاما لن يعقلَ دور المعلم جاهل، فلا تنتظروا رد الجميل ولا تنظروا خلفكم، كونوا كالشمس تشرق بأمر ربها فينعم بها العاصي والطائع، كونوا شمسا تمحو عتمة الليل وقمرا ينير درب المدلجين حتى يبلغوا سبل الحياة، كونوا معراج الحضارة إلى الغد الواعد، كونوا نور الغد المشرق بين يدي الأجيال القادمة, وضعوا الأمور في نصابها واحذروا أن تهدوا نور الله لفاسد.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات