قُلِ اسْتَهْزِءواْ إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ


في الدولِ التي تحترمُ نفسَها تحتلُّ الصحافةُ السلطةُ الرابعةُ بعدَ السلطاتِ الثلاثِ ، فهي عينُ المواطنِ الساهرةِ على أداءِ السلطاتِ الثلاثِ ، وعلى وجهِ التحديدِ السلطةُ التنفيذيةُ ،لأنَّها السلطةُ التي تمارسُ عملها اليومِيِّ ،وعلى تمَاسٍّ مباشرٍ بشؤونِ المواطنِ وهمُومِهِ ،وإلّا فهي أوراقٌ صفراءُ ،تصلحُ لكلِّ شيءٍ إلّا أداءِ وضيقَتِها المنوطةِ بِها .
أمَّا في العالمِ الثالثِ ،فالأمرُ مُختلفٌ جدًا ،فالصحافةُ تحتَ الوصايةِ الأمنيَّةِ في كلِّ شاردةٍ وواردةٍ ،فهي لا تخدمُ الوطنَ والمواطِنَ بقدرِ ما هي وسيلةُ تبريرٍ وتجميلٍ لوجهِ السلطةِ الذي أفسدَهُ الدَّهُر.
كتَّابُ التدخلِ المُبكِّرِ ،أصبَحوا وجبةَ افطارٍ مُقززةٍ للمواطنين قرَّاءُ الصحافةِ المحليَّةِ ،وقدْ دأبَ هؤلاءِ القرَّاءُ على عدمِ الالتفاتِ لِترَّهاتِهم ،لأنَّ بضاعتَهم فاسدةٌ وغيرُ قابلةٍ للهضمِ ،بوجودِ هذهِ الاقلامِ الرخيصةِ المفروضةِ على الصحافةِ ،وهم يُمارسون عُهرَهم السياسِيَّ و الاخلاقِيَّ الذِي يشوِّهُ الوطنَ وأبناءَهُ ،والأجدرُ بالجهاتِ المعنِيَّةِ أنْ تكفَّ عنْ هذا الاسلوبِ المرفوضِ جملةً وتفصيلاً ،لأنَّ الوطنَ لا يرتَقِي بهؤلاءِ ،بلْ ينزلُ بهم إلى أسفلِ درجاتِ العُهرِ السياسِيِّ والرُخصِ الاخلاقِيِّ .
المُزايدون الذين اتهموا الحراكاتِ الشعبِيَّةِ وقبلَ البَدءِ فى مَسيرتِهم بالخيانَةِ ،وقلقلةِ الأوضاعِ ، وإثارةِ الفتنةِ وأخذْ البلدِ إلى المجهولِ ؛وأنَّ يومَ 5/10/2012 سيكونُ يومًا أحمرَ في تاريخِ الأردنِّ ،أعتبرُهم مجموعةً مِن المهووسين ،عدِيمِي الضميرِ والأخلاقِ ،ولا يُمكنُ وصفَهَم إلَّا أنَّهم يصطادونَ فى الماءِ العَكِرِ .
لقدْ فقَدوا عقولَهم حينَ صَوَّبوا سِهامَ الاتهامِ إلى الحراكاتِ ،ووضعوهم فى سلةٍ واحدةٍ معَ الإرهابيين ،والقتلةِ ومثيري الشغبِ وأنَّهم أصحابُ فتنةٍ ،لييفضَّ الناسُ مِن حولِهم .
لقدْ كدتُ أتقيأُ عندما كنتُ اقرأُ لكهنةِ الصحافةِ ،وهم يلمِزون ويغمزونَ الحراكاتِ الشعبيَّةِ ،لمجرَّدِ أنَّهم يختلفون معهم فِكرياً ،ليربِطوا بينَ استحقاقِهم الإنسانِيِّ الذِي كفلَهُ الدستورُ ، وتخريبِ البلادِ ،وكلُّنا يعرفُ أنْ لاعلاقةَ بينَ الطرفَين.
وبالتالى استغلالُ الإعلامِ المشبوهِ فى لعبِ الدورِ المُعتادِ لتصفيةِ الحساباتِ معَ الحِراكاتِ الشعبيَّةِ وعلى رأسِهم التيارُ الإسلامِىُّ ؛الهدفُ منهُ الابتعادُ تماماً عنِ المجرمِ الحقيقيِّ الذى باتَ معلومًا للجميعِ وهو : " الفسادُ ".
فرقٌ كبيرٌ بينَ صحفِيٍّ مسئولٍ يتقي اللهَ في عملِهِ ،ويعلمُ أنَّه مسؤولٌ بين يدِيّ اللهِ ربِّ العالمِين عن كلِّ كلمةٍ تفوَّه بها في حياتِه الدُنيَا ،في يومٍ تذهلُ فيهِ كلُّ مرضعةٍ عمَّا أرضَعتْ وتضعُ كلُّ ذاتِ حملٍ حملَها ،وآخرَ يعتمدُ على الورنيشِ الإعلامِيِّ المضروبِ ،المعتَمِدِ على بياناتِ القصِّ واللزْقِ ،والذى حتماً سيزولُ بزوالِ المنصبِ ،وذهابِ الأعطياتِ والمِنَحِ ،وترْجِعُ حليمةُ لعادَتِها القديمةِ ،وتعودُ الصورةُ كمَا كانتْ باهتةً ،قالَ تعالى : ( الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (65 سورة يس) وعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ : قالِ رسولُ اللهِ – صلَّى الله عليهِ وسلَّم - : [ أَلاَ أُخْبِرُكَ بِمَلاَكِ ذَلِكَ كُلِّهِ. قُلْتُ : بَلَى يَا نَبِىَّ اللَّهِ قَالَ : فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ قَالَ : كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا ». فَقُلْتُ : يَا نَبِىَّ اللَّهِ وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ فَقَالَ : « ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ ،وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِى النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِم] وَهَلْ تَقُولُ شَيْئًا إِلا لَكَ أَوْ عَلَيْكَ ؟!.
أيتها الغربانُ الناعقةُ ،احتفِظوا بأبواقِكم لأنفسِكم ،احتفظوا بها لتؤنِسَكُم في كوابيسِكم القادمةِ ،فإنها ستكونُ حالكةَ السوادِ بإذنِ اللهِ ،فلنْ تُحبطَ كلماتِكُم الجوفاءَ العزيمةَ ،ولنْ تفتَّ محاولاتِكم الفاشلةِ في العَضُدِ ،ولنْ تنالَ ألاعيبُكُم مِن الثقةِ في النفسِ ،ولنْ تُتْرَكَ لكم الفرصةُ لإثارةِ الفوضى في الصفوفِ وتشتيتِ الكلمةِ ؛ولنْ يُسمحَ لكمْ أنْ تجرونا إلى فوضَى مُدمِرةٍ ، كما أنَّه لنْ يُسمحَ لكمْ بجرِّنا إلى مربعِ العنفِ مهما كان الثمنُ . كفَى ،لقدْ ذُقنا مرارةَ الاشتباهِ والظلمِ عندما كنَّا جميعاً أسرَى معتقداتِكم الفاسدةِ.
Montaser1956@hotmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات