حشود لمسيرات جمعة الغد نحبس لها الأنفاس


يا أيها الكبار في المشهد أليس فيكم رجل رشيد !
حشد سيقوده الإخوان وغيرهم من قوى المعارضة تعداده قد يصل إلى خمسين ألف أردني, يكيد له حشد مضاد من الموالاة قد يصل تعداده مائتا ألف, هكذا قالت القوتين, ليصبح العدد الموعود للحشود ربع مليون أردني متظاهر في ساحات وشوارع العاصمة عمان ! السبب هو الخلاف حول قانون الانتخابات النيابية سبقه خلاف في الرأي حول موضوعات شتى حول آلية محاربة الفساد وتعديل مواد في الدستور وغيره من الأسباب التي فرقت بيننا ولم تجمعنا في إعلاء شأن الوطن, وبهذا ترفع الأقلام وتجف الصحف وينتهي الحوار ويتعطل العقل. نحتاج والحالة هذه إلى فض اشتباك في الغد بعد صلاة الجمعة, فأين الكبار في المشهد الأردني وأين رجال الدولة من التدخل لفضه قبل وقوعه. أين الحكماء من المقاربة بين الحشدين, الذي سيصبح فهم الرأي بعده عسيرا عندما يتوقف الحوار ويتحول إلى مناكفة, نكاية بالخصم. قد يصح القول إنه يوجد عندنا رأي آخر فردي أو جماعي, لكنه إما متوتر أو تم توتيره بسبب عدم توفير المساحة الكافية لاستيعابه, أو لعدم قدرته على تقديم أطروحات مقبولة كإطار وطني بديل يصلح للتطبيق.

إن التمسك بوجهة نظر دون غيرها أو ربما التشنج في التصريح من قبل بعض الأشخاص, قد يؤدي إلى ردود فعل من قبل أصحاب الرأي الآخر, التي سرعان ما تتسرب أخبارها هنا وهناك, ويتم نقلها وتأويلها وربما تهويلها لنصبح خبر عاجل. فالوطن لا يخدم بهذه الطريقة الصماء, التي قد تؤدي إلى إشكالات وتبعات نحن في غنى عنها، ونحن نقترب من انتخابات تم الإعداد لها دون حساب دقيق في ظلال ربيع عربي صعب, والجار السوري من الشمال يجعل خاصرة الأردن رخوة من لاجئين نزحوا إلى ديارنا وقد يكون معهم عملاء يعملون بالخفاء, وقذائف عمياء يصل بعضها داخل حدودنا, وحرب ضروس غير محدودة قد تندلع في أية لحظة.

وعليه, فتوصيتي في هذه العجالة هي للكبار, لا تسمحوا لمن يحاول تقسيم الأردن إلى موالاة ومعارضة وإدخال بلدنا في عنق زجاجة ضيق, الخروج منها صعب, وفيه تكسير للزجاجة التي لا تحتمل التوسع ولا الإطالة, و فيه شيطنة لمن تم إقحامهم عنوة فيها, وهي في النهاية خسارة كبيرة للوطن. اصبروا وانتظروا قليلا, فنحن لسنا في عجالة من أمرنا لبرلمان جديد, آلية انتخابه لم نتفق عليها بعد, وتقدموا بمبادرات حسن نوايا لمن يهمهم الأمر, ليمر يوم الجمعة بصفاء وسلام, وتقبل صلاتكم وشكر الله سعيكم في حماية الوطن ممن لا يحسنوا التدبير في حل الأزمة الراهنة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات