نجاح أو فشل تجمع 10/5 هو خسارة لكافة الأردنيين !!؟


لقد حملت بعض قوى الحراك ممن يطلق عليهم بـ" المعارضة "على عاتقها الكثير من الهموم والمطالب ، من خلال فكر وطرق لا يتواءمان وحساسية المرحلة وما يسودها من غليان ، ومن أولويات ما حملته هموم الوطن بعمومه ، وما تنادي به وتنشده من مطالب كالإصلاح والتغير ، تلك المطالب التي تجمع عليها كافة ألوان الطيف ولا يختلف عليهما اثنان ، ولسان حال الجميع يقول سلامة الوطن الذي نتنسم هواه ونعشق ثراه هو في مقدمة غاياتنا ومن أسمى أهدافنا

هذا ما يردده الأردنيون الأحرار وما تردده بعض قوى المعارضة وما تنتهجه من سبل قد يرفضها الكثيرون ولا تلاقي استحسانا لديهم ، وقد تلاقي الاستحسان والقبول عند البعض الأخر

إن الأردنيين بمختلف توجهاتهم الفكرية وانتماءاتهم السياسية يتفقون دائما على المصالحة الوطنية من باب الشعور بالمسؤولية والحس الوطني ولا يقبلون أبداً بإملاءات وتوجيهات خارجية تفرض عليهم لتكون سببا في شرذمة وطنهم والعبث بأمنه تحت حجج واهية !!

إن ما تنادي به الحركة الإسلامية " الإخوان المسلمين " والقوى الأخرى المؤيدة لحشد 5 /10 ذلك اليوم الموعود الذي ينتظره الجميع بكل حذر لما ينتابهم جميعا من شعور فيه من الريبة والخوف الكثير خصوصا إذا ما بحثنا في مستجدات الأوضاع وما تحمله الوطن من تبعات رغم قلة إمكاناته ، ومحدودية موارده ، نتيجة سخونة الأوضاع وتأزمها في محيطنا وما ترتب وسيترتب على ذلك من ثمن نحن بغنى عنه ، بسبب بعض من لا يريدون الخير لهذا الوطن ويعملون بتوجيه من جهات وأجهزة خارجية للنيل من امن واستقرار هذا الوطن


إن سلامة الوطن وأمنه أولوية لا يمكن تجاوزها ، وما يأمله الجميع أن تأتي نتائج ذلك الحشد بالشيء الذي نتمناه وتتمناه تلك الحركات من خير ، وما تنشده من أهداف ترقى لآمال وطموحات الأردنيين الشرفاء وان تجتهد في الحفاظ على الوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي الذي حبانا الله به وحماه بقدرته ، بعفوية وصدق الانتماء لهذا الوطن ، بدليل عظمة وإرادة الأردنيين في الوقوف أمام ما يعصف بهم من تحديات

إن ما يأمله الأردنيون من نتائج أمنة لذلك الحشد ، وان ترقى بمجملها لمستوى المسؤولية وما يصبون إليه من سلم يكون بحجم الوطن وليس بحجم أشخاص ، ولن يقبلوا أن تصل بهم الحال لدرجة المناكفة من خلال شعارات مغرضة وهدامة تثير الضغينة والتوتر أو الوصول لحد المواجهة لا قدر الله

وفي محصلة القول إن نتائج ذلك الحشد إيجابية كانت أم سلبية لن تعود على الأردن والأردنيين بالنفع إنما ستكلفنا الكثير وسنخسر جميعا بسببها ما كنا قد حققناه من منجزات طوال عقود مضت ومنذ نشأت الدولة ، بالرغم من اعتراف الجميع بوجود أخطاء وبعض مواطئ الخلل ، فالكمال لله دائماً
وللحد من ذلك يجب أن تكون هنالك سبل من خلالها نصل للتغير ، وما نلحظه من استجابة لبعض المطالب تعد خطوة في طريق الإصلاح الذي ينشده ويأمله أصحاب الفكر الذين قبلوا بالحوار طريقا ولم يصموا أذانهم للأخر واستجابوا لمصلحة الوطن

إن ما تنشده بعض القوى والحركات من سبل لفرض نفسها على الساحة السياسية فيها من الاستفزاز والابتزاز واستغلال الظرف أيضا الكثير، وما تواجهه من رفض من الغالبية نتيجة اتخاذها المسرب الخاطئ الذي يعيق المسير وقد يكون سببا في الموت أو الإعاقة الدائمة ، لذلك يجب أن يعاد النظر فيه لا سيما وأننا بأمس الحاجة جميعا لوطن يقوى بأبنائه
فمهما كانت نتائج حراكاتهم أو غاياتهم فالوطن بأمس الحاجة لتوحيد الصف والوقوف إلى جانبه مهما بلغت أخطاء الماضي ، وليس الاستقواء على الوطن وتناهشه ، بحجة عدم جدية الدولة أو استجابتها للإصلاح

ولطالما تدعي تلك القوى الحكمة والمعرفة فلسان حال الأغلبية يقول لها " ليس هكذا تورد الإبل .." فإن أردتم أن تثبتوا وجودكم فالوطن للجميع وما تقدموه من خير سيعزز رصيدكم بإثبات حسن نواياكم بالأفعال وليس بالأقوال
لذلك يجب أن يتم تحقيق ما تنشده المعارضة من أهداف عبر قنوات وسبل تسلكها لتكون الأسهل والأكثر أمنا في الوصول ، وان لا تكلف الوطن بتعنتها ما لا يستطيع حمله وان تجتنبنا جميعا ما يعكر الصفو وان تعمل على الحافظ على وحدة الصف ، فالوطن باقي إلى يوم الدين ، والأشخاص زائلون لا محالة بقوة الله وقدرته

في كلتا الحالتين نجاح أو فشل تجمع 10/5 هو خسارة لكافة الأردنيين على جميع الأحوال !!؟ لذا يجب ان تخلص الحركة الإسلامية ومن يتحالف معها من قوى ، بأن نتائج تلك الخطوة تعتبر تصعيدية وسيدفع ثمنها كافة أبناء هذا الوطن

فان ما تمت المواجهة لا قدر الله ستكون العواقب وخيمة ، وان لم تتم الاستجابة لمطالبهم سيصبغون بالضعف هذا ما ينهي حزب أو جماعة كانت الأقوى على الساحة وهي تعد وزنا حقيقيا وثقلا سياسيا لا يستهان به في جميع الأحوال ، فهي معركة كسر عظم بجميع المقاييس



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات