مسيرة الاخوان المسلمين الجمعة القادمة وطنية بامتياز فلنؤمن لها الحماية


اقسم بأنني لست على وفاق مع الاخوان المسلمين وإن كنت مؤمناً ببعض طروحاتهم , ومنسجماً مع بعض توجهاتهم , إلا أنني مضطر للقول انهم عقلاء جداً , وذلك في ردي على المشككين والمتخوفين من اعمال شغب وتجييش سيقوموا به في مسيرة الجمعة القادمة .

دعوني اطرح السؤال التالي على ابناء الشعب الاردني للوصول الى النتيجة المقنعة التي اسعى للوصول اليها من تحليل للوضع القائم هذه الايام على الساحة الاردنية قد يحتمل الصواب وقد ينتابه الشك : اليسوا الإخوان المسلمين اليوم الذين يتخوف البعض انفرادهم بالساحة هم امتداد لذات الاخوان المسلمين الذين احتضنتهم الدولة الاردنية, حتى باتوا ذراعا مهما من اذرعتها منذ الاطاحة بحكومة سليمان النابلسي عام 1957 والى اليوم؟؟؟.

سؤال يبدوا بأن الاجابة عليه في غاية السهولة , ولكن الحقيقة خلاف ذلك, فالاجابة عليه هي مزيج بين السهولة والصعوبة , وبين الشك واليقين , وتحالف كبير بين الدين والمنفعة الشخصية , وهذه كلها بحاجة الى تمعن وادراك لما يجري حولنا وبين كواليس السطور, والى قراءة متآنية للتاريخ والعودة الى مفاصله الرئيسة لاحتواءها على الاجابة المنطقية والمعقولة وغير المبهمة والمقنعة .
اتساءل للتاريخ مع شرفاء الوطن الحبيب الذين يعشقون الحقيقة , ويدفعون ثمن البحث عنها والكشف عنها غالياً : لماذا بقيت جماعة الاخوان المسلمين فاعلة على الساحة الاردنية ومتفردة كحزب منظم منذ الاطاحة بحكومة النابلسي عام 1957, رغم صدور قرار حكومي بمنع وتجميد العمل الحزبي ؟؟؟؟.

نعم انها الحقيقة الدامغة التي لا لبس فيها ,فقد بقيت جماعة الاخوان المسلمين فاعلة على الساحة الاردنية رغم قرار المنع والتجميد الحزبي , مع بعض المضايقات الامنية المدروسة والممنهجة على بعض اعضائها , حيث كانت الساحة الاردنية تتطلب ذلك ,لإبعاد الشك عنهم في أنهم يمثلون احدى حلقات الدوائر الامنية الاردنية, والتي نجحت بامتياز الى الان بادارتهم منذ ذلك الوقت , وتجييشهم بكتابة سيناريوهات معارضاتهم كلما دعت الحاجة لذلك, وما مسيرة الجمعة ببعيدة عن احدى السيناريوهات المكتوبة .

قد اكون دخلت باب العلم بالغيب , ولكنني ارد بقولي انها الحقيقة الدامغة التي تنص على ان الاخوان المسلمين في الاردن عقلاء جداً رغم معارضتي لهم بفكرهم ونهجهم, فهم للاسباب السابقة ليسوا من نمط اخوان مصر ولا سوريا ولا تونس , فلا تخافوا منعهم وعليهم , فالتركيبة الاجتماعية والديمغرافية للشعب الاردني تصب في صالح ما اذهب اليه وأفند واقول.

دعونا نذهب في تحليلنا الى ما هو اكثر من ذلك لتوضيح الصورة , فالوضع الاجتماعي والتركيبة الديموغرافية ( السكانية ) للشعب الاردني تحول دون وقوع ما وقع في مصر وسوريا وتونس وليبيا , فالكل من ابناء الشعب الاردني وهذه حقيقة وطنية مهمة متخوف من نصفه الاخر , الاردنيون من اصول شرقية سيمنعون أيا كان من استغلالهم للاطاحة بنظام غنوا له وأمنوا به حتى بات جزء مهم من عقيدتهم الوطنية , والعقيدة ليس من السهل تغيرها بمسيرة او اضراب او اعتصام.

وعلى الجانب الاخر يجد الاردني من اصول غربية ان النظام الهاشمي يمثل بيضة القبان له وعامل مهم في بقائه متمتعا بالحرية والامن والامان على الساحة الاردنية , ويشكل غيابه عن الساحة لا قدر الله خطر كبير على وجوده , وهو امر سيفعلون ما بوسعهم للتحالف مع اخوتهم الاردنيين من اصول شرقية وتركية وشركسية وشيشانية للمحافظة عليه , وفي ذلك عامل مهم يدفعني للقول ان مسيرة الجمعة هي مسيرة وطنية امنية بامتياز وان كانت تبدوا انها مسيرة معارضة, وعلينا تأمين الحماية لها لمنع المندسين من تعكير اجواء الوطن وبعثرة الاوراق .

وقفة للتأمل :" في عالم السياسة إذا لم يجد الحاكم او النظام او الدولة معارضة له , فالوضع الطبيعي يجبره على صناعة معارضة لحكمه وقراراته, دون المس بهيبته ومرتكزات حكمه, فليس كل معارضة في الاردن من النوع الخطير, فهناك بعض انواع البكتيريا يكون هام جدا للابحاث المخبرية العلمية والطبية والعلاجية".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات