يوم 10/5 وبوادر الازمة التي نعيش


بسم الله الرحمن الرحيم
يوم 10/5 بوادر الازمة التي نعيش
مخطئا من يظن ان يوم الجمعة القادم هو يوم طبيعي كبقية الايام التي جرت بها مظاهرات ومسيرات ومرت مر الكرام فيوم الجمعة القادم يوم تم التخطيط والاعداد له ذهنيا لانه غدا يوم منتظر من قبل جميع الاردنيين مواليين ومعارضيين منذ ان بدا سريان مفعول الربيع العربي في تونس مرورا بمصر وليبيا واليمن للرغبة الغريزية في النفس البشرية بمحاكاة الاخر والاخذ بتجربته فنظام الحكم اخذ بعين الاعتبار هذه الاحداث في دول الاقليم وبدا بسلسلة اجراءات تصحيحية لمساره كان هدفها درء المخاطر عن مصالحه وصلاحياته لم ترقى للمستوى المطلوب من قبل الشارع الاردني. فتشكلت المعارضة من قوى سياسية رئيسية استطاعت ان تحدث تعبئة جماهيرية بين جميع التيارات الحزبية والشعبية مناديا باصلاح نظام الحكم لما فيه خير النظام ومصلحة الشعب وكانت المطالب واضحة تدعو لاصلاح النظام ومؤسساته وارساء دعائم دولة القانون والمسائلة وسيادة القانون والتعددية السياسية الامر الذي لم يروق للنخب السياسية التي تتبواء مراكز ونفوذ ستتاثر حتما جراء تللك الاصلاحات المنادى بها فاستحوذو على مطبخ القرار السياسي وتبنو سياسة الاقصاء والتجريم والتخوين لكل مناكف لهم فحصل خلاف كبير مابين هؤلاء النخبة والمعارضين والناقدين لهم ولسياساتهم مما ادى الى فقدان التوازن السياسي بتغول هذه النخب السياسية على جميع مكونات المجتمع الاردني من خلال العبث بارادة الشعب ومشاعره بفرض قوانين وسياسات تتعارض مع ارادة الشعب وما قانون الانتخاب الجديد وقانون المطبوعات والنشرالالكتروني الا اكبر دليل على ذلك.


هذه الحالة اوجدت ازمة راكدة نعيشها بين الفينة والاخرى فما نكاد نخرج من بوادر ازمة الا وتدركنا ازمة اخرى ليبرز السؤال المهم وهو من اوصلنا الى هذا المازق؟ هل الحكومة ام المعارضة وهل استمرار الواقع المؤلم لحالة عدم الرضى الشعبي عن كل قرارات الحكومات المتعاقبة غير الرشيدة والتي اوصلت البلاد الى مديونية هائلة جدا تساوي مديونية دولة مصر اضافة الى المحسوبية والفساد وعدم تكافؤ الفرص ونقص العدالة الاجتماعية والضيق في العيش كلها مبررات لان يرفع الاردني صوته ويصرخ متجاوزا ومتعدي لكل الخطوط الحمراء التي رسمت في اذهان الشعب الاردني عبر عقود طويلة.


لابد من الاعتراف بان هناك ازمة حقيقية تتلخص بعدم الثقة مابين طرفي المعادلة تتطلب من الحكماء من رجالات الدولة الصادقين ان يقفوا على اسباب ودوافع هذه المظاهرات وتداعياتها وشرعيتها وهل تصب في المصلحة العليا للبلاد وهل الهدف هو تصحيح الاخطاء ومعالجة الخلل واوجه الفساد المختلفة.


نعم نعيش ازمة لايحق ولايجوز للحكومة ولا لاجهزتها الامنية ان تتخلى عن مسؤولياتها وتلوح بغياب محتمل لقوات الامن والدرك عن محيط المسيرا ت الضخمة يوم الجمعة الامر الذي قد يؤدي لاستخدام الجمال والبغال والخيل والحمير من قبل الجاهلين بحيثيات الموقف في ظل تداعيات لاتحتمل سيل ولو نقطة دم واحدة.


الازمة التي نعيش هي حدث عظيم يلقي بظلاله واعبائه على كاهل الدولة بشكل عام لابد من التصدي لها ومواجهتها بقرارات رشيدة وسريعة قبل واثناء وبعد انتهائها ولابد من اتباع الاساليب العصرية والحضارية من خلال دراسة كافة الجوانب المتعلقة بالازمة واتخاذ القرارات المناسبة لمواجهتها بالاحتواء والحل السلمي بالاسلوب التفاوضي والتساومي وليس بالاسلوب القهري الذي سيزيد من العداء والبغضاء مابين مكونات واطياف الشعب الاردني وليبتعد رجال الدولة المخلصين المديرين لهذه الازمة عن اغراءات لعب ادوار البطولة والشهامة والرجولة طمعا بمنصب اعلى على حساب المصلحة العليا للوطن.

هيثم الحنيطي



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات