سطو مالي على امريكا


لأنني لا أجيد لغة الارقام فإنني لن أتحدث عن " أدم سميث " ولا عن نظرية " ماسلو " وإنما عما أشاهده وأعايشه بشكل يومي هنا في الولايات المتحدة الأمريكية عن وضع إقتصادي بدأ يؤثر بشكل كبير على الطبقات الوسطى والفقيرة من العامة وحتى هؤلاء مالكي البيوت والأعمال التي هي بصدد الحجز عليها وبطاقات الإئتمان غير المدفوعة !! أعتقد ان هناك أسبابا عديدة لأزمة أمريكا الإقتصادية، اولها هذا الجشع الزائد ومحاولة البنوك والشركات الكبرى مضاعفة الارباح بديون كبيرة ونسب أرباح أكبر انساقت اليها معظم المؤسسات الرأسماليه ومصانع السيارات وشركات التأمين والتسهيلات المالية . اما السبب الاخر بتصوري تعرض امريكا " الدولة " لسطو مالي بعيد احداث الحادي عشر من سبتمبر بعد أن انشغلت بملاحقة ما يسمي الارهاب العربي الاسلامي خارج حدودها فراحت تضخ اموالا طائله على تلك "الحروب المفتعلة " وما قضايا الرشوات والفساد الإداري بصفقات بمليارات الدولارات التي يتدارسها الكونغرس الآن و دفعها المواطن الإمريكي في الستة سنوات الماضية إلا غيض من فيض !! ولأننا أصبحنا "حقل تجارب فى "ندواتهم ودراساتهم ووسائل إعلامهم يعني اصبحنا فرجه : عقدت مئات الندوات والمحاضرات وانشغل اعلامها بتحليل ومعرفة العقل العربي وكيف يفكر وما هي أنجع السبل للتأثير عليه وإبعاده عن الإرهاب فأسست محطات فضائية ودعمت العديد الأخر منها ووسائل إعلام عربية كبرى في محاولة منها لتغيير عقلية جيل عربي وإسلامي جديد ... إذن تصدير ديمقراطيتهم الينا لتتناسب مع ثوبهم السياسي وديمقراطيتهم في سياق مقولة إن كانت حياة الامريكي قد تغيرت واصبح يخلع حذاءه فى المطار ويسافر داخل امريكا بجواز سفر فيما كان سابقا يسافر برخصة سواقه اضافه الى الاجراءات الامنيه الاخرى ... هذا الانشغال الامريكي بنا .. ربما علينا .. أدي الى ان بعض الدول ازدهرت بهذه الفتره فمثلا تم اغراق الاسواق الامريكيه بالسلع الصينيه الرخيصه حتي انهزمت شركات امريكيه كبري امام الزحف الصيني واستغلت من جانبها اسرائيل هذه الفوضى الخلاقة لطلب مزيد من الاسلحه والاموال بحجة مكافحة الارهاب وخاضت حروب فاشله فى لبنان وغزه حتي جعل بعض الاقلام الامريكيه تصب غضبها على اللوبي الصهيوني الذي تلاعب بسوق الاسهم والبنوك لخراب البلاد. ايران - لن تستطيع الولايات المتحدة الأمريكية ايقاف نشاطها النووي - مرحليا على الأقل - لانها لا ترغب حاليا بخوض حروب اخري جراء الاثار السلبيه لحربها على العراق . هذا" السطو المبرمج" لفئه قليله كانت تحكم مع بوش سرقة البنوك وسوق البورصه وحتي الاستثمارات العربيه في الغرب وهذه السرقه ما زال الغموض يحاط حولها رغم ان ادارة اوباما تحاول فك شيفرة وطلاسم الازمه الماليه فان احد الكتاب الامريكان قال نحن الان لا نملك إقتصادا قويا فى العالم بل قوتنا فى اسلحتنا فقط وهو الذي يضمن البقاء والتاثير لنا على مجريات الاحداث السياسيه !! كل ما أردت قوله هو أن دافع الضرائب الأمريكي والمواطن العادي أصبح في حيرة من أمره ولا يعرف كيف يتصرف مع ما يجري حوله فهو ليس معتادا على سياسات شد الحزام على الطريقة العربية ، اصبح لا يستطيع التسوق والاكل فى المطاعم كما كان يفعل سابقا .. لم يعد قادرا على دفع رسوم أبنائه الجامعية والصرف والبحبوحه المتعارف عليها للمواطن الامريكي . الازمه لا زالت فى بدايتها وان هناك شركات كبري على حافة الانهيار وهذا العلاج الحكومي ومليارات الدولات التي سميت بال" ستيميوليشن بلان " ما هي الا إبرة " مورفين " مؤقت حتى مع إضطرار الحكومه " الأوبامية" المطالبة بتخفيض المصروفات وحتي المساعدات للدول الناميه التي تعتمد بشكل كبير على مثل تلك المساعدة السنوية . من يدري .. هل تتصدر أمريكا هذا العام قائمة النسبه الاعلى للبطاله فى العالم إن هي لم تفعل ما يتوجب عليها فعله خلال فترة قصيرة جدا ... هل سيخرج "المارد" من قمقمه مرة أخرى ؟!!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات