العيار الذي لايصيب يدوش ؟


عند البحث في جوجل تحت هذا عنوان( الإخوان الأمريكان ) يظهر لك الكثير من العناوين ولكنها تضع حرف الواو بين الأسميين ( الإخوان والأمريكان ) وهذه الواو هي التي توقعنا في متاهة البحث عن الطريقة التي يفكر بها الإخوان ويبدو أن الموروث الفكري لكتاب الأمير هو المسيطر على فكر إخوان الأردن ، وأول قواعدهم الفكرية النابعة من هذا الكتاب تقول أن الغاية تبرر الوسيلة التي تستند على أن "يجوز استخدام كل الوسائل في الصراع السياسي" ومن هنا هم وحدهم لهم الحق في تحليل المحرم وتحريم المحلل مستندين على أسس شرعية يجدونها دائما جاهزة ومنسقة في مجموعة من الاوراق الصفراء التي تدل على قدمها وهي أوراق معتقة بالتاريخ .

ومن هذه القواعد كذلك مقولة أن "ما هو مفيد فهو ضروري " وتجدهم يعتبرون فتح ابواب الحوار مع السفير الامريكي في عمان والحكومة الأمريكية من باب أنه مفيد وبالتالي فهو من ضرورات المرحلة ولايجد به شيء مخالف لقواعدهم الفكرية ، ونتيجة للرفض الشعبي الطبيعي لكل طرح أمريكي تجدهم يبعدون عن التصريح المباشر بهذه العلاقة لأنها سوف ترتد عليهم من الشارع وتحقق المزيد من الرفض لهم ، وهذا شيء ضروري ايظا يعطيهم الحق بأن يخفوه .

ومن الأشياء المفيدة لهم الأن وهو ضروري كذلك إصرارهم على أن التغيير يبدء من الشارع وليس من القصر أو مجلس الأمة لأن الربيع العربي بدء من الشارع ولايجوز لهم القفز عليه وبدء التغيير من خلال جلوسهم تحت القبة كالنموذج المغربي مثلا الذي لايعترف به إخوان الأردن ولايتم ذكره في أيا من تصريحاتهم بل أنهم لم يبادروا له بالمباركة كما حدث مع إخوان مصر .

والمفيد الأخر ويعتبر ضروري لهم أن ما يتم التصريح به من قبل أية تيارات اسلامية أخرى سواء سلفيين أو وسطيين يمثل حالة نشاز في الواقع السياسي الأردني الأن لأن كلا الطرفين ( السلفيين والوسطيين ) لايمثلون لهم وسيلة يمكن من خلالها تحقيق غاياتهم وربما يمثلون لهم عبأ فكريا لابد من التعامل معه بالرفض الكامل وخارج أجندتهم السياسية ، والمفارقة هنا أن أعتبروا السلفيين من زمرة السلاطين وتناسوا أنهم كانوا دوما جزء من النظام بإعتراف ملكي .

ورغم النفي الإخواني الأمريكي لأي لقاء يبقى عندهم القدرة على جعل ما هو مفيد ضروري جدا وبالمثل الشعبي إن العيار الذي لايصيب يدوش ...؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات