حرباءة .. وصرار


يعرف عن الحرباءة الهدوء وقلة الحركة ، ولكنها تستطيع إكتشاف جميع ما حولها بعينيها ، وهي تستطيع ان تحركهما في جميع الإتجاهات ، وتستطيع أن تحرك كل عين بشكل مستقل عن الأخرى ويحلل دماغها كلتا الصورتين ، فيصبح الإستكشاف أوسع .

فقد عاشت حرباءة في غابة مليئة بمختلف الأغذية التي تحبها وقد كان الخير وفيرا ، والخزائن ملئ فكان لها من الدهاء والقدرة على ان تتلون وتحسن التصرف في المواقف وتنتظر الفرصة لتصنع لها مجدا وسلطة فحانت الفرصة و بسطت سيطرتها على مكان واسع جعلته موطنا لها ولرعيتها وصنعت لنفسها منصبا لمدة 4 سنوات كرئيسة متنفذة ، قادرة قاهرة متسلطة وقراراتها نافذه ولا تراجع عنها ، ولمن يريد الإنضواء تحت إمرتها ورايتها الخضوع التام ودون مناقشة وتنفيذ كل ما يطلب منه ، ومن يخالف يلقى نهاية غير محمودة ،فالعيون والعسس له بالمرصاد .

الحرباءة تتغذى على الحشرات واليرقات ، والمفصليات الموجودة في بيئتها ، ويعتبر الجراد ، وصرار الليل افضل غذاء لها لإحتوائها على الكثير من المواد المغذية.

والحرباءة تعيش حتى 7 سنوات ، فعمرها قصير ولكن طموحها بالحياة كبير، واملها بحب التملك لا يتصوره أحد . وحتى تستميل من يبدي بعض الإمتعاض منها كانت تغدق عليه، لمآرب في نفسها وإعطاء المناصب لمن يمت لها بصلة قربى، او بصداقة ، أو مصلحة ، بشرط الولاء والطاعة والتنفيذ ، فمن يخضع لشروطها ينال منها الخير الكثير ، والأعطيات ، والهبات ، والمناصب الكبرى بشرط عدم مخالفتها وتنفيذ ما تطلبه منه . .

وفي احيان كثيرة كانت تشطح بقوانين تضر المصلحة العامة لشعبها ، من فرض رسوم وضرائب ، ورفع أسعار ، بل محاربة الشعب في لقمة عيشه "".

أحست الحرباءة بقرب رحيلها فأردت ان تظهر بمظهر الناسك المتعبد ، فلبست حجابا ، لتبين أن همها في نهاية الحياة التقرب من خالقها ، والبعد عن مظاهر الأستخفاف بالآخرين ، وبدأت تظهر على انها الحرباءة المتحجبة التي همها وطنها ومملكتها التي بنت مجدها من جماجم شعبها الذي كانت تنفرد بهم ويكونوا وجبتها المفضلة واحدا تلو الآخر ، ويكونوا الطعام السهل الهضم عليها واللذيذ، و بذلك تتخلص ممن يحاول التململ ، او إظهار وجهة نظر مخالفة لإوامرها ، فتكون نهايته وخيمة وحتمية .

شعر صرار الليل بالخوف والخطر على نفسه فهو الذي يملأ الليل ضجيجا وصخبا بصوته ، ففكر بطريقة للتقرب من الحرباءة فأكثر من تملقه ونفاقه لها حتى بات من أشد المقربين إليها ، بل أصبح حليفها وناطقها الذي وثقت به، والذي كانت تكلفه بالتصريح عنها في نهاية الرحلة لإنها اصبحت في معبد النسك والطاعة والحث على الفضيلة ، ولتضفي عليها الهيبة والوقار ولتظهر في نهاية العمر والحكم بمظهر الناسك المتعبد في الدعوة والأصلاح وعمل الخير.

فما وضعته من قوانين الحكم ،كان 4 سنوات وعمرها الأفتراضي 7 سنوات فالنهاية إقتربت والرحيل بات على الأبواب ، وقد لا تغني الدنيا عن الأخرة كما كانت تردد في نهاية تولي السلطة والمنصب الدنيا لا تغني عن الآخرة ، فظهرت بمظهرالنسك والتعبد والزهد ، راجية التكفير عما إقترفته من خطايا وآثام ولعل الله يقبل عملها """؟؟ .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات