انا خائف جدا


بصراحة أنا خائف .. جدا جدا .. خائف على نفسي .. وخائف عليكم .. وخائف منكم .. 
خائف على نفسي : لأن الذي يقول الحق هذه الايام ( بتنخزق) طاقيته ..
وخائف عليكم من سخط الرب ومن حكم التاريخ .. لأنكم بصراحة تصفقون وترقصون وتطبلون .. وفي داخلكم تعرفون أن ذلك (من فوق) الجوزة .. وان ما في داخلكم غير ذلك.. وخائف منكم .. لأنكم تتقلبون مثل (خبز الصاج) .. ليس لكم موقف .. وليس لكم رأي واضح ..
( ترقصون) للجاي ( وتلعنون) الرايح ..
هذه مصيبة المصائب في الوطن العربي .. فالحاكم اله .. ولذلك فهو معصوم عن الخطأ.. ما يقوله هو الصواب وما عداه غلط .. ومن يقل غير ذلك فهو ملعون وخائن للوطن
و خارج على القانون بل ومتآمر على امن البلد..
.. أما ذرية الحاكم فهم أيضا معصومون لأنهم من صلبه.. ولهم منا الطاعة العمياء وعلينا أن نطلق أسماء أبنائنا وبناتنا وحواكيرنا وأسطح منازلنا على أسمائهم تيمنا بهم وتزلفا منهم ...

يظنون ان المولى جل وعلا خلقنا لنكون عبيدا لهم .. فإذا زادوا رواتبنا عشرة دنانير فهذه نعمة ما بعدها .. ننزل الى الشوارع نرقص طربا وندعوا لهم بطول العمر ..
واذا منحونا ذرة من حرية او (قطمة) من حقوق نثرنا لهم دموع فرحنا ليغسلوا بها أحذيتهم ... فأي ذل هذا الذي يعيشه المواطن العربي ؟؟ واي عبودية هذه التي تكبل اعناق الشعوب العربية التي أن عطس الحاكم بأمر الله زغردت له النسوة وعنقر له الرجال وان بال او قضى حاجته في المرحاض ذبحت له القرابين ..واطلقت المدفعية 21 طلقة ابتهاجا بخروجه سالما غانما .. فأية شعوب هذه التي تعتنق الإسلام ولا تعرف من الاسلام الا الاسم .. أية شعوب هذه التي لا تجيد سوى النفاق والرقص والغناء .. مع انها لا تجد قوت يومها .. واية شعوب هذه التي ما عرفت الا النكسات والنكبات والهزائم على يد حكامها ومع ذلك تحمد الله لان قائد الأمة الملهم صاحب الطلة البهية والحنكة والحكمة والكرسي الدائم نجا من براثن المؤامرات الداخلية ووساوس اصحاب الاجندة الخارجية و ما يزال جاثما فوق صدر الشعب مصانا من أي أذى وبعيدا عن أي مكروه ...
بالله عليكم هل رأيتم حاكما غير عربي يقتل شعبه ويحرق الاطفال والنساء والشيوخ ويدمر مقدرات بلده لان شعبه ( زهق ) منه..
بالله عليكم هل شاهدتم زعيما عربيا انصاع لحكم شعبه واحترم رأيه وتخلى عن ابّهة الكرسي .. ولم يحرق الاخضر واليابس ..
هل سمعتم عن رئيس اجنبي
حرّض مؤيديه على معارضيه لينكلوا بهم ويستأصلوهم عن بكرة ابيهم ؟؟ ألهذه الدرجة الكرسي غال وثمين ..
إني اشعر بالمرارة والحزن وأنا أرى الشعوب العربية قد وجدت نفسها مجبرة على الغناء والرقص والتصفيق والتغني بحياة الحاكم وبطول شاربه وبزرقة عينيه وبحمرة خده وبرباط حذائه وببطولاته وأمجاده مع انه لم يشارك في أي حرب وان شارك كان اول المنهزمين ؟؟
إنني اشعر بالألم ايضا وأنا ارى الشعوب العربية تصنع لنفسها آلهة من دم ولحم ؟؟ تعبدها وتتوسل اليها وتتقرب منها ؟؟ ألم يدر بخلد هذه الشعوب ان الذي يعز ويذل هو الله الواحد الاحد ؟؟
وهو وحده الذي يستحق العبادة ؟؟
الا يستحي الحاكم من خالقه وربه وهو يرى طوابير المنافقين يصلون له ويعبدونه وهو يعلم علم اليقين أن الله عز وجل قادر على مسخه قردا او فأرا او ان يمسحه من الوجود ويجعله عبرة للمعتبرين ..
و كما تكونوا يولىّ عليكم .. .. لقد اغرق الله جنود فرعون وحاشيته من المنافقين ومعهم الوزراء والنواب والأعيان و ابقي جثة فرعون في العراء والى يومنا هذا لتكون عبرة لكل صاحب بصر وبصيرة ..اليس في ذلك عبرة لكل الحكام ولكل الشعوب ولأهل النفاق تحديدا ؟؟؟

وان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم ؟؟ فهل نحن جاهزون لنكون مع الله حتى يكون معنا..
اعود واقول لكم انا خائف جدا خائف على نفسي وخائف منكم وخائف عليكم.. مع انني على يقين من ان عددا من الناس سيشهر سيفه في وجهي وان من بينكم من سيطعنني من الخلف .. وان من بينكم من سيحرض عليّ.
وسيثور عليّ وسيلعنني لأنني تجاوزت على أصنامهم ورفضت أن أعبد أوثانهم ..
ايها الحكام
العرب ان كنتم فعلا عادلين في الرعية كما تقولون .. فلماذا هذه الجيوش الجرارة التي تحرسكم حتى وانتم نائمون في قصوركم .. ؟؟
ايها الحكام العرب ان كنتم شريفين عفيفين كما تدّعون فمن اين اتت ثرواتكم .. ؟؟ ايها الحكام العرب ان كنتم ديمقراطيين فعلا فلماذا انتم جاثمون على صدور شعوبكم رغم انتهاء صلاحياتكم ؟؟ ايها الزعماء العرب لماذا هبطت عليكم الرحمة والشفقة فجأة حتى أصبحتم حزينين على ما آلت أليه أحوال شعوبكم من فقر وجوع وذل ؟؟ ايها الحكام العرب لماذا بادرتم إلى بعض الإصلاحات التي كان مجرد المطالبة بها همسا يدخل السجن عشرات السنين ؟؟ اليس هو الخوف ؟؟ اليس هو الكذب اليس هو الضحك على الذقون ؟؟؟
وانتم ايها الشعوب العربية الى متى ستظلون عبيدا تحكمون بالكندرة والكرباج ..؟؟ والى متى ستظلون تسكرون وتطربون منتشين على خطابات الزعماء المكررة التي تحمل الوعيد والتهديد ؟؟؟ لقد آن الأوان لان نكون شعوبا محترمة تحترم نفسها وتقول للحاكم كفى أن هو تجاوز حدوده .. وتقول له ارحل متى فقد صلاحيته .. وله منا الطاعة أن كان حاكما شريفا عادلا .. قلبه وفكره وحياته كلها لشعبه
حاكما يقبل النقد ويحترم الحوار ويدرك ان كرامة الانسان مصانة ... وان الناس ولدوا احرارا .. حاكما لايعتبر نفسه رب الناس على الارض ؟؟ حاكم يحاسب زوجته وابناءه وال بيته حسابا عسيرا ان هم تدخلوا في شؤونه او اعتدوا على اموال الشعب ؟؟ حاكم له وجه واحد ولكن قلبه يتسع للجميع .. حاكم لا ينتظر التقارير المزورة من بطانة فاسدة بل يجوب الشوارع ويستمع الى الرعية ؟؟ حاكم لايقرّب الفاسدين ولا يوزع مقدرات الشعب على الاصدقاء والاحباب ؟؟ حاكم يخاف الله ويدرك انه سيحاسب حسابا عسيرا ان هو تغاضى عن ظالم او سكت عن فاسد ؟؟ حاكم قلبه يزخر بالايمان ويدرك ان الله هو ملك الملوك .. حاكم لا يفرحه منظر الجموع التي تطبل وتزمر له عالطالع وع النازل ؟؟ وتنفق الاف الدنانير من خزينة الدولة للاحتفال بعيد ميلاده او عودته سالما من رحلة بدد بها مال الشعب في الراحة والاستجمام ؟؟ وهو يدرك ان هناك الكثير من الجموع الصامتة والغاضبة التي ما عادت ترى مثل هذه التصرفات مبررة والشعب يتضور جوعا ؟؟
حاكم يدرك ان الصمت اشد خطورة من الكلام ؟؟ حاكم يدرك ان الفقراء لا تهزهم الرياح العاصفة ؟؟ وان الجوعى حين يصفقون فانما هم ينددون ؟؟ حاكم يدرك ان الاعلام في كل الدول العربية مسخر له ولعائلته .. وان الاجهزة الامنية السرية والجيوش المجيشة ما وجدت الا لتحميه حتى ولو اغتصب العدو الارض ودنس العرض .. يدرك ذلك ويرتضيه ويرضى به .. مثل هذا الحاكم عليه ان يستعد للرحيل ؟؟ حاكم يدرك ان شعبه اذا احبه فانه وحده القادر على حمايته ولن تنفعه كل اساطيل الاصدقاء ولا طائرات الاعداء ؟؟ اعود واقول انا خائف جدا فالمطبلون في ازدياد والراقصون في تعاظم
والحداء على اشده .. والجوع اكثر ايلاما والنفاق
سمة العصر وأنصاف الآلهة من الحكام صاروا آلهة .. الطبول تقرع ... والنيران تتأجج وانين
المحرومين من العدالة يملاْ الساحات .... امامي عشرات البوعزيزي بانتظار الاقدام على انتحار جماعي في اكثر من بلد عربي ..
وهناك مشهد في منتهى الخطورة هناك كراسي وثيرة تهتز ..
المشهد القادم مرعب .. ولن تكون كل اساليب التهديد والوعيد ذات جدوى .. \ اهنيء أمريكا و اسرائيل من قلبي لأنهما احسنتا اختيار خدمها وعمالها في الوطن العربي ..
وأنا على يقين من ان كثيرا من الزعماء سيضحون بالأرض وبالعرض شريطة ان يظلوا جاثمين فوق كراسيهم .. ارجوكم اقرأوا الفاتحة على ارواح شهداء الحرية في الوطن العربي ولا تنسوا أطفال سوريا من دعائكم ...


\
m.katishat@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات