هل هي مجرد زوبعة في فنجان الملك ؟


رغم تلقف كل وسائل الاعلام المحلية والعالمية لأية كلمة تصدر عن حركة الاخوان المسلمين في الأردن ووضعها كعنوان رئيسي للأحداث الأردنية ، رغم ذلك تبقي الحكومة حوارهها معهم على قاعدة الكلام لكي ياكنه وأسمعي يا جاره وعجزت الحكومة عن الخروج من هذه الصيغة في الخطاب الموجه للإسلاميين وإستمرت به إلى الأن .
إذا لدينا خطاب علني مباشر يطغى على الشأن الأردن إعلاميا ويغطي كامل جسم المشهد الأردني وخطاب مرمز لايغطي عورة الحكومة ، وما بين الخطابين يظهر بين الحين والأخر رموز سياسية أردنية لتعلن أنها تخاطب ود الإسلاميين بعيدا عن توجيهات النظام أو الحكومة وهم في نفس الوقت تطرح أسمائهم كقيادات سياسية قادمة سواء عبر البرلمان وحكومة برلمانية أو عبر مجلس أعيان قادم ، والموروث الثقافي السياسي لهؤلاء الرجال لدى الإخوان أو الشارع الأردني أنهم خرجوا من رحم النظام ومازالوا يرتعون في خيره وأنهم يوضعون على رفوف الخدمة السياسية الأردنية كقطع إحتياط للزمن .
وتزداد شراسة معركة الخطابين من خلال إلقاء كلمة هنا أو هناك من قبل رجال الحكومة العاملين بها الأن ليزيدوها إشتعالا غير أبهين بحجم التوتر السياسي في الشارع الأردني ومكتفين بطرح مؤشرات هنا او هناك أنهم يعملون بحكومة قصيرة العمر أصلا وحكومة إنتقالية محددة المهمات ، ويغيب عن بال هؤلاء أن ماصنعته حكومتهم من معارك صغيرة هنا أو هناك أصبح تمثل للجميع إسلاميين ويسار ومعارضة وطنية سببا للتجمع معا وتحويلها من معارك متناثرة إلى حرب شاملة تحرق الأخضر واليابس .
وفي خضم هذه المعارك تتشكل معارك جانبية في الفضاء الإعلامي ما بين الاعلام الرسمي وشبه الرسمي والاعلام الخاص ، ويكيل الطرفين لبعضهما البعض التهم ويقيسون مدى وطنية الطرف هذا عن ذاك من خلال إطروحات يصل مستواها لحد القذف والشتم المبطن بباب عدم الانتماء أو الانتماء الناقص ، وفي نهاية الأمر تأتي كلمة الملك الحاسمة لتنهي المعركة والفزلكات وينتهي المشهد السياسي الأردني على شكل زوبعة في فنجان الملك .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات