ميزان حرية الرأي


شهد الأسبوع الماضي موجة عارمة من الغضب الشعبي العربي، حول ذاك الفيديو التافه، الذي فيه إساءة لرسولنا العربي الكريم " محمد صلى الله عليه وسلم" ، وإنني واحدة من ملايين المسلمين الرافضين لهذه الإساءة، ولكن ليس من خلال الكلام، أو المسيرات، وإنما استعين بالله على العمل المتواصل، من أجل نصرة الحق، وإعلاء كلمة الإسلام كما أرادها رب العالمين.

في زمن الجاهلية الأولى، جاء سيدنا "محمد "، أعظم الأنبياء، مبشراً ونذيراً وهاديأً، ولقي الكثير من المعاناة مع قوم جهلة، لا يميزون بين التوحيد وعبادة الأصنام، وواجه ببسالة كل الأذى من قوم لا يعلمون...

الآن ونحن في القرن الواحد والعشرون، يأتي من يسيء إلى خاتم الأنبياء والمرسلين، معللين ذلك بحرية الرأي والتعبير... أي حرية هذه؟ وأي تعبير هذا؟؟؟
لو افترضنا أن عربياً مسلماً، أو مسيحياً، تناول في فيلم أفضل إنتاجاً، وإخراجاً، وسيناريو لشخصية يعتبرها الغرب مرموقة، ونعتبرها نحن في الشرق دميمة، وكريهة، ومحتلة غاصبة، وعدوانية، ويجزم الكثيرون على أنها شخصية ذات سمعة رديئة، ومَثْلَت بالعباد في أكثر من موقعة، وقتلت الأبرياء، في مجازر جماعية، وعلى مرأى ومسمع العالم، أقول شخصية، وليس نبياً....

لوجدنا كل وسائل الإعلام الغربية بكل صورها تحارب المنتج، والمخرج، والمؤلف، وكاتب السيناريو، وكل الشعب العربي، من محيطه إلى خليجه، واتُهِمْنا بمعاداة السامية وبكراهية الآخر، والتخلف والرجعية، وأنّا ما زلنا نستعمل الجمل كوسيلة نقل، ونتناول طعامنا جالسون أرضاً، ونساؤنا أميّات مستهلكات، ورجالنا لا يهمهم سوى تبريم الشوارب، وضرب النساء... هذا بعض ماسوف نُتَهم به، وربما يوقفوا عنا المعونة، ويوقفوا الرحلات السياحية، ويمنعوا أي عربي من السفر لبلدانهم، إن كان طالب علم، أو تاجر، أو إعلامي...

أتساءل... أين حرية الرأي والتعبير؟؟ للعربي.. هل الديموقراطية وحقوق الإنسان وحرية العقيدة واحترامها التي تدّعونها مقصورة على شعوبكم ووسائلكم... ومحجوبة عن شعوب العالم الذي سبقكم بالعلم والحضارة والتاريخ المجيد؟؟

إنها ليست كذلك، بل هي أنّ قلوبكم سوداء، تُكِن الكراهية والحقد والمقت للعرب، ولشخصية الرسول العظيم، وهدفكم إهانة لكل المسلمين، والعرب... إن ما شوهد على " اليوتيوب" ما هو الإ ثلاثة عشرة دقيقة، من أصل ساعتين مليئة بالإساءات للإسلام، ويفضح الفيلم مقاصد منتجه، الذي يفصح فيه بجلاء عن الوضاعة، والدناءة، ولا مجال لقبوله من أي إنسان على امتداد العالم، أياً كانت عقيدته...
لا تظنوا أنه بأفلامكم الرديئة هذه، تؤثر بعمق إيمان المسلمين، ولا تظنوا أو تعتقدوا في لحظة أن الإسلام بعظمته وعظمة إيمان مسلميه، سيغفرون لكم هذه الجريمة البشعة، إنما أنتم أضفتم إلى جرائمكم جريمة جديدة من نوع مختلف...

فلا تتشدقوا بالديموقراطية وحرية الرأي والتعبير، إبحثوا عن أنفسكم، في داخلكم، فستجدون أكواماً من العفن المقيت...
لقد تعريتم أمام العالم، وظهر وجهكم القبيح، يا فاقدي المصداقية والضمير الحي...

محاسن الإمام
mahasen1@ayamm.org



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات