اسئلة تدور في ذهن أي مواطن
لماذا تجرأ الفاسد على السرقة وقبض الرشوة وقبض العمولات ؟
من الذي شجع الفاسد على التمادي بالفساد وسرقة اموال الشعب ؟
لماذا لم يحترم هذا الفاسد القسم الذي أداه عند استلامه وظيفته ؟
لماذا وقع الفاسد على مدونة سلوك وقد خان شرف المهنة ؟

ما نراه ان بعض الرموز المحسوبة على الدولة تعمل على اجهاض الاصلاح ، بل يحاولون الابقاء على القوانين القديمة التي تقمع المواطن ولا تعطيه حقوقه ولا تنصفه ، ومايزال بقايا الليبرالية يبثون أفكارهم التي تسببت في دمار الاقتصاد وتفقير المواطن واختراع اساليب تنويع الضرائب التي أرهقت كاهل المواطن ونقلته من خط الفقر الى مادون خط الفقر.

من فترة لفترة يطلقون اشاعة او دعاية أن الاردن سينتج كميات من البترول أو الغاز أو الصخر الزيتي أو اليورانيوم وانها ستجني الأموال الطائلة وبأرقام خيالية ، وكل ذلك لامتصاص غضب الشعب الذي لم ير أي فاسد تمت محاكمته أو مساءلته أو تم استرجاع الأموال التي سرقها ، بالاضافة الى حماية الفاسدين وهروب بعضهم الى الخارج. فلقد تولد لدى المواطن شعور باليأس لعدم محاسبة الفاسدين ، بل تبرئة بعضهم أمام أعين الناس.

اما الجهابذة الذين تقلبوا على وزارة الصناعة والتجارة ، بالاضافة الى من "شطبوا" وزارة التموين ، يأتينا وزير الصناعة والتجارة ليهدد برفع الدعم عن الطحين بالذات وهو الذي يعتبر خط احمر بالنسبة للمواطن ، ويطالب المواطن بالمساهمة في عجز الميزانية ، ونسي ان يطالب اولا الذين سرقوا خيرات البلد والذين ساهموا في تفصيل قوانين تلائم الطبقة الغنية على حساب الطبقة الفقيرة.

أما قانون المطبوعات الذي شاركنا نحن في جمعية الصحافة الالكترونية بمناقشة بنود الاستراتيجية الاعلامية عندما كان الاستاذ طاهر العدوان وزير الاعلام والاتصال ، وبعد خروجه من الوزارة تم الحذف والتحايل على بنود القانون عبر الحكومات المتعاقبة الى ان جاءت حكومة فايز الطراونه وقدمت قانون المطبوعات الى السلطة التشريعية على عجل واقراره دون الرجوع الى نقابة الصحفيين او العاملين في الصحافة الالكترونية أو مناقشتهم حول بنود القانون ، علما ان الجميع مع تنظيم المهنة ولكن بالتوافق مابين الحكومة والمعنيين بالصحافة الالكترونية والخروج بصيغة ترضي الجميع ، ولكن تمت المصادقة على قانون المطبوعات الذي يكمم الأفواه ويحد من الحرية الصحفية ويحمي أي فاسد من اظهار حقيقة ما قام به.

الاصلاح لا يتم اذا كان أصحاب المرحلة السابقة التي ساهمت وشاركت بالفساد وما تزال تتحكم وتناضل من أجل البقاء والاستمرار ، ولهذا يجب تغيير هذه الوجوه الفاسدة وايجاد وجوه جديدة نظيفة عفيفة النفس لاتقبل التلوث بالفساد ولديها الاستعداد لبناء مرحلة جديدة وكسب ثقة الشارع وثقة المواطن البسيط.