نِدَاءْ عَاْجِلْ لِبِطَانَةِ سَيِّدِ الْبِلادِ وَنُوَاْبِ الْشَّعْبِّ !!!


في الحديث النبوي الشريف : " خير الملوك ملك جعل الله له وزيراً ، إنْ نسي ذكَّره ، وإنْ نوى على خير – مجرد نيّة – أعانه ، وإنْ أراد شرّاً كفَّهُ ..." .

تلك علامات الوزير الناصح للرعية كما بينها هذا الحديث الشريف ، وهي أن لكل حاكم بطانة هو يختارها من أبناء شعبنه ، تكون له معيناً في إدارة الحكم ، تحثه على فعل أمر بالمعروف بالوقت نفسه تحثه وتذكره بالنهي عن المنكر .

فعندما يختار الملك رئيس حكومته ووزراءه وأعيانه وحاشيته التي هي بطانته يكون بذلك قد أعطى الفرصة لأبناء شعبه بالمشاركة بصنع القرار الذي يضمن مصلحة الوطن أولاً ثم المواطن ثانياً الذي يعد ركيزة هذا الوطن وذلك لأن الوطن بدون أبناءه شعبه لا يعد وطن يعترف به من قبل أوطان الشعوب الأخرى .

ولعلنا ندرك جميعاً بإن إختيار الملك لما سبق ذكره من أبناء شعبه قد تقيد وإتبع ما جاء في القرآن الكريم عندما أمر الله سبحانه وتعالى سيدنا موسى عليه السلام إلى بالذهاب إلى قوم فرعون ، فقال سيدنا موسى عليه السلام لله تعالى } وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي(29) { صدق الله العظيم . (طه) والوزير هنا أي المعين أو الضهير. فالله تعالى قادراً على أن يبعثه لوحده إلى فرعون دون أن يستجيب لطلبه عليه السلام ولكن الله تعالى إستجابة له بناء على طلبه في إرسال أخيه هارون عليه السلام وزيراً في رسالته إلى قوم فرعون ليكون له معيناً وضهيرا وخادماً أميناً على أمته أثناء سفره وترحاله ومؤنساً ومشاركاً له في إدارة أحوال قومه لما يحبه الله ويرضاه .

لذا ، فكل من يختاره ملك البلاد ليكون رئيساً للوزراء أو وزيراً أو عيناً أو قائداً في الجيش أو مديراً لدائرة حكومية أو شبه حكومية فهو المسؤول الأول أمام الله ثم ملك البلاد عن كل خطأ إرتكبه في حق العباد ، وكذلك هو الحال لنواب الأمة فهم المسؤولين أمام الله ثم أمام ملك البلاد وأمام الشعب عن كل خطأ يرتكبوه في حق الوطن والشعب ، فعندما يعطي سيد البلاد الثقة لبطانته ، ليتصرفوا بإدارة الوطن وبأحوال الشعب وليخدموا الجميع بالعدل والمساوة والإنصاف فهو قد قام بعمله على أكمل وجه ، ولكن إذا قام هؤلاء بعكس ما وجدوا لأجله من خدمة الوطن والشعب وإستغلوا تلك المناصب لمآربهم الشخصية فهم قد اساؤوا لله ثم لسيد البلاد والوطن والشعب في آن واحد ، حينها يتوجب على الملك النظر بما يتطلبه الوضع من التغيير الجذري لهؤلاء المتنفذين الفاسدين في البطانة وإستئصالهم وذلك بإستبدالهم بالصالحين من أبناء شعبه ليقوموا هم بدورهم لإصلاح ما يمكن إصلاحه من أخطاء ومحاسبة الفاسدين وتقديمهم للعدالة حتى يأخذ كل عقابه على مستوى الخطأ الذي إرتكبه بحق الوطن والشعب وكذلك الحال بالنسبة لنواب الوطن الذين إنتخبهم الشعب ليكونوا نواب شعب ووطن يعملوا سوياً لصالح الوطن وفي خدمة الشعب ، فإذا تبين أن هؤلاء النواب قاموا بأعمال منافية لما أُنتخبوا من أجله ولم يكونوا جديرين بثقة الشعب بهم ، وأصبحت أفعالهم لا تتوافق مع مصلحة الوطن والشعب وتفاقم صفة الأنانية عند أيٍ منهم كتقديم المصلحة الخاصة على العامة مثلاً ، عندها يقف الشعب بإسقاط ثقته بمن كان منهم فاسداً لا يراعي مصالح الوطن وأبناء شعبه عامة حتى يحذر السادة النواب الآخرون على أن المصلحة للجميع ومن خرج عن النص الجماعي فمصيره الإستبعاد والنئي عن المشاركة في صنع القرار ...

فهذا نداء عاجل ، لبطانة الملك ونواب الشعب ، ليتقوا الله في أنفسهم وفي وطنهم الأردن الغالي وأبناءه النشامي البسلاء الطيبون كآفة "من شتى المنابت والإصول " دون إستثناء ، وأن يكونوا عند حسن ظن الله بهم ليعملوا بكل جد وصدق وإخلاص بمهامهم التي وكّلوا بها فيما يرضي وجه الكريم ثم ليكونوا أولى جدارة بالثقة التي أولاها لهم سيد البلاد في إدارة مختلف مجالات الحياة في وطننا الحبيب وخدمة الشعب بكل إخلاص ووفاء وعدالة ومساواة ولنكون جميعاً مسؤولين وعمالاً وجنود ومواطنين في خدمة وطننا الأردن الغالي ولنكون جميعاً ولاءنا لله وحده ، ثم وفاءنا لقيادتنا الهاشمية حفظها الله ورعاها وعلى طريق الخير سدد خطاها ، وعدم نكران العرفان والجميل للهاشمين الأبرار من رفعة وبناء ورقي وإزدهار للأردن المعطاء ولأبناء شعبه الكرام من أمن وأمان ورفاه منذ تأسيس المملكة الأردنية الهاشمية ، وتوثيق إنتماءنا الصادق لوطننا الحبيب الذي ننعم في رباه بالأمن والسلام والطمأنينة والإستقرار ، وأن لا نفتح المجال أمام أولئك المندسين ، المغرضين ، الفاسدين ، الحاقدين ، الداخلين وغيرهم وأن نقطع الطريق على كل من تسول له نفسه في النيل من وحدتنا الوطنية وتلاحمنا الشعبي القوي وترابط عشائرنا النادر في حسن وطيب العلاقة وعزنا وإفتخارنا بحماة وطننا جنودنا البسلاء والمتثلة بقواتنا المسلحة الأردنية الأبية وصمود وطننا الأردن الغالي الأبي الأشم ...



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات