العبث الحكومي بكرامة الشعب الاردني


يبدو بأن روافد الربيع العربي الصهيوني متجهة لتصب جميعها في البحر الاردني معمقة جراح شعبه لتنفيذ المشروع الصهيوني الخالد بأن يكون الاردن وطنا بديلا , فقبل عدة شهور كتبت اربع مقالات نُشرتها صحيفة جراسا نيوز , الاولى بتاريخ23/5/2012 بعنوان "مصلحة الاردن العليا تقتضي عدم استقبال اللاجئين الفلسطينيين من سوريا"
والثانية بتاريخ 29/5/2012 بعنوان" لماذا يؤجل الامريكان التدخل في الشأن السوري؟"
والثالثة بتاريخ 3/6/2012 بعنوان " اتركوا سوريا وشأنها خوفا على الاردن وشعبه"
والرابعة بتاريخ 6/8/2012 بعنوان " فلسطينيو مخيم اليرموك السوري في الاردن قريبا".

حذرت فيها من الخطر القادم على الاردن من الجبهة الشمالية , دون ان تحرك الحكومة أي ساكن لها وكأن الامر لا يعنيها , فبدت للمتابع وكأنها موافقة عما يجري ويحاك لنا من مؤامرات واغتيالات للهوية الاردنية .
فاذا كان الخوف على الاوطان حق مكتسب او فطري للانسان , فمن حق الاردني الشريف ان يخاف على وطنه مما يجري له ويحاك ضده في جنح الظلام تارة وفي وضح النهار تارات اخرى .
فالربيع العربي الذي طّبل وزمّر له العرب هو مصطلح صهيوني انتجته المختبرات اليهودية في مركز صنع القرار العالمي في واشنطن لخدمة مشاريع اسرائيل الكبرى واجنداتها ومخططاتها وعلى رأسها تهويد فلسطين وفلسطنة الاردن, لغايات اقامة مشروع الوطن البديل للشعب الفلسطيني على الارض الاردنية , وعلى حساب ارواح الشهداء الذين قضوا نحبهم لبناء اردن قوي لابنائهم وفلذات اكبادهم.
فمن حق الشعب الاردني ان يقلق مما يجري له من مخططات ظالمة تفرد اجنحتها على ساحته الوطنية, وتحاك ضده وتنسج بأيد عربية ترتدي ثوب القومية المزيف وعباءة الوطنية الملوث , لجعله شعب ذا اقلية على ارضه وأرض اجداده .
فما يجري على الارض السورية من مجازر تقشعر لها الابدان تتزامن مع تصريح خطير لناطق الحكومة يدعي فيه خوف حكومته من مؤامرة لتهجير فلسطينيي سوريا للارض الاردنية , الامر الذي يدفعنا كأردنيين لطرح السؤال الكبير الاتي على حكومتنا إن كان يهمها شأننا الاردني كما تدعي : لماذا تقف دول الحرية وعلى رأسها امريكا وبريطانيا وفرنسا موقف المتفرج مما يجري للشعب السوري من ابادة جماعية منذ اكثر من سنة ونصف ذهب ضحيتها اكثر من 100 الف قتيل ومثلهم او اكثر جريح ؟.
إن الاجابة على هذا السؤال قد تطرقت اليه المقالات السابقة الذكر بشكل مفصل, وأخذنا نصيبنا من اللعن والشتم والتحقير , وتعدى الامر الى ما هو اكبر من ذلك ليدخلنا البعض باب الخيانة والعنصرية , وتتلخص الاجابة بأن للنظام السوري دور لم يلعبه بعد يتمثل بتهجير فلسطينيي لبنان وسوريا الى الاردن لاحكام الخناق على الشعب الاردني بتفجير القنبلة الديموغرافية الفلسطينية بوجهه على الارض الاردنية ليصبح الشعب الاردني اقلية في وطنه , يتحولوا مع مرور الزمن بفعل المخطط الامريكي الصهيوني العربي الى هنود حُمرٌ جُدد في بلادهم ينشدون المعونة من الدخيل الجديد.
فامريكا ومن يدور بفلكها لا يريدون الاطاحة هذه الايام بنظام الاسد , لأن المشروع الصهيوني يتطلب بقاء النظام السوري قويا في السلطة لحين استكمال تهجير الفلسطينيين الى الاردن , واقامة مخيمات لهم في شمال وشرق الاردن , لإنجاح مشروع الوطن البديل الاستراتيجي على الارض الاردنية بدعم عربي امريكي مستغلين الضائقة الاقتصادية المدروسة والممنهجة والتي وصلت حد وضع الاردن قريبا على قائمة الدولة المهددة بالافلاس لانجاح المخطط الصهيوني .
فما يجري في سوريا من اعمال دامية وعمليات قتل بالجملة على الهوية, ممنهج ومدروس ومعد في مختبر الغدر والخيانة العربي , ولكنني استغرب كيف يخرج علينا ناطق الحكومة هذه الايام بما حذرنا منه سابقا وعمليات التهجير في بواكيرها؟؟؟.
فالغريب في الامر ليس التصريح الناري لناطق الحكومة والذي يحذر به من مؤامرة كبرى على الاردن بتهجير فلسطينيي مخيم اليرموك السوري الى الاردن , بل الغريب والمستهجن يكمن في طرح السؤال التالي على الشعب الاردني : اين كانت الحكومة مما يجري ويحاك للاردن من مخططات لا تخفى على احد , وخاصة إذا ما علمنا ان هناك اكثر من 300 الف لاجئ يجوبون الارض الاردنية من اقصى شمالها الى اقصى جنوبها جُلهم من فلسطينيي مخيم اليرموك السوري ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
نقول للحكومة رويدك , رويدك , فالشعب الاردني ليس غبيا لكي تطرحين هذه الافكار عليه , فهو يعلم تماما بأن الحكومة الاردنية تتجاهل كل الاعراف السائدة التي تتبعها دول العالم فيما يخص اللاجئين عن قصد وعمد , والتي تنص على ان الدولة المستضيفة للاجئين يجب أن تقيم مخيمات لهم قرب حدود دولتهم التي فروا منها , وتوفر لهم فيها بالتعاون مع المنظمات الدولية كل مستلزمات المعيشة من غذاء وصحة وتعليم, فهل فعلت الحكومة الاردنية ذلك لتتباكى على ازمة مفتعلة ومصطنعة شاركت بها لتعميق جراح الاردنيين ؟؟؟؟.
يتساءل الشعب الاردني الطيب : ما هي الفائدة من بكاء الحكومة الاردنية على وضع ساهمت به ليتزامن مع ارتفاع خطورة الاحداث في مخيم اليرموك الفلسطيني في سوريا, والتي تتجه الى التصعيد بانتظار افتعال النظام السوري لحرب اهلية بين الفصائل الفلسطينية المناوئة للنظام والمؤيدة له , وقد يتطلب المخطط الصهيوني ارتكاب مجزرة في مخيم اليرموك على غرار مذبحة صبرا وشاتيلا في لبنان يذهب خلالها الاف الضحايا من سكان المخيم لايجاد سبب مقنع يدفع العالم للتباكي على الشعب الفلسطيني مرة اخرى, ليجدوا له مبرر للهجرة الى الاردن؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ .
فالمصيبة الكبرى لا وبل الطامة العظمى تتلخص في أن الحكومة الاردنية قد ادركت بالوقت الضائع مدى الخطورة القادمة من سوريا باتجاه الارض الاردنية , بعد استفحال المخطط الذي وقفت امامه عاجزة او متفرجة دون اتخاذ اجراءات وقائية لمنعه منذ البداية, كما فعلت السعودية بالعراقيين ابان الحرب في بلادهم حين جمعتهم في مخيم وفي منطقة واحدة , وجهّزت بها المدارس والمستشفيات ومنعت من اختلاطهم بشعبها لحين انتهاء قضيتهم فاعادتهم الى بلادهم, وهو ما فعلته تركيا كذلك بقضية اللاجئين السوريين على ارضها عندما خصصت لهم منطقة واحدة محددة لاقامة المخيم فيها تمهيدا لاعادتهم لبلادهم ففرضت سيادتها على ارضها. فهل تعلمنا ايتها الحكومة كيف يتم احترام السيادة للدولة؟؟؟؟؟؟.
وقفة للتأمل : " لا قيمة لإستقلال تناله أمة بعد التخلص من الاستعمار, اذا كان المستبدون يستولون على القرار فيها ويثقلونها بقيود الفكر والحسم, فالاردن ليس للاحياء فقط بل للشهداء الذين ضحوا ليكتبوا لنا الكرامة, فلا تعبثي ايتها الحكومة بتلك الكرامة ".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات