كثيرةٌ هي النِعم .. !‎


كثيرة هي النِعم التي نتقلَّب فيها في ملكوت الله .. ولا نشعر بها ...!!! وربما شعرنا بها
لكنَّ البعض لا يقيم لها وزناً ولا قيمة ..
إننا غارقون في نِعم ظاهرة وباطنة ، نحسَّها بحواسنا ، نتفيأ ظلالها ، تملأ حياتنا .....
نرفل بين ثناياها ....في كل نفس عطرها وصداها ، نِعمٌ أمامها العَّد يتناهى .......!
إننا تحت سماء وفوق أرض كلَّها آلآء ونِعم ... سبحان من أحاطها وكساها .........
لكننَّا في زمنٍ ربما ينطبق علينا مَثل أولئك الطلبة الذين وضع لهم أستاذهم لوحة كبيرة
بيضاء على حائط ورسم بالقلم نقطة سوداء صغيرة ، ثم سألهم ماذا ترون أمامكم ..؟!
فأجابوا كلهم بلا إستثناء ... نرى نقطة سوداء ..!!!!
إنني أتعجَّب .. كما تعجَّب ذلك الاستاذ من تلك الإجابة ...! أولم يروا تلك اللوحة البيضاء
الكبيرة ، ودققَّوا ..وأمعنوا النظر بتلك النقطة السوداء التي لا تكاد تُرى ..؟!
.... الحياة .. لا تخلوا من همَّ ، وغمَّ ، وحَزن .. تلك تصاريف الحياة ، وسنَّة الله في كونه.
لكننَّا في المقابل أمام نَعمٍ لا تعد ولا تحصى ، (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا)
ما بالنا غفلنا عن نعمة السمع والبصر والفؤاد ، تلك النعم التي ما رعيناها حق الرعاية ..!
أين نحن منها ..؟ أين نحن من تقديرنا للخالق الذي أعطاها ..؟ ما عاد القلب يذكرها ...
وكلمات الشكر تغافلنا عنها ، واللسان طواها ، ألا نخشى كفران النعمة .؟ ونخاف عقباها .!
أوَّد أن أسأل ذاك الذي نسي وتغافل عن تلك الألاء والنعم .. إن كان يبيع سمعه أو بصره
بألفٍ أو الفين ، أو حتى بملايين الدنيا ....؟؟!!!! .. والله نحن أمام ثروةٍ عظيمة ،
وكنوز غالية ... دفينة ، وآلاء ونِعم ثمينة .
(( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلَٰهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ ))
أين نحن من نعمة الحياة والصحة ، نعمة الإيجاد ، نعمة الهواء والماء ، والطعام والشراب ،
أين نحن من نعمة الذرية الصالحة ، وكذا الزوجة المخلصة الوفية ..؟!
أين نحن من نعمة الصبر ، وزاد القناعة ، والرضا بالقليل ...؟!
أين نحن من نعمة الدم حين يجري في الجسم بشعيرات دقيقة ، منظمة ، مرتبة ...؟!
أين نحن من نعمة ذاك الطعام الذي لو إحتبس في الجسم لكان مآلنا موت محقق ..؟!
.... حتى الخوف ، والمرض ، والهمَّ ، والغمَّ ، والحَزن ..الذي تعترض مسيرة حياتنا
ما هي إلا محطاتٍ إجبارية نتوقف عندها ، ونشحن من خلالها قوانا ، ونشحذ الهمم ....
كي نلتفت الى ذاك الخالق .. الخالق الذي ما قدرناه حق قدره ..! ولم نعزي ما نحن فية
من نِعمٍ إليه . تلك المحطات الإجبارية نمتلك من ثناياها ذاك المفتاح العظيم الذي يمكننَّا من
الولوج عبر " باب التوبة " ...... الذي ربما غفل عنه الكثيرون ....



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات