من ينصف معلمي الصف في وزارة التربية والتعليم الاردنية .. ؟؟؟


بعيدا عن السياسة ، وما يدور في فلكها من تياسه ، وبعيدا عن العلاقات الاجتماعية وما تحتويه من مجاملات وفبركات للمواقف والآراء ، بعيدا عن كل أمور الحياة التي تحلو فيها الذكريات والقصص والروايات ، ذكريات كان لها معنى وقيمة ، نفتخر بذكراها لأنها انتصارات مشرفة ، هذه الذكريات كانت لنا يوم كنا بكلام الله نحكم بين الناس ، ونقتدي بسلوك خير البشر ، ولكن عندما يرى الجيل القادم والأجيال التي تليه حالنا ستكون الذكريات بلا معنى ، بلا أمل بلا روح بسبب أرواحنا المندثرة هنا وهناك ، ثورات انطلقت ، وشعوب أبيدت ، وجيوش أحرقت ، ومقاهي من أصحاب العقول أفرغت ، ومكتبات من الكتب التي تحمل فكره دفنت ، ومعلمين يقارعون طعمه الإذلال وما زالت نقابتنا تنظر إلى عروض خلوية أفضل ، وعقد مؤتمرات المعلم منها كل ومل ، ثم يتحدثون عن أن المخرجات التعليم ليس لها أي اثر في بناء المجتمع ، إلى نقابتنا ... إلى وزارتنا ... إلى أهلنا وأولياء الأمور ... إلى كل غيور على بلده وأمته ... إلى كل منصف وعادل .... إلى كل جميع شرائح المجتمع ... إلى من يتحدثون بلغة متعجرفة بان المعلم لا يعلم ، إلى من في صدره حاجه وبين أضلعه قصه عن كادر المعلمين ، أوجه لكم أسئلة فهل ستجيبون ... المعلمين في الهم والمصيبة شركاء مهما اختلفت تخصصاتهم ، وتمايزت ابتساماتهم ، ولكني سأتحدث عن ذلك المعلم الذي هو حجر الأساس الأول ، الذي غيب عن الوجود ، ودفن بين الأحجار ومقاعد الدروس ، الذي لا يرى الشمس رغم أن النمل يراها ، إلى الذي على عاتقه ترسم الحدود ، وتعرف معالم الطريق ، إلى ذلك المعلم الذي بصلاحه تصلح الأمة وتزال الغمة وتفرج الكربة ، إلى الذي شاب رأسه وجسده قبل وقته ، إلى من أصبح يتحدث مع نفسه في الطرقات ومجالس الرجال حتى أصبحوا يقولون عنه لا تعتبوا عليه انه معلم الصبيان ، هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ، فلماذا جزاء ذلك المعلم الذي مات قبل أن ينتهي اجله ، أن يعامل بهذه الطريقة العرجاء ، ألا تستحي نقابتنا التي عندما ولدت فرح ذلك المعلم لأنه كان يتوقع من هذه النقابة أن تنصفه بكل شيء ، ولكن للأسف نسيت النقابة هدفها الأول وهو راحة المعلم ، وركضت خلف أمور كماليه ، نصبت وقتها لعقد اتفاقية مع هذا البنك أو ذاك ، والآن تقدم نفسها على أن خلفها جيشا قويا لكن هذا الجيش يريد خطوطا خلوية بعروض مميزة ، هل لهذا وجدت النقابة ؟؟؟ هذه كماليات الأصل في النقابة أن تركلها بقدمها حتى تحقق للمعلمين مطالبهم في الساحة التربوية ، أليس معلمي الصفوف الثلاثة الأولى مظلومون ...!!! فمن سينصفهم ، الأطفال يشيبون الرأس ويرفعون الضغط ، والواحد منا من أبنائه قد يُجن وعددهم لا يتجاوز الخمس ، فكيف بمعلم الصف الذي في حجرته فوق الأربعين ، هذا يبكي يريد أمه ، وذاك قد بال على نفسه ، وهؤلاء يشتكون على بعضهم بسبب أن فلان آكل ساندويشته وسرق مصروفه ، الم تعلم وزارتنا وكل التربويون والمخططون وواضعي المناهج أن معلم الصف هو اللبنة الأولى في صلاح المجتمع وتطويره ونهضته وتقدمه ، فكيف تضع على عاتقه نصابا من الحصص يتجاوز الثمان والعشرون ، وهو من يؤسس الطلبة ، بالإضافة للمناوبة وتربية الصف وإدخال العلامات ، وأحيانا يشغل حصصا في وقت فراغه الذي ينتظره منذ الصباح ، لا مدير مدرسه يرحم ، ولا تربية ترأف بحاله ، ولا أولياء أمور يقدرون ما هو به ، ولا وزارة تضع خططا علاجية لتعرف ما السبب في أن اغلب طلبتنا لا يجيدون القراءة والكتابة حتى أولئك الذين دخلوا الجامعات وتخرجوا منها ، لم تسأل وزارة التربية والتربويون لماذا ثلثي الطلبة لا يقرؤون العربية ، والثلث الآخر نصفه يحول العربية إلى الهندية ، وثلث الثلث يقرأ ولا يعرف يكتب كلمه بهمزه أو حركه ، واليوم جاءت نقابتنا لكنها لم تسمع أو تعرف أو تسأل أو تحاول أن تصل إلى عمق المعلم ، وخصوصا معلم الصف الذي يئن من الجراح والصراخ ، نصابه من الحصص لا يستطيع أن يحمله بعير لكنه حمله معلم الصف ، أيها السادة إذا لم تنصفوا معلم الصف فهنيئا لكم في عصر التطور والتقدم والازدهار بجيل متخلف لا يعرف يقرأ ولا يكتب ولا يعلم شيئا عن ما يدور لامته ، صدقوني أن اغلب معلمي الصف لا يدرسون بضمير لذلك نشأ عندنا جيل كله حمير ، هذا لا يعني أن معلمي الصف لا يعرفون يدرسون ، أو أن ضمائرهم ميته ، ولكن هذا يعني أن ارتياح معلم الصف يخلق جيل واع ومثقف ، فلقد قال أجدانا منذ القدم " العلم في الصغر كالنقش في الحجر ، والعلم في الكبر كالنقش في البحر " أنصفوا معلمي الصف وأعطوهم حقوقهم ليس لأجلهم ، ولكن من اجل الأجيال التي ستلعن من ظلم معلمي الصف لأنهم ظلموا بظلم معلمي الصف ، يا نقابتنا فيقي من جهلكِ ، يا نقابتنا قفي بجانب أبنائكِ من الطلبة ، يا نقابتنا أنصفي معلم الصف ، يا نقابتنا دعيكِ من العروض الخلوية والخراف المحشية ، والواسطة الذكية ، والكلمات المفبركة ، ستبقى لعنات الطلبة ومعلمي الصف تلاحق من ظلمهم إلى يوم الدين أو لحين إنصافه ، فمعلمي الصف مظلومون مظلمون مظلومون وكأن نقابتنا تغض الطرف لتكون شريكا استراتيجيا مع الوزارة والتربويين والمخططين بدقه متناهية لتجهيل الطلبة من خلال معلمي الصف ... نقابتنا شكرا لجهودكِ الموقرة على التي تصب في جهل الطلبة وقتل المعلم 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات