هل وقع عبدالإله الخطيب بفخ الانتخابات .. ؟


عندما تم إختيار عبدالإله الخطيب كرئيس للهيئة المستقلة للإنتخابات كان السبب الرئيسي درجة مصداقية هذا الرجل لدى سلطة القرار والشارع الأردني معا ، وأكد هذا السبب التصريحات النارية التي كان أطلقها معاليه في بدايات التسجيل للإنتخابات البرلمانية القادمة وحرصه على كسر تابو التزوير في ثقافة المواطن الأردني نحو هذه الانتخابات .
وقدم معاليه الكثير من الاعترافات الشبه رسمية والتي سربت له من قبل صناع القرار بأن الانتخابات السابقة والمتعددة قد تم التلاعب بها للحد الذي فرضت السلطات الأمنية قوتها في الاختيار والترشح وفي النهاية بمن يجلس على كرسي النائب ، وهي تسريبات وإن جاءت في زمن الربيع العربي فقد إخذت من قبل الشعب بأنها كنوع من الفضيلة التي تلحق بالاعتراف بالذنب ليس أكثر وهي فضيلة تؤخذ على نظام الحكم ولاتسجل له لأنه أصر على بقاء مجلس نيابي إعترف الجميع الشارع قبل السلطة بأنه مزور ، ومكنه من إتخاذ العديد من التعديلات القانونية مست حياة الشعب وحرياته وفي نفس الوقت يشوب عدد من أعضائه الشبهات فيما يتعلق بإزدواجية الجنسية .
وهي حالة وإن ثبت وجودها سوف تعيد البلد للمربع الأول من فقدان المصداقية بين الشعب والنظام وخصوصا أن الشعب قدعرف حالات كثيرة يقوم عندها النظام بتقديم إعترافاته عن أخطاء كثيرة أرتكبها في السابق .
وفي العودة لمعركة معالي عبد الإله الخطيب مع المصداقية نجد أنها بدأت من اليوم الأول لبدء التسجيل للإنتخابات وكانت ممثلة بفقدان إحدى الطابعات الخاصة بطباعة بطاقات الانتخاب تبعها فيضان من التجاوزات القانونية للشفافية والنزاهة ، كبدء البعض بالاعلان عن ترشحهم للإنتخابات من خلال دعوتهم للناس للتسجيل وصدرو الكثير من التقارير من الجهات التي تراقب عملية التسجيل تؤكد حدوث تجاوزات كثيرة في التسجيل وطرق تسليم البطاقات وقيام عمليات نقل كشوفات من منطقة لمنطقة وبإيدي رجال دولة يمثلون الشعب .
وهي حالات ربما يعتقد معاليه أنها لاتمثل ظواهر تستحق التوقف عندها لأنها حالات فردية وقليلة ، ولكن على معاليه أن يعلم أن دلالة خاتمة الأمور تبدأ ببدايتها وأن العملية الانتخابية الشفافة والنزيهة كلوح الزجاج لايحتمل أن يشرخ شرخا نقول عنه صغير أو أن يكسر طرفه ونقول أنه كسر صغير .
وإن على معاليه أن يقدر مدى تأثير الصورة الذهنية لدى غالبية المجتمع الأردني عن الانتخابات السابقة وحجم التزوير بها ، وعليه أن يعطي مؤشرات أكبر من مجرد تصريحات للتأكيد على حسن نيتة الهيئة وقدرتها على فرض القانون للوصول للنزاهة في العملية الانتخابية من خلال تفعيل الجزء الجزائي في قانون الانتخابات وعدم تركه للحالات الخاصة جدا .
وفي نفس الوقت عليه أن لايجعل من قصر الفترة الزمنية عذرا له في المستقبل كي يبرر عدم نزاهة وشفافية هذه الانتخابات وهو أعطي صلاحيات ذات سقف مرتفع للوصول إلى انتخابات تحقق للملك هدفه من وجود حكومة برلمانية وإن كانت عرجاء تستند على قدم واحده ( صوت واحد ) .
ويبقى السؤال المهم هنا هو مدى قدرة معاليه على تغيير الصورة الذهنية لدى المواطن عن مصداقية الخطاب الرسمي وإن كانت الهيئة تتخذ صفة الاستقلالية من إرادة الملك نفسه .. كي لايقال لاحقا ..كذب عبدالإله الخطيب وإن صدق ؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات